الصين وأمريكا.. قصة 8 ساعات قصت شريط قناة «سرية» بين البلدين
في محاولة لتخفيف حدة التوتر بين الصين والولايات المتحدة نشأت قناة خلفية تعمل على مدار الساعة لتذليل الخلاف بين البلدين، عبر مناقشة القضايا الحساسة والمعقدة.
قناة دُشنت بعد ثلاثة أشهر من تحليق منطاد تجسس صيني فوق الولايات المتحدة، وتدهور العلاقات بين البلدين إلى أدنى مستوى لها منذ إنشائها في عام 1979، حسب صحيفة «فاينانشيال تايمز»، التي قالت إن تلك المهمة التي وصفتها بـ«السرية» كان مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان هو القائم عليها.
وتقول الصحيفة البريطانية إن سوليفان سافر إلى فيينا في العاشر من مايو/أيار 2023 لحضور «اجتماع سري» يتماشى مع السمعة التاريخية للعاصمة النمساوية، حيث التقى بوانغ يي، الذي صار وزيرا للخارجية في يناير/كانون الثاني، وأجرى وفدا البلدين سلسلة من المحادثات في فندق إمبريال امتدت لأكثر من ثماني ساعات على مدى يومين.
هذه الاجتماعات كانت الأولى ضمن لقاءات سرية عديدة حول العالم، بما في ذلك مالطا وتايلاند، فيما أصبح يطلق عليها الآن «القناة الاستراتيجية»، التي لعبت دوراً حيوياً في إدارة العلاقات بين القوى العظمى المتنافسة خلال فترة مليئة بالتوترات، كما كانت القناة بمثابة ممتص للصدمات، بحسب مسؤولين قالوا إنها ساعدت في الحد من خطر سوء التقدير من قبل كل من الدولتين.
وعلى الرغم من عدم قدرة القناة الخلفية على القضايا الأساسية بين القوى العظمى المتنافسة، كما تقول روري دانييلز، الخبيرة في شؤون الصين في معهد سياسة جمعية آسيا، فإنها ساعدت كلا منهما في فهم الآخر.
وستكون زيارة سوليفان المرتقبة هي الأولى لمستشار أمريكي للأمن القومي إلى الصين منذ عام 2016، رغم زيارة مسؤولين آخرين كبار بينهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن للصين خلال العامين الماضيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ اتفقا قبل ستة أشهر على إنشاء قناة استراتيجية عندما التقيا في قمة العشرين في بالي بإندونيسيا، لوضع «الأسس» لمنع علاقتهما من التدهور، لكن في غضون أشهر خرجت الخطة عن مسارها بسبب قضية المنطاد، فكانت فيينا فرصة لمحاولة إعادة العلاقات.
قصة محادثات الـ8 ساعات
وأشارت الصحيفة إلى أن الاجتماعات السرية في فيينا تضمنت أربعة مسؤولين من كل جانب.
والتقى الرجلان مجددا بشكل سري في مالطا في سبتمبر/أيلول 2023، قبل أن يزور وانغ واشنطن للقاء بايدن في أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام، ليمهد الطريق لقمة بين الرئيسين الأمريكي والصيني في سان فرانسيسكو في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وبحسب «فاينانشيال تايمز» فإن اجتماعا سريا ثالثا عقد في بانكون في يناير/كانون الثاني 2024.
هل كانت ناجعة؟
ورغم فشل هذه «القناة الاستراتيجية» في حل الكثير من القضايا فإنها على ما يبدو منعت تصعيد الأزمات وحلت أيضا بعض المشاكل.
ففي وقت سابق من الشهر الجاري أعلنت الصين فرض قيود جديدة على المواد الكيميائية المستخدمة في إنتاج الفنتانيل، وهي مادة أفيونية صناعية قوية، تعتبر «التهديد الأكثر فتكا الذي واجهته الولايات المتحدة على الإطلاق»، بحسب وصف وزير العدل الأمريكي ميريك غارلاند.
وبدءا من الأول من سبتمبر/أيلول ستفرض السلطات الصينية رقابة أكثر صرامة على إنتاج وبيع المواد الثلاث الكيميائية، بما في ذلك إلزام المصدرين بالحصول على ترخيص، وفقا لإشعار حكومي نُشر عبر الإنترنت الإثنين، بحسب ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال".
aXA6IDMuMTMzLjE0OC43NiA= جزيرة ام اند امز