صحيفة: التخطيط الجيد يجنب إندونيسيا الكوارث الطبيعية
طالما عانت إندونيسيا من ضربات التسونامي بشدة، حيث فقدت 150 ألف شخص في باندا آتشيه التي ضربها تسونامي المحيط الهندي المدمر عام 2004.
رغم نجاح فرق الإنقاذ والإمدادات بإندونيسيا في الوصول إلى الناجين في مدينة بالو بعد أن ضرب زلزال وتسونامي مدمران جزيرة سولاويزي الإندونيسية، الجمعة، فإنه لا يزال هناك كثيرون في حاجة ماسة إلى مياه نظيفة وطعام في المناطق المحيطة.
وتعليقا على هذه المأساة الإنسانية، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في افتتاحية لها، إنه نظرا لكون الكوارث الطبيعية مألوفة في أكبر رابع دولة من حيث عدد السكان حول العالم، ووجود 3900 منطقة عرضة للتسونامي بها، يجب التخطيط الجيد لتجنب مخاطر الكوارث الطبيعية، ومن ذلك إعداد مبانٍ وبنية تحتية وأنظمة تنبيه مقاومة للزلازل.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك أجزاء من أنظمة الإنذار الخاصة بالتسونامي لم تكن تعمل، حتى إن بعض المناطق لم يكن بها صفارات إنذار، ولأن الزلزال أسقط أبراج الإرسال لم تصل رسائل التحذير النصية من التسونامي إلى المواطنين.
وطالما عانت إندونيسيا من ضربات التسونامي بشدة، حيث فقدت 150 ألف شخص في باندا آتشيه التي ضربها تسونامي المحيط الهندي المدمر عام 2004، بالإضافة إلى المئات الذين لقوا حتفهم في كوارث طبيعية أخرى في جزيرتي جافا ومينتاواي عام 2006 و2010.
كما ضرب تسونامي آخر اليابان عام 2011 وراح ضحيته 18 ألف شخص، وكان من الممكن أن يزهق أرواح عدد أكبر من ذلك بكثير لولا استعداد وخطط اليابان لمواجهة هذه الكوارث، فكل طفل ياباني في المدرسة يعرف جيدا كيفية التصرف في حالة حدوث زلزال أو سماع صافرات إنذار التسونامي، وخضعوا إلى تدريبات كثيرة وصولا إلى ذلك.
وأشارت "الجارديان" إلى أن الهدف ليس أن تنسخ إندونيسيا نظام اليابان، وإنما على الأقل تحتذي به، وأضافت أن إندونيسيا يجب أن تجعل هدفها التأكد من فهم جميع المدنيين والمسؤولين للإشارات التحذيرية وكيفية التصرف في الكوارث الطبيعية حتى تصبح الاستجابة إليها بمثابة روتين يشبه التمعن جيدا قبل عبور الطريق.
وتابعت الصحيفة أن تطبيق هذا عمليا لن يكون بالأمر السهل، لأن الحكومة الإندونيسية لا مركزية بصورة كبيرة، مضيفة أن الكارثة تذكرنا بأن إندونيسيا تحتاج إلى مزيد من الدعم لإعداد شعبها لما قد يحدث في المستقبل.