مثقفون لـ"العين الإخبارية": الكتابات العامية لا تهدد انتشار "العربية"

مثقفون يؤكدون أن الإصدارات باللهجات العامية لا تؤثر على مكانة اللغة العربية، مشيرين إلى أن مشكلتها تكمن في طرق تدريسها والتسويق لها.

أكد عدد من الاختصاصيين اللغويين والمثقفين أن الكتابات العامية لا تؤثر على قوة وانتشار اللغة العربية، وسط تقييمات أخرى تتحدث عن اكتساح الإصدارات الشعرية والأدبية باللهجات العامية، وتبدي قلقها من تراجع "لغة الضاد".

وقال الناقد الأدبي، أستاذ كلية الآداب في جامعة القاهرة، الدكتور حسين حمودة لـ"العين الإخبارية": "الكتابات العامية لا تؤثر بأي شكل من الأشكال على العربية الفصحى"، مستشهدا بالموروث الطويل من الإنتاج العامي، مثل أزجال ابن قزمان في الأندلس، والشعر المصري خلال فترة المماليك، والحقبة الحديثة، إذ لم تُزحزِح "العربية" عن مكانتها المعرفية والقرائية والتعبيرية. 

• السعودية تحتفي باليوم العالمي للغة العربية في الهند
• حصاد فعاليات مجمع اللغة العربية بإمارة الشارقة في 2018
  

وأشار حمودة إلى أن هناك عوامل أخرى تهدد "لغة الضاد"، وأبرزها المناهج المدرسية وطرق التعليم، فضلا عن مدى حضورها في وسائل الإعلام، موضحا أن هناك فرقا بين الكتابة بعامية راقية تقترب من الفصحى، ومصطلحات الشارع التي تنحدر بالذوق العام، وتُضعِف قدرات الشباب ومهاراتهم التواصلية.

ومن جانبه، ذكر أستاذ اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، الدكتور أحمد عمار، أن الصراع بين العامية والفصحى مفتعل، وأنهما متلازمان تاريخيا، ولم تزِح واحدة منهما الأخرى طوال قرون.

وتطرّق عمار إلى تجربة الشاعرين المصري عبدالرحمن الأبنودي، والفلسطيني محمود درويش، موضحا أن الأوّل أبدع وخلق قاعدة جماهيرية واسعة بشعره العامي، والثاني تميز وتفرد بقصائد عربية ترددها أجيال متعاقبة، ويتغنى بها المطربون على اختلاف جنسياتهم.

وفي السياق ذاته، أكد القاصّ والروائي سعيد الكفراوي أن الكتابة وحدها تُمثِّل الفيصل سواء كانت باللغة الفصحى أو اللهجة العامية، مشددا على أن معيار الإبداع يبقى بلاغة التعبير وجودة الأسلوب وفنيات التحرير.

وقال الكفراوي: "ربما تواجه اللغة العربية مشكلات تكمن في طرق تدريسها ونفور الطلاب من تعلّمها، وعدم تسويقها بالدرجة الكافية، حتى بات الحديث عنها يحمل قدرا من المبالغة في تصوير تراجعها وتقهقرها، ولكنها تبقى لغة سلسة ولا تبوح بأسرارها الإبداعية إلا لمن أخلص لها".