إثيوبيا 2021.. أزمة "إقليم تجراي" تطل برأسها من جديد
أطلت أزمة "جبهة تحرير تجراي" مرة أخرى برأسها في إثيوبيا، خلال عام 2021، مع توسعها في إقليمي أمهرة وعفار.
ففي يونيو/حزيران 2021، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، انسحاب قوات الجيش من إقليم تجراي، لأنه "أصبح ينظر إليه على أنه أجنبي، ومستهدف من قبل شعب تجراي فلا داعي لبقائه".
وخلال نفس الشهر، جرت أول انتخابات في عهد آبي أحمد، صوت خلالها نحو 38 مليون ناخب إثيوبي وتنافس بها نحو 46 حزبا سياسيا بينها 17 حزبا قوميا 29 حزبا إقليميا، فاز خلالها حزب الازدهار الذي يتزعمه رئيس الوزراء بالأغلبية.
وفي يوليو/تموز 2021، أعلنت الحكومة وقف إطلاق النار من جانب واحد، فيما بدأت "جبهة تحرير تجراي" توسيع الصراع، ودخلت مناطق واسعة ومدن بإقليم أمهرة وعفار في محاولة للسيطرة على المنفذ الدولي لإثيوبيا عبر جيبوتي والوصول إلى أديس أبابا عبر إقليم أمهرة .
وأسفر توسع الصراع الذي أحدثته "جبهة تحرير تجراي" عن أزمة إنسانية كبيرة مع تجاوز أعداد النازحين حاجز الـ3 ملاين نازح في إقليمي أمهرة وعفار.
وفي أغسطس/آب 2021، أعلنت الحكومة الإثيوبية إلغاء وقف إطلاق النار أحادي الجانب على خلفية هذه التطورات، ورفعت حالة الاستنفار في كامل البلاد.
وبدأ الجيش الفيدرالي والقوات الخاصة لإقليمي أمهرة وعفار، عمليات عسكرية مشتركة ضد "جبهة تحرير تجراي"، التي تصنفها الحكومة كحركة إرهابية، لإجبارها على الانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها بالإقليمين.
وفي سبتمبر/أيلول 2021، تطور الخلاف بين الحكومة الإثيوبية والأمم المتحدة على خلفية طرد أديس أبابا 7 من موظفي المنظمات الأممية العاملة بالبلاد، بسبب "تدخلهم في الشؤون الداخلية للبلاد"، ولكن قرار أديس أبابا وجد استنكارا دوليا وإقليميا.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2021، شكل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد حكومة جديدة، ضمت 3 من قادة الأحزاب السياسية المتنافسة، بهدف "العمل من أجل المصلحة الوطنية رغم الخلافات السياسية".
نفس الشهر، أعلن مجلس الانتخابات الإثيوبي، نتائج استفتاء تأسيس الإقليم الـ11 بجنوب إثيوبيا، بعد أن صوت 93.9% لصالح التأسيس الذي يحمل اسم "شعب جنوب غرب إثيوبيا".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، سيطرت "جبهة تحرير تجراي" على مدن استراتيجية بإقليمي أمهرة وعفار، ما شكل تحولا خطيرا في الصراع، الأمر الذي دفع بالحكومة الى إعلان حالة الطوارئ في 4 نوفمبر .
التصعيد ألقى بظلاله على جهات أخرى، حيث دعت بعض السفارات الأجنبية والمنظمات الدولية رعاياها لمغادرة البلاد على خلفية اقتراب جبهة تحرير تجراي من العاصمة.
وسارع الاتحاد الأفريقي هو الآخر بتحريك جهوده لاحتواء الأزمة، مطلقا وساطة عبر ممثله للقرن الأفريقي الرئيس النيجيري الأسبق أوليسجون أوباسانجو، بإجراء مقابلات مع أطراف الصراع في أديس أبابا وجبهة تحرير تجراي.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2021 أعلنت الحكومة الإثيوبية، إبعاد "جبهة تحرير تجراي" من المناطق القريبة للعاصمة بنحو 500 كيلومترا، وسيطر الجيش على مدن: خميسي وكومبلشا وديسي، كبرى مدن إقليم أمهرة ومحور منطقة "غاشانا أربيت" التي تعد محورا رئيسيا استراتيجيا يربط 4 مدن كبرى في إقليم أمهرة.
وقاد آبي أحمد العمليات العسكرية على الجبهة خلال الأسابيع الأولى للعمليات الواسعة التي أطلقها الجيش قبل أن يعود مجددا إلى العاصمة، فيما واصلت القوات صد جبهة تحرير تجراي، ودفعها خارج إقليم أمهرة.
aXA6IDMuMTM4LjEwMS4yMTkg جزيرة ام اند امز