الجوع والسرقة والمرض.. توابع تسونامي إندونيسيا
الشرطة الإندونيسية أطلقت الغاز المسيل للدموع وعيارات نارية لتفريق أشخاص كانوا ينهبون محلات تجارية في مدينة بالو الساحلية بالجزيرة.
في أعقاب الكارثة التي ضربت جزيرة سولاويزي الإندونيسية وراح ضحيتها ما يزيد على 1400 شخص، لا تنشغل الحكومة والشرطة بمحاولات إنقاذ ما يمكن إنقاذه فقط، بل تشن أيضا هجمات موسعة للقبض على اللصوص الذين يستغلون الفوضى العارمة لأهداف أخرى غير الطعام والمياه النظيفة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أطلقت الشرطة الإندونيسية الغاز المسيل للدموع وعيارات نارية لتفريق أشخاص كانوا ينهبون محلات تجارية في مدينة بالو الساحلية بالجزيرة.
وفي البداية، راعت الشرطة صراع الناجين على الجزيرة مع العطش والجوع والتشرد، في وقت أصبحت فيه المياه النظيفة نادرة، وامتلأت المستشفيات العامة بالمصابين ولم تعد قادرة على استيعاب المزيد. ولجأ بعضهم إلى السرقة من أجل النجاة، وهو ما دفع الشرطة إلى التسامح معهم في بداية الأمر وسمحت لهم بأخذ الطعام والمياه من المحلات المغلقة. لكن تطور الأمر إلى أن بعض الأشخاص أصبحوا يسرقون أجهزة كمبيوتر ومبالغ مالية وغيرها من الأشياء الثمينة، مستغلين انشغال السلطات في تبعات الكارثة.
وقال نائب رئيس الشرطة الوطنية أري دونو سوكانتو إنهم في البداية سمحوا للناجين البائسين بأخذ الطعام والشراب من المحلات، لكن بعد وصول المساعدات الغذائية التي يحتاج الأمر إلى توزيعها فقط "بدأنا في إعادة تنفيذ القانون"، على حد قوله.
وعلى الرغم من تطمينات السلطات للناجين فإن اليأس يعم الشوارع في بالو، حتى إن بعضهم بدأ يبحث في أكوام الحطام عن أي شيء يمكن الاستفادة به، بالإضافة إلى معاناتهم من مشكلة الصرف الصحي المتفاقمة، بسبب عدم وجود حمامات ما دفع الناس إلى قضاء حاجاتهم في الطرقات، فضلا عن الجثث التي لا تزال تحت الأنقاض والتي تعد مصدر قلق هائل في حد ذاتها، حيث إن المناخ الاستوائي الحار في إندونيسيا يؤدي إلى تعفن الجثث بسرعة شديدة ما يمكن أن ينشر أمراضا مميتة بين الناجين.
وفي بوبويا، في تلال مدينة بالو، بدأ بعض المتطوعين بالفعل ملء قبر ضخم بجثث الضحايا التي تجلبها إليه شاحنات في محاولة للحد من تعفن الجثث.
وأثناء عمليات الإنقاذ التي يقودها الجيش بشكل كبير، واجهت الفرق المعنية العديد من التحديات منها عدم وجود معدات ثقيلة كافية ووصلات النقل المتضررة في ظل نطاق هائل من الدمار وتردد الحكومة الإندونيسية في قبول مساعدات خارجية.
ووفقا للأمم المتحدة يوجد نحو 200 ألف شخص، بينهم عشرات آلاف الأطفال، يحتاجون إلى مساعدة عاجلة في بالو.