"أنستقرام" يغذي إهدار الطعام.. كيف؟
ربما يكون نشر صور الطعام على "أنستقرام" أحد أسباب هدر الطعام.
كثيراً ما نرى صور الطعام المختلفة منشورة على موقع "أنستقرام" ما بين شباب يتباهى بما يأكله في المطاعم أو فتيات تتفاخرن بما تطبخن في المنازل، ولكن يبدو أن هذا الأمر يتسبب في إهدار الكثير والكثير من الطعام.
إن الجيل المنقسم في سلوكياته تجاه الطعام يُغذي جبل الطعام المهدر الذي وصل ارتفاعه إلى 7 ملايبن طن في المملكة المتحدة، مع اكتشاف دراسة جديدة في تركيز جيل الألفية ذي الوقت المقيد على شكل الطعام ومذاقه وتنوعه بينما يهدر الكثير منه.
خلصت دراسة جديدة أجرتها سلسلة المحلات البريطانية سينسبري على أكثر من 5000 شخص، إلى أن الشباب الذين يتراوح أعمارهم ما بين 18 و34 سنة "يعيشون من أجل تناول الطعام"، مما يشير إلى أن الطعام بالنسبة لهم يتعلق بالمتعة أكثر من الضرورة، مما يزيد من فواتير التسوق والمزيد من إهدار الطعام.
وجدت الدراسة أن حوالي 40% من الذين تبلغ أعمارهم أكثر من 65 سنة قالوا إنهم لا يهدرون الطعام نهائياً مقارنة بنسبة 17% فقط من الذين تبلغ أعمارهم أقل من 35 سنة، وفقاً لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.
كما أن المستهلكين الأكبر سناً - العارفين بالتقنين في مرحلة ما بعد الحرب – أكثر ميلاً "لتناول الطعام من أجل العيش" وتكون فواتير البقالة الخاصة بهم أقل إلى جانب انخفاض نسبة الطعام المهدر.
وفقاً للدراسة، فإن جيل الألفية المحب بموقع "أنستقرام" أولئك المولودون في الفترة ما بين أوائل ثمانينيات القرن الماضي إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي أكثر ميلاً لتجربة الوصفات غير العادية باستخدام المكونات الغريبة التي يُصعب إعادة استخدامها، وذلك مقارنة بنسبة 32% فقط من الذين تبلغ أعمارهم أكثر من 55 سنة.
كما أن المتسوقين الشباب يفشلون في التخطيط المسبق، مع اعتراف 20% من الذين تبلغ أعمارهم أقل من 35 سنة بإهدار أغلب الطعام بعد إجراء عملية تسوق كبيرة للطعام.
علقت مؤرخة الشئون الغذائية الدكتور بولي راسل على الدراسة بالقول، إن زيادة إهدار الطعام في المنازل في مرحلة ما بعد الحرب تعود إلى حدوث تغيرات في كيفية تقديرنا للاختيار والوقت والمال فيما يتعلق بالطعام.
أوضحت راسل أن أغلب الناس في الوقت الحالي وخاصة الأجيال الأصغر سناً يطالبون بالتنوع عندما يتعلق الأمر بالطعام، ونتيجة لذلك اكتسبنا النظام الغذائي الأوسع والأكثر إثارة.
أشارت راسل إلى أنه مع وجود قائمة للطعام كثيرة التغير أصبح السيطرة على الهدر والتخطيط المسبق أكثر تحدياً، كما أنه مع زيادة ساعات العمل وأنماط الحياة المشغولة أصبح الناس أقل ميلاً من الأجيال السابقة في قضاء الوقت المطلوب لإدارة إمدادات الطعام إدارة مناسبة واستهلاك بقايا الطعام لتقليل الهدر.