الرنات والمقاطعة.. سلاح المصريين أمام غلاء كروت الشحن
قرار خفض قيمة الرصيد ببطاقات شحن الهاتف المحمول في مصر ، دفع نشطاء التواصل الاجتماعي للدعوة لحملات لمقاطعة الشركات.
في غضون ساعات من إعلان قرار زيادة أسعار بطاقات شحن الهاتف المحمول في مصر عبر خفض قيمته من الرصيد داخل البطاقة بنحو 36%، أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، و تويتر" عدة حملات تطالب بمقاطعة شركات الاتصالات والاكتفاء بالرنات بدلا من الاتصال، كنوع من أنواع الضغط على شركات الاتصالات الـ 4.
وتعمل في مصر ثلاث شركات لتقديم خدمات الاتصال بالهواتف المحمولة وخدمات الإنترنت، وانضمت إليهم خلال الأيام الماضية شركة رابعة.
وبدأت شركات الاتصال في مصر تطبيق قرار خفض قيمة الرصيد داخل بطاقات الشحن بمقدار 36%، الخميس الماضي، وهو القرار الذي زاد من أعباء المصريين فخرج كثيرون عبر منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن رفضهم للقرار الذي وصفه البعض بـ"غير المفهوم والعشوائي".
مطالبات المقاطعة
دشن المغردون عبر " تويتر" هاشتاق بعنوان الرنات، وعبروا عن غضبهم من القرار قائلين "الاستعانة بالرنات كوسيلة للضغط على الشركات الأربعة يكون أفضل كثيرًا من فكرة المقاطعة" موضحين أن المقاطعة والاستغناء عن استخدام الهواتف المحمولة أصبح أمر غير متاح وصعب تنفيذه.
وكشف تقرير صادر عن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن عدد الاشتراكات بالهاتف المحمول وصلت إلى نحو 98.23 مليون مشترك حتى يناير الماضى.
في حين انخفضت نسبة مستخدمى الإنترنت عن طريق المحمول لنحو 2 مليون عميل لتصل إلى 26.16 مليون مشترك حتى يناير الماضى مقارنة بـ 28.65 مليون مشترك فى ديسمبر 2016
اتسمت بعض تغريدات نشطاء مواقع التواصل بالسخرية من القرار الأخير، منتقدين الزيادة التي طبقت على كروت الشحن، خاصة مع انطلاق الشركة الرابعة لخدمات الاتصال عبر الهواتف المحمولة الأسبوع الماضي.
وتداول رواد "تويتر" صورا وفيديوهات من أفلام مصرية كوميدية، ربطوا عبرها بشكل ساخر بين ردود فعل الممثلين داخل الأفلام وردود فعل مستخدمي الهواتف المحمولة عقب علمهم بالزيادة.
واعتبر بعض المغردين أن حملة استخدام الرنات بدلا من الاتصال تصبح بمثابة وسيلة للضغط على شبكات المحمولة، ورسالة من المستهلك إلى أصحاب القرار والهيئات الحكومية المسؤولة عن عملية تنظيم الاتصالات للتراجع عن قرار الزيادة.
سوء مستوى الخدمة
وانتقد آخرون ارتفاع أسعار الشحن وسوء مستوى الخدمة بالشبكات الأربعة، مؤكدين أن تحسين خدمة الاتصالات وشبكات الإنترنت مطلب لجميع المصريين خلال السنوات الأخيرة.
ودشنت مجموعة أخرى من رواد "فيسبوك" دعوة للتوقف عن شحن الهاتف المحمولة وشراء كروت الشحن عبارة هاشتاق "مش هنشحن" مطالبين بزيادة عدد الدقائق الممنوحة لكل فئة من فئات كروت الشحن.
وحذر آخرون القائمين على جهاز تنظيم الاتصالات في مصر (حكومي)، والشركات المالكة للاتصالات في مصر من عزوف المصريين عن استخدام الهاتف المحمول، والاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات التي توفر خاصية الاتصال غير المدفوع، موضحين أن سبب الزيادة يجب توضيحه للمستهلكين.
تأثير الحملات
وبشأن تأثير حملات المقاطعة واستخدام الرنات على شركات الاتصالات، تباينت آراء بعض المختصين في مجال الاتصالات عبر حساباتهم الشخصية حول درجة تأثير هذه الحملات على مستوى نجاح الشركات.
وتبني الفريق الأول وجهة نظر أن اللجوء للرنات والتوقف عن الشحن يصبح وسيلة ضغط على شبكات المحمول، ما يدفع الشركات للتراجع عن قرار الزيادة في قيمة كروت الشحن.
بينما رأي خبراء اتصالات أن المقاطعة وحملات التوقف عن شراء كروت الشحن لا تؤثر سلبًا على مستوى مبيعات شركات الاتصالات، مشيرين إلى أن هذه الحملات لا تمثل أي ضرر على شركات الاتصالات.
وقال محمود العسقلاني، المتحدث باسم الحزب الناصري، ورئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء"،إن الجمعية بدأت حملة مقاطعة جزئية لمدة يوم واحد احتجاجا على تخفيض قيمة كارت الشحن 36%.
ودعت الجمعية في بيان صحفي، الجمعة، مستخدمي الخطوط في الشركات الثلاثة إلى الامتناع عن استخدام الهاتف المحمول على أن يكون الاستخدام في الطوارئ.
كما وجه جهاز حماية المستهلك رسالة للمواطنين، بعد رفع أسعار كروت الشحن بنسبة 36%، مطالبا المستهلكين بترشيد استهلاكهم في رسالة قوية لشركات المحمول.
وقال اللواء عاطف يعقوب رئيس الجهاز لـ"الوطن": "بندعم بشكل كبير حملات المقاطعة التي انتشرت على مواقع التواصل منذ مساء الخميس، ودي رسالة مهمة للشركات إنها عليها أن تقدم خدمة جيدة للمواطن قبل رفع السعر".