أول لقاء منذ 78 عاما.. كلتاهما اعتقدت وفاة الأخرى في حرب ستالنجراد
روزالينا تنجو من قصف المصنع وتسافر مع غيرها من الناجين 240 ميلاً سيرا على الأقدام للوصول إلى "ساراتوف" حيث تلقت أمرا بالذهاب إلى مصنع
كانت روزالينا خاريتونوفا، 94 عاما، تعمل في مصنع للدبابات عندما قصفه النازيون عام 1942، لكنها لم تكن موجودة عندما تعرض للقصف، بل كانت على متن عبارة إخلاء تعرضت للقصف أثناء محاولة عبور نهر الفولجا، لتسقط في النهر قبل أن ينقذها أحد الجنود.
وذكرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية أن عائلتها، بما في ذلك شقيقتها الصغرى يوليا، 92 عاما حاليا، اعتقدت أنها ماتت، وصارت واحدة من مليوني ضحية في المواجهة الأكثر دموية في الحرب العالمية الثانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن روزالينا قطعت مع غيرها من الناجين 240 ميلاً سيرا على الأقدام للوصول إلى "ساراتوف"، حيث تلقت أمرا بالذهاب إلى تشيليابينسك في جبال الأورال للعمل في مصنع آخر للدبابات.
تقول شقيقتها يوليا: "لقد قيل لنا إن (روزالينا) ماتت لذا لم نبحث عنها، لكنني بكل تأكيد سعيدة برؤية شقيقتي مجددا، لكنني أتذكرها كفتاة صغيرة، والآن لا أرى سوى سيدة عجوز".
تقول سفيتلانا ريبوفا، ابنة يوليا: "أخبرتنا والدتي أنه مع انتهاء القصف، ذهبت والدتها أولجا وشقيقتها إلى موقع المصنع ليجدوه مدمرا بالكامل، ولم يتبق سوى كتل الأسمنت فقط، وقيل لهما إن روزالينا ماتت".
ما لم تعرفه أسرة روزالينا أنها وبعد الانتقال إلى تشيليابينسك، تزوجت وأنجبت طفلين.
وحول الطريقة التي اجتمعت بها الشقيقتان قالت سفيتلانا، ابنة يوليا، إنها اكتشفت أن أحدهم يبحث عن والدتها، على موقع على الإنترنت للم شمل العائلات التي فرقتها الحرب، وإن هذه السيدة اسمها روزا.
تواصلت سفيتلانا مع روزا وعلمت قصتها وصدمت العائلة عندما علمت أنها روزالينا التي اعتقدوا أنها ماتت لا تزال على قيد الحياة.
لجأت الابنة إلى الشرطة للتوصل إلى عنوان روزالينا الجديد، وقالت المتحدثة باسم الشرطة، إيرينا فولك: "تواصل الضباط مع كلتا السيدتين اللتين لم تفقدا الأمل في اللقاء مجددا، رغم مرور 78 عاما على انتهاء الحرب".
وجرى لم الشمل الذي طال انتظاره في مدينة تشيليابينسك، حيث سافرت يوليا، وهي أم لثلاثة أطفال، مسافة 750 ميلا بالقطار مع إحدى بناتها، أولجا.
استمرت معركة ستالينجراد في الفترة من 23 أغسطس/آب 1942 إلى 2 فبراير/شباط 1943، وكان انتصار الجيش الروسي انتكاسة كبيرة لهتلر.