فن الرانداي الإندونيسي.. "الحكي الشعبي" على طريقة "الأكشن"
"الرانداي" أداة لسرد القصص الشعبية برفقة أبيات من الشعر والرقصات التي أساسها حركات الدفاع عن النفس على شكل حلقات دائرية كرمز للوحدة.
يؤرخ فن الرانداي الإندونيسي لحضارة وتاريخ البلاد منذ العصور القديمة، إذ يدمج بين الرقص والقصص الشعبية وفنون الدفاع عن النفس.
ويعد فن الرانداي الإندونيسي التقليدي أداة لسرد القصص الشعبية برفقة أبيات من الشعر والرقصات التي أساسها من حركات الدفاع عن النفس المعروف باسم "سيلات مينانغكاباو"، على شكل حلقات دائرية كرمز للوحدة.
وتم اشتقاق تسمية "الرانداي" من كلمة "ميرانداي" التي تعني التأليف، أو وضع دائرة حول مكان معين للعثور على الشيء المفقود، وفقا لما نشره موقع "إندونسيا اليوم".
وتقول الأساطير الشعبية الإندونيسية إن فن الرانداي يعود تاريخه إلى "مينانغكاباو" وهي مجموعة عرقية تسمى أيضا مينانغ وأورانغ تعيش في مرتفعات مينانغكابو في سومطرة الغربية في إندونيسيا ويتكلمون بلغة "مينانغكاباو".
وترجع الأصول لفن الرانداي، بحسب المعتقدات الشعبية، إلى عهد "مينانغكاباو" حين استطاع الصيادون في شعب "باريانغان بادانغ بابجانغ" صيد الغزال الذي خرج من البحر.
ويعتبر الرانداي أو راندانغ مينانغكاباو من الفنون الجماعية التي تعرض من قبل عدد من الأشخاص، فتسرد مجموعة من الفرقة قصة شعبية لتاريخ البلاد كقصة "جينتوا ماتو" أو "مالين ديمان" أو "آنغجون نان تونغجا" وغيرها من القصص الشعبية، ثم تقوم مجموعة أخرى بدور الشخصيات الرئيسية، التي تحكي القصة وسط الدائرة فيما تقوم المجموعة بتغيير الألوان والأشكال أثناء السرد.
ووفقا للإندونيسيين، فتحمل عروض الرانداي معنى فلسفيا لدى شعب مينانغكاباو، حيث إن أصل الرقصات عبارة عن حركات الدفاع عن النفس (المعروفة بـ"باجأ سيلات baca: silat") الخاص بشعب لمينانغكاباو.
وتقام عروض الرانداي، في معظم الأوقات، بمكان عام أو وسط الطبيعة للدلالة على أن الإنسان يعيش متوحدا مع الطبيعة، مع التأكيد على أن القصة يجب أن تكون ذات قيمة أو معنى خاص.
يذكر أن عروض الرانداي كانت في الماضي حكرا على الرجال فقط، ولكن مع تطور الزمن أصبح للنساء دور في العروض.