قمة العشرين في إندونيسيا.. تحديات متعددة وسط متغيرات جيوسياسية
تأتي اجتماعات قمة العشرين بإندونيسيا وسط تحديات صعبة، فلا يزال تأثير الأرض ببرها وجوها وبحرها يفرض نفسه على سياسات واقتصاديات العالم.
وينعقد اجتماع قادة مجموعة العشرين في جزيرة بالي بإندونيسيا الأسبوع المقبل خلال الفترة من 15 إلى 16 نوفمبر/تشرين الثاني.
وإذا كانت مجموعة العشرين، التي تأسست في عام 1999، من أجل قيام الدول الأكثر تقدما في العالم بمناقشة التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه هذه الدول، فقد بات الوضع أخطر وأكبر بكثير بعدما أصبحت التحديات تتعدى حدود هذه الدول إلى العالم بأجمعه.
ورغم القدرات القيادية القوية لمجموعة العشرين، إلا أنه لا تزال هناك تحديات كبيرة، من أهمها اتساع الصدامات الجيوسياسية الناجمة عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وانخفاض مستويات المشاركة الاقتصادية، فضلا عن تحديات الطاقة المتجددة.
حرب أوكرانيا
وضعت الحرب الأوكرانية الروسية المتصاعدة مجموعة العشرين برئاسة إندونيسيا في موقف صعب، فمنذ العام الماضي أعدت الحكومة الإندونيسية جدول أعمال يركز على التعافي العادل والمنصف من جائحة COVID-19.
ومع ذلك، من المرجح أن تعقد اجتماعات مجموعة العشرين لهذا العام وسط توترات جيوسياسية كبيرة تشمل العديد من الدول الأعضاء في مجموعة العشرين.
حضور الرئيس الروسي
بدأت التوترات بمخاوف متزايدة بشأن مشاركة روسيا في القمة، مع مطالبة المنتدى بعزل أو طرد الرئيس فلاديمير بوتين وممثلين روس آخرين من اجتماعات المجموعة. وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قالوا إنهم لن يجلسوا مع بوتين، الذين قالوا إنه "مدان بارتكاب جرائم حرب".
وقاومت إندونيسيا ضغوط الدول الغربية وأوكرانيا لسحب دعوتها لبوتين لحضور القمة وطرد روسيا من المجموعة بسبب الحرب في أوكرانيا، قائلة إنها لا تملك سلطة القيام بذلك دون إجماع بين الأعضاء.
ولن يحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماع قادة مجموعة العشرين، بحسب ما نقلته وكالة رويترز عن جودي ماهاردي، المتحدث باسم وزير تنسيق الشؤون البحرية والاستثمار في إندونيسيا.
كما نقلت وكالة بلومبرج عن مصادر مطلعة، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يحضر قمة مجموعة العشرين تجنباً "للمواجهات" بسبب حرب أوكرانيا، فيما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه علم بأن بوتين "لن يحضر قمة مجموعة العشرين على الأرجح".
وقال ماهاردي إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف سيترأس الوفد الروسي خلال قمة مجموعة العشرين، ومن المقرر أن يشارك الرئيس الروسي في أحد الاجتماعات عن بعد.
الاقتصاد العالمي
لا يزال التحدي الاقتصادي من أكثر التحديات إلحاحا التي تواجه قمة العشرين إندونيسيا، وسط مخاوف من أن تؤدي حرب أوكرانيا إلى تكثيف الانقسامات السياسية داخل المنتدى العالمي.
وأثرت الحرب الأوكرانية الروسية بالفعل على الاقتصاد العالمي، ومطروح ضمن بنود جدول أعمال مجموعة العشرين أهم المشاكل الاقتصادية التي تواجه العالم، مثل أمن الطاقة والأسعار، والأمن الغذائي والإمدادات، والأسواق المالية.
وإذا لم يكن هناك اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا في وقت ما قريبا فإن تأثير العقوبات متعددة الأبعاد على روسيا يمكن أن يقوض الأهداف الاقتصادية لمجموعة العشرين.
وتحاول قمة إندونيسيا التركيز في اجتماعاتها على بحث ثلاث موضوعات، هي انتقال الطاقة، والصحة العالمية، والاقتصاد الرقمي.
aXA6IDE4LjExOS4yMTMuMzYg جزيرة ام اند امز