دراسة: "قنابل الحشرات" تصيب البشر ولا تقتل الهدف
الباحثون اكتشفوا أن المواد الكيميائية التي تستخدمها قنابل الحشرات لا تصل إلى أماكن تجمع الصراصير، لكنها تؤثر على البشر
كشفت دراسة جديدة لباحثين من جامعة ولاية كارولينا الشمالية بأمريكا، أن مقاومة الصراصير عبر ضخ الضباب، المعروف باسم "قنابل الحشرات"، غير فعال في إزالتها من البيئات الداخلية، ويترك أثرا سلبيا على البشر.
وفي دراستهم المنشورة اليوم في دورية "BMC Public Health"، المتخصصة في الصحة العامة، توصل الباحثون إلى أن المواد الكيميائية التي تستخدمها قنابل الحشرات تفشل في الوصول إلى الأماكن التي يتجمع فيها الصراصير، لاسيما الجانب السفلي من الأسطح والخزانات الداخلية، وإضافة إلى ذلك فإن هذه القنابل تترك وراءها بقايا سامة تتجنب الصراصير المناطق الموجود بها، لكنها تستهدف بكثافة البشر والحيوانات الأليفة.
ويقول الدكتور زاكاري ديفريز، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقريره المنشور الاثنين على موقع الجامعة: "كان هناك افتراض عام بأن القنابل تعمل للقضاء على الصراصير في الداخل، ولكن من الواضح أنه لم يجر تقييم رسمي لفعاليتها وأية مخاطر يمكن أن تسببها".
ولاختبار تأثيرها وآثارها الجانبية، يوضح ديفريز، أن الباحثين اختبروا 4 قنابل متاحة تجارياً تستخدم مكونات نشطة من مبيدات الحشرات في 5 مجمعات سكنية مختلفة، وبعد قياس تقديرات أعداد الصراصير في 20 منزلاً، فجروا القنابل باتباع إرشادات وكالة حماية البيئة الأمريكية، ثم راقبوا مجموعات الصراصير بعد أسبوعين، وبعد شهر واحد من إطلاق القنابل لم يجدوا أي انخفاضات في تقديرات ما قبل التدخل.
وفي المقابل، اختبر الباحثون مادة هلامية يتم حقنها في الأماكن التي تخفي الصراصير في 10 منازل، وعلى النقيض من قنابل الحشرات، كانت فعالة بعد أسبوعين و4 أسابيع في القضاء على مجموعات الصراصير في المنازل العشرة.
ولإجراء اختبار إضافي لفعالية قنابل الحشرات، وضع الباحثون صراصير المختبر مع أخرى تم التقاطها من المنازل في أقفاص مغلقة، ثم أطلقوا قنابل الحشرات عليها بشكل مباشر.
وقال ديفريز: "صراصير المختبر لم تكن قوية، حيث كانت لها وفيات عالية، كما هو متوقع، لكن الصراصير التي تم الحصول عليها في المنازل، كانت معدلات وفياتها أقل بكثير مما تتوقعه من التعرض المباشر لقنابل الحشرات، مما يؤكد عدم فاعلية هذه المنتجات عند استخدامها للتحكم في الصراصير الألمانية".
وإضافة لعدم الفاعلية التي كشفتها الدراسة، فحص الباحثون ما إذا كانت قنابل الحشرات قد زادت من مخاطر التعرض للمبيدات الحشرية في المنازل، وكان ما آثار قلقهم هو أنهم جمعوا مسحات من المبيدات وسط أسطح المطابخ ومواقع لا تتجمع فيها الصراصير بشكل عام، ناتجة عن استخدام سابق لقنابل الحشرات.
وبعد 4 أو 6 ساعات من نشر قنابل الحشرات، أجرى الباحثون مرة أخرى مسحا آخر، ووجدوا متوسط بقايا مبيدات الحشرات زاد 600 مرة مقارنة بالسابق، وبعد شهر واحد، تم مسح تلك الأسطح مرة أخرى، فوجدوا 34% زيادة عن مستويات ما قبل الإطلاق الجديد لقنابل الحشرات.
وخلص "ديفريز" من ذلك إلى القول: "قنابل الحشرات لا تقتل الصراصير، بل تضع المبيدات الحشرية في أماكن لا تكون فيها الصراصير، وهي تزيد من مستويات مبيدات الآفات في المنزل".
وأضاف: "هذا أمر مثير للقلق بشكل خاص في المجتمعات ذات الدخل المنخفض، حيث يتم استخدام القنابل الحشرية بشكل متكرر لأن المكافحة المهنية للآفات قد تكون باهظة الثمن".