تفاصيل تحسن ترتيب مصر في مؤشر الابتكار العالمي 2018
شعار المؤشر هذا العام يتفق مع واحد من أهم التحديات التي تبذل مصر جهدا كبيرا للتعامل معه وهو الطاقة.
طالب خبراء الحكومة المصرية باستثمار القفزة التي حققتها مصر في مؤشر الابتكار العالمي 2018، مؤكدين أن ترتيب مصر يعكس تحسناً في الأداء الحكومي خلال الثلاث سنوات الماضية.
وحصلت مصر على المركز 95 عالميا، في أحدث تقرير لمؤشر الابتكار العالمي 2018، الذي صدر تحت شعار "تنشيط العالم بالابتكار في قطاع الطاقة حول العالم".
وصعدت مصر 10 مراكز عن تقرير العام الماضي 2017، الذي كانت تحتل فيه المركز 105، وهي قفزة لم تحدث منذ 7 سنوات مضت.
شعار المؤشر هذا العام يتفق مع واحد من أهم التحديات التي تبذل مصر جهدا كبيرا للتعامل معه وهو الطاقة، وحققت فيه نجاحات كبيرة، حيث يمثّل الحصول على الطاقة في تقرير مؤشر الابتكار، شرطا من شروط تحسين مستويات المعيشة وتحقيق التنمية الاقتصادية، ويمثّل أحد المكونات الضرورية للابتكار.
- صندوق خليفة ومنصة "ستارت إيه دي" يطلقان "ابتكاري 4"
- "ملتقى الابتكار".. منصة إماراتية لدعم رواد المستقبل
من جانبها، وصفت الدكتورة نادية زخاري، وزيرة البحث العلمي السابقة، تقدم مصر 10 مراكز في مؤشر الابتكار العالمي 2018، بالأمر الرائع، مؤكدة أن هذا التقدم يعكس نسبة اعتماد الحياة المصرية في كثير من المجالات على البحث العلمي، خاصة في الطاقة والاستثمار والاقتصاد.
وأوضحت "زخاري"، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن ترتيب مصر يؤكد أن نتائج البحث العلمي باتت قيد التنفيذ أو على الأقل جاهزة وقابلة للتنفيذ، وأن اقتصاد البلاد سيتحول تدريجيا إلى اقتصاد مبني على المعرفة، ما يعني أن المستثمرين أيضا أصبحوا على قدر من الإدراك لأهمية البحث العلمي، وبالتالي أصبحوا يسترشدون به في تنفيذ استثماراتهم.
وعن الترتيب المثالي في مؤشر الابتكار العالمي، قالت "زخاري" إن المراكز العشرين الأولى، أمنية كل دولة، إلا أن الأمر سيستغرق وقتا كبيرا، مرجعة ذلك إلى طول المدة الزمنية التي يستغرقها البحث العلمي بمراحله الثلاث، من حيث مرحلة البحث التي تستغرق من عامين إلى ثلاثة، ثم براءة الاختراع التي لا تقل أيضا عن هذه المدة، وأخيرا مرحلة التنفيذ، والتي تعتمد على اقتناع المستثمر بالفكرة والبحث وبالتالي التنفيذ.
أما الدكتور ماجد الشربيني، الرئيس السابق لأكاديمية البحث العلمي، فقال إنه لحصد مراكز أكثر تقدما، على مصر أن تستثمر هذه النتيجة، بتشجيع البحث العلمي والمخترعين والباحثين، وبحث كل الطرق الممكنة لترجمة هذا المجهود البحثي إلى منتجات قائمة على تكنولوجيا سليمة، وسيكون ذلك ميسرا كلما توافرت شركات تدعم هذا الجهد وتنفذه، لافتا إلى أن مؤشر الابتكار العالمي يعكس مستوى الاقتصاد والتنافسية للدولة، وأن صعود مصر هذا العام 10 مراكز يؤكد أن هناك مجهودا ضخما تم بذله في هذا الاتجاه، أدى إلى هذه القفزة التي لم تحدث منذ 7 سنوات.
وقال "الشربيني" إن مصر بحاجة إلى برامج قومية أكثر تخصصية وترعى الابتكار بشكل خاص وبقوة، ليتم التمويل في الاتجاه الصحيح، وأضاف: "إن كانت استراتيجية 2030 تعتمد على الابتكار، إلا أنها في النهاية خطة عامة تعكس سياسة دولة، بينما الابتكار يحتاج إلى خطط تفصيلية خاصة".
وأكد "الشربيني" أن مصر بها كثير من الباحثين والمبتكرين يحتاجون فقط إلى التوجيه والتخطيط المنظم الدقيق لاستخراج طاقاتهم والسماح لهم بالابتكار، قائلا: "عندما ركزت مصر جهودها للقضاء على فيروس الكبد الوبائي (سي) قضت عليه بالفعل، وحدث ذلك سلفا في مرض البلهارسيا".
مؤشر الابتكار العالمي منذ إنشائه في 2009، أثبت نفسه باعتباره "أداة عمل" لراسمي السياسات، تسهم في تحسين مقاييس الابتكار، وتذليل العقبات المطروحة أمام الابتكار وتصميم استراتيجيات وسياسات وطنية فعالة في مجال الابتكار.
ويقدم المؤشر مقاييس مفصّلة عن الأداء الابتكاري في 126 بلدا واقتصادا في جميع أنحاء العالم في 2018، وتستكشف مؤشراته، البالغ عددها 80 مؤشرا، رؤية شاملة عن الابتكار بشتى مجالاته، ومنها البيئة السياسية والتعليم والبنى التحتية وتطوير الأعمال.
وتقوم على تحريره 3 جهات دولية هي المنظمة العالمية للملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة، وجامعة كورنيل، والمعهد الفرنسي لإدارة الأعمال INSEAD.