الأجسام الطائرة.. ضابطة مخابرات أمريكية سابقة تتحدث لـ"العين الإخبارية" عن "المشروع السري"
منذ الإعلان الأمريكي عن إسقاط أجسام طائرة مجهولة في أعقاب أزمة المنطاد الصيني تكثفت الظلال على قضية يلفها الغموض.
وأوائل الشهر الجاري أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن إسقاط منطاد صيني تقول واشنطن إنه كان في مهمة تجسس على أراضيها، فيما نفت الصين الاتهام.
لكن الأيام القليلة اللاحقة لإسقاط المنطاد حفلت بالإعلان عن رصد واستهداف أجسام مجهولة فوق أمريكا وكندا.
وقضية رصد أطباق طائرة كانت قد غادرت حيز النهم الشعبي للأخبار الغريبة إلى ساحة المناقشات البرلمانية قبل أكثر من عامين، حينما طلب مجلس الشيوخ الأمريكي إعداد تقرير عن الأمر، في أعقاب تقارير عديدة صدرت عن الجيش الأمريكي عن مشاهدة مركبات تتحرك بشكل غير منتظم في السماء.
ودخول الملف أروقة الكونغرس الأمريكي جعله ينتقل من حالة الشك بشأن وجود كائنات فضائية إلى الرغبة في معرفة المزيد عنها.
لكن على ما يبدو تملك جنيفر كونتر، الباحثة الأمريكية والضابطة السابقة في استخبارات القوات الجوية الأمريكية، وجهة نظر مختلفة عن الأمر.
وتقول كونتر، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن نسبة كبيرة من مشاهدات الأجسام الجوية المجهولة في الولايات المتحدة الأمريكية تم رصدها فوق ولايتي نيفادا ونيو ميكسيكو، حيث تستحوذ الولايتان على النصيب الأكبر، تاريخيا، من تقارير المدنيين عن الأجسام الجوية المجهولة.
وتوضح الضابطة السابقة أن نيفادا ونيوميكسكو، جنوب غرب الولايات المتحدة، تعد مواقع بها نطاقات طيران عسكري، حيث يتم اختبار أنواع جديدة من هياكل الطائرات والطائرات بدون طيار بشكل متكرر.
وتخلص كونتر إلى أن رؤية أجسام غريبة تحوم في السماء في تلك المناطق قد تكون بالفعل اختبارات لمشروع سري للجيش الأمريكي قيد البحث والتطوير.
وتضيف كونتر، التي تشغل حاليا منصب زميلة أولى غير مقيمة في مركز سكوكروفت للاستراتيجيات والأمن، أن الغالبية العظمى من الأجسام الطائرة فوق أمريكا الشمالية هي طائرات بدون طيار وأجهزة استشعار للطقس وأجهزة جمع علمية أخرى يديرها العلماء والباحثون والجامعات والحكومات المحلية والشركات الخاصة.
وتقول نائبة رئيس العمليات في Orbis، التي تقدم المشورة للحكومات الأجنبية الصديقة بشأن مسائل الأمن القومي، لـ"العيــن الإخباريـة"، إن الطالب الجامعي العادي الذي يصنع ويحلق بطائرته بدون طيار لا يعرف على الأرجح أنه يجب عليه التنسيق مع إدارة الطيران الفيدرالية أو سلطات الطيران الأخرى، لذلك قد لا يدرك أنه يسبب مشاكل لإدارة المجال الجوي.
وتشير إلى أن بعض حوادث الظواهر الجوية المجهولة راجعة لأشخاص ذوي نوايا حسنة يجرون أبحاثا في المناطق الريفية، وقد لا يفهمون أن أداة البحث الخاصة بهم قد تتداخل مع الطيران المدني أو العسكري.
وكانت الحكومة الأمريكية قد أعلنت خلال وقت سابق، في تقرير رسمي تم الكشف عنه لنواب الكونغرس، أنها حققت في 144 حالة بالفعل بشأن ظواهر أو أجسام جوية مجهولة فوق البلاد خلال الفترة من 2004 إلى 2021، ومن بين تلك الحالات جميعها لا تمتلك الحكومة أي تفسير إلا لحالة وحيدة تم تفسيرها على أنها بالون طائر، لكنها أرجعت في الوقت نفسه غياب التفسير المحدد إلى غياب المعلومات الدقيقة.
ومن بين 144 مشاهدة تم تضمينها في التقرير أظهرت 18 حالة سلوكيات طيران غير عادية للغاية، حيث بدت الأجسام الغامضة وكأنها تظل ثابتة في الهواء عاليا، أو تتحرك عكس اتجاه الريح، أو تقوم بالمناورة بشكل مفاجئ أو تتحرك بسرعة كبيرة، دون وسائل دفع يمكن تمييزها.
كما أظهرت مقاطع الفيديو أن بعض هذه المركبات تتحرك بسرعات تفوق سرعة الصوت، وفي حالة واحدة لفيديو التقطتها البحرية الأمريكية تُظهر جسمًا كرويًا يحوم في الجو أثناء ارتداده، قبل أن يغوص في المحيط.
وحول نظرية إرجاع مثل تلك الأجسام الطائرة المجهولة إلى أصول غير أرضية، استبعدت ضابطة استخبارات القوات الجوية السابقة هذه الفرضية، قائلة: هل توجد حياة خارج الأرض في الكون الشاسع حولنا؟ هذا محتمل، ولكن هل مثل هذه الأشكال من الحياة قادرة على صناعة جسم طائر يشبه إلى حد كبير طائراتنا وطائراتنا بدون الطيار الحالية؟ على الأغلب لا.
وكانت الولايات المتحدة قد عاشت خلال الأسابيع الماضية حالة من الجدل العام حول الأجسام الطائرة المجهولة، بعد أن أسقط الجيش الأمريكي جسما يحلق على ارتفاع عال فوق بحيرة هورون، بعد يوم واحد من إسقاط الجيش جسما مجهولا آخر فوق شمال كندا، في أعقاب إسقاط طائرة أمريكية من طراز "إف-22" جسما مجهولا آخر فوق ألاسكا.
وجاءت العمليات الثلاث بعد إسقاط المنطاد الصيني، قبالة ساحل كارولينا الشمالية، وهي الحالة الوحيدة في حوادث الأجسام الجوية المجهولة التي يعرف الرأي العام الأمريكي يقينا الجهة التي تقف خلفها.
وحول التوصل إلى أي استنتاجات رسمية حول التحقيق في الأجسام الأخرى، أوضحت كونتر أن الأمر برمته ما زال قيد التحقيق، حيث هناك المزيد من الأحاديث حول الأجسام الطائرة المجهولة والحياة خارج الأرض، لكنها ليست على دراية بأي استنتاجات تم التوصل إليها رسميا حول هذه الإشكالية.
aXA6IDE4LjExNi4yNy4yNSA=
جزيرة ام اند امز