هل تحمي نزلات البرد من كورونا؟
الخلايا الليمفاوية التائية، التي تم تنشيطها بواسطة فيروسات تاجية أخرى مسؤولة عن نزلات البرد، يمكن أن توفر الحماية من (كوفيد - 19)
بينما ترفع الدول عمليات الإغلاق، التي فرضتها لإحتواء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، يثار الخوف بشأن ذروة ثانية محتملة في حالات الإصابة، لتصبح قضية "درء العدوى" هي واحدة من أهم موضوعات النقاش العلمي.
وآثار العلماء في هذا الإطار سؤال حوال: هل يمكن أن يساعد التعرض في الماضي للفيروسات التاجية التي تسبب نزلات البرد في تكوين مناعة ضد فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد – 19"، بما يجعل "مناعة القطيع" أقرب مما كان يعتقد في السابق.
وفي وقت مبكر من الوباء، أصبح من الواضح أن الأطفال كانوا أقل عرضة للإصابة بـ"كوفيد – 19" ، وهو ما جعل العلماء يتكهنون بأن الانتشار المنتظم للفيروسات التاجية الأخرى في أماكن مثل المدارس يمكن أن يعزز استجابتة الأطفال المناعية لأحدث فيروسات التاجية.
الآن تكتسب هذه الفكرة بعض الزخم، ففي منشور حديث على موقع تويتر، لاحظ فرانسوا بالوكس من جامعة لندن كوليدج نقصًا مثيرًا للاهتمام في عودة ظهور حالات "كوفيد – "19 بعد تخفيف عمليات الإغلاق في العديد من البلدان.
وأشار بالوكس إلى أن من بين التفسيرات المحتملة ممارسات التباعد الاجتماعي المستمرة، لكنه افترض أيضا أن "نسبة من السكان قد يكون لديهم مناعة موجودة مسبقًا ضد الفيروس المسبب لمرض (كوفيد – 19)، ربما بسبب التعرض المسبق للفيروسات التاجية الشائعة المسببة لنزلات البرد".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أشارت دراسة أمريكية نشرتها مجلة " سيل"، إلى أنه يمكن تحصين بين 40 و60% من السكان ضد الفيروس المسبب لـ"كوفيد – 19" بدون التعرض للفيروس على الإطلاق.
وعزا الباحثون ذلك إلى عمل الخلايا الواقية، والمعروفة باسم الخلايا الليمفاوية التائية، التي تم تنشيطها بواسطة فيروسات تاجية أخرى مسؤولة عن نزلات البرد.
وقال الباحثان اليساندرو ستيت وشين كروتي، من معهد "لا جولا" لعلم المناعة الذين عملوا على الدراسة في تقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية: "من الواضح ان بعض الأفراد أكثر عرضة للمرض من غيرهم، كما أنه بعد الإصابة بالعدوى، يعاني بعض الأفراد من أعراض سريرية حادة وقد يموتون، بينما قد يظهر الآخرون القليل جدا من الأعراض السريرية".
وأضاف الباحثان، إن دراستهما تشير إلى أن المناعة الموجودة مسبقًا قد تكون أحد العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار؛ ولكن في هذه المرحلة هي ببساطة فرضية يجب معالجتها بمزيد من التجارب.
وأعربت منظمة الصحة العالمية عن الحذر بشأن هذه القضية، وقال مايكل رايان من المنظمة في مؤتمر صحفي هذا الأسبوع: "هناك بالتأكيد بعض الأدلة فيما يتعلق بالخلايا التائية، أنه إذا كان لديك إصابة سابقة بأحد فيروسات كورونا، فقد تكون قادرا على الاستجابة بشكل أسرع لكوفيد – 19".
وأضاف: "لكن لا يوجد دليل تجريبي على أن عدوى الفيروس التاجي السابقة تحميك من الإصابة بكوفيد- 19".
aXA6IDE4LjExOC4xNDkuNTUg جزيرة ام اند امز