حكماء المسلمين والفاتيكان: بيت العائلة الإبراهيمية بأبوظبي أنموذج حضاري يحفظ خصوصيّة كل دين
وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية ركيزة أساسية لمبادرات الحوار بين الأديان
عقدت اللجنة المشتركة للحوار بين مجلس حكماء المسلمين ودائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان اجتماعَها الأول بمملكة البحرين.
بحث الاجتماع سبل تنسيق الجهود المشتركة، انطلاقًا من دور المرجعيَّات الدينيَّة في مواجهة التَّحديات العالمية الراهنة وتعزيز الحوار والتعاون الإسلامي المسيحي.
بيت العائلة الإبراهيمية أنموذج حضاري
وأكَّدت اللجنة أنَّ بيت العائلة الإبراهيمية، الذي تم تدشينه في أبوظبي، يُعدُّ أنموذجًا حضاريًّا يحفظ خصوصية كل دين، ويدعو إلى التعارف الإنساني والاحترام بين جميع البشر، مؤكدةً أنه يمثل تطبيقًا عمليًّا لما نصَّت عليه وثيقة الأخوَّة الإنسانيَّة، التي صدرَتْ عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين مع قداسة البابا فرنسيس، في أبوظبي عام ٢٠١٩، برعايةٍ كريمةٍ من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، التي تمثِّل ركيزة أساسية للحوار بين أهل الأديان وللعيش المشترك السلمي والأخوَّة الإنسانيَّة.
وأوضح البيان الصادر عن الاجتماع أهمية العمل المشترك من أجل تعزيز مفهوم المواطنة، والتخلِّي عن استخدام مصطلح الأقليَّة والأكثرية، مشيدًا بما نص عليه إعلان الأزهر للمواطنة الصادر عن مؤتمر "الحرية والمواطنة: تنوُّع وتكامل" الذي عُقِدَ بين الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين بجمهورية مصر العربية، وكذلك ما نصَّت عليه وثيقة أبوظبي الأخوَّة الإنسانية، وإعلان مملكة البحرين للتَّعايش السلمي.
دور المرجعيَّات والمؤسسات الدينية في COP28
وأكَّد البيان أهمية جهود القادة الدينيين في مواجهة التَّأثيرات السلبية للتغيرات المناخية وما تشكِّله من أخطارٍ على حاضر الإنسانيَّة ومستقبلها، وما يمكن أن يُسهِمَ به حوار الأديان والثقافات في تعزيز إشراك المرجعيَّات والمؤسسات الدينية في مواجهة ظاهرة التغير المناخي خلال COP 28، معربينَ عن دعم جهود الأمم المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة في تنظيمه من أجل التوصل لحلول ناجعة لمواجهة التَّأثيرات المناخيَّة السلبيَّة التي تهدِّد الإنسانية وسلامتها في الحاضر والمستقبل.
وأشار البيان إلى العمل على إعداد مشروع للمرحلة المقبلة يقضي بإطلاقِ العديد من المبادرات التي تعزِّز من الحوار بين أتباع الأديان على العموم والحوار بين المسيحيين والمسلمين بشكلٍ خاصٍّ، ومنها على سبيل المثال إطلاقُ مبادرات للحوار تتم مناقشتها بين الطرفين.
وقدمّت اللجنة المشتركة للحوار بين دائرة الحوار بين الأديان ومجلس حكماء المسلمين الشكرَ إلى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، وإلى الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على استضافة مملكة البحرين للاجتماع الأول للجنة ودعم مخرَجاتها؛ بما يُسهِمُ في ترسيخ جسور التواصل، وتعزيز قيم الاحترام المتبادل والعيش الأخوي، وأشادت بجهود مملكة البحرين في تعزيز الحوار المثمر بين الأديان والمذاهب والعيش المشترك.
وشارك في اللقاء كلٌّ من الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو، رئيس دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان، والمستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، والدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف السابق، وعلي الأمين، عضو مجلس حكماء المسلمين، والدكتور السيناتور ذو الكفل محمد البكري، عضو مجلس حكماء المسلمين، وعضو مجلس الشيوخ، ووزير الشؤون الإسلامية الماليزي سابقًا، والدكتور الشيخ عبدالرحمن ضرار الشاعر، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمملكة البحرين، ممثلًا عن الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمملكة البحرين، وعضو مجلس حكماء المسلمين، والدكتور محمد السماك، الأمين العام للجنة الوطنية الإسلامية المسيحيَّة للحوار في لبنان، والمونسينيور خالد عكشة، أمين سر لجنة العلاقات مع المسلمين في الدائرة عينها، والمطران آلدو بيراردي، النائب الرسولي لشمال شبه الجزيرة العربية.
اللجنة المشتركة للحوار بين دائرة الحوار بين الأديان ومجلس حكماء المسلمين أُنشئتْ بموجب مذكرة تفاهم تمَّ توقيعها بين مجلس حكماء المسلمين (مقره أبوظبي) ودائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان.