بنحو مليار دولار.. بنوك عالمية تعرض تكلفة إصلاح "بوينج 737 ماكس"
طائرات "بيونج 737 ماكس" تمثل نسبة 78% تقريباً من طلبات طائرات "بوينج" حاليا البالغ عددها 5826 طائرة ونحو 90% من مجمل تسليمات هذا العام.
بعد 4 أيام على تحطّم طائرة "بوينج 737 ماكس 8" التابعة للخطوط الإثيوبية، في حادث أودى بحياة 157 شخصا، وأدى إلى منع تحليقها عالميا، تجد شركة "بوينج" نفسها مجبرة على التحرّك وترميم صورتها المتضررة بسبب الكارثة.
وتوقع محللون في مؤسسات مالية عالمية أن تكلفة إصلاح "بوينج 737 ماكس" ستكون أقل من مليار دولار إذا كانت مشكلتها "برمجية"، لكن إذا كانت "تصميمة" فستكون التكلفة أكثر وتستغرق وقتا أطول.
وقرر "دونالد ترامب"، الرئيس الأمريكي، الأربعاء، تجميد طائرات"737 ماكس 8 و737 ماكس 9" بعد أيام من الضغط الدولي والسياسي.
- قصة سهم.. "بوينج" تاريخ طويل من الإنجازات والإخفاقات
- "النرويجية" أول شركة تطالب بوينج بتعويضات عن وقف العمل بـ"ماكس"
وبرر "ترامب" قراره بالقول "نولي سلامة الأمريكيين وجميع الركاب أولوية مطلقة".
ويتماشى القرار مع قرارات الدول الأوروبية والآسيوية، خصوصا الصين، أسرع أسواق الطيران نموا.
وفي البورصة، أغلقت أسهم "بوينج" الأربعاء على ارتفاع بنسبة 0,46% بعدما خسرت 11% في الجلستين السابقتين، أي ما يساوي نحو 27 مليار دولار من قيمتها السوقية.
وأكد مصدر حكومي لوكالة فرانس برس، ردا على سؤال إلى متى سيدوم تجميد" 737 ماكس"، "إنه أمر مجهول"، مضيفا أن "بوينج" قد بدأت بالفعل العمل على إيجاد حلّ، وتمثل طائرات "بيونج 737 ماكس" نسبة 78% تقريباً من سجلّ طلبات طائرات "بوينج" حاليا البالغ عددها 5826 طائرة.
وقبل كارثة الخطوط الإثيوبية، تحطّمت طائرة "بوينج 737 ماكس 8 " تابعة لشركة "لايون اير" الإندونيسية في أكتوبر/تشرين الأول في كارثة أسفرت عن مصرع 189 شخصا.
سيناريوهات الحل
وأوضحت أولى عناصر التحقيق احتمال وجود خلل في نظام تثبيت الطيران، الذي يهدف إلى تجنّب انهيار الطائرة، أي فقدان السيطرة عليها، المعروف باسم "إم سي إيه إس" (نظام تعزيز خصائص المناورة)، الذي قد يكون السبب خلف تحطم الطائرة الإثيوبية.
والنظام المذكور حديث العهد، صمم خصيصا من أجل طائرة" 737 ماكس" لكونها تحمل محرّكات أكثر ثقلاً من تلك التي يحتويها الجيل السابق لطائرات 737.
وطلبت إدارة الطيران الفدرالي الأمريكية من "بوينج" إجراء تعديلات على ذلك النظام، وتحديث دليل التحليق وطرق تدريب الطيارين.
- روسيا تحظر تحليق بوينج "737 ماكس" في أجوائها
- كارثة بوينج.. الصين تزاحم أمريكا في معايير الطيران العالمي
وبحسب تحليل لمجموعة "جولدمان ساكس" المصرفية الأمريكية، "فإذا كانت المشكلة محصورة فقط في تغيير برمجي، فمن المفترض أن يتم ذلك بسرعة والحلّ سيكون أقلّ كلفةً".
ويقول"كين هربربت"، المحلل في مجموعة "كاناكور الكندية" إنه قياساً بعدد طائرات "ماكس 737" الموجودة في الخدمة حاليا، وهي 371 طائرة، كما تقول "بوينج"، فإنّ فاتورة التصليحات ستكون أقل من مليار دولار.
لكن، "إذا تبين أن المشكلة أساسها خلل في التصميم"، فإن التعديلات "ستأخذ وقتاً أطول وستكون مكلفة أكثر"، بحسب تحليل "غولدمان ساكس" الذي يعتبر أن السيناريو المذكور هو الأسوأ.
ويوضح تحليل مصرف "جولدمان ساكس" أن طراز 737 يشكّل ما نسبته 90% من مجمل شحنات طائرات بوينغ المقررة لهذا العام، أي ما يساوي 33% من رقم أعمال الشركة و70% من الأرباح التشغيلية لقسم الطيران المدني في الشركة.
ويرى "ميشال ميرلوزو" من شركة "إير إنسايت" الأمريكية، أن إيقاف "بوينج" إنتاج "737 ماكس" مؤقتا غير منتظر، لكنه يشك في أن تشرع الشركة بخطتها تسريع وتيرة الإنتاج من 52 طائرة إلى 57 طائرة بالشهر.
وفي عام 2013، واصلت بوينج إنتاج" 787 دريم لاينر"، بعد تجميدها بسبب اشتعال حرائق في بعض طائراتها، لكنها أوقفت تسليم شحنات من هذا الطراز، واستمرّ التجميد 4 أشهر.
واعتبر ميرلوزو " أنه سيكون من الضروري إيجاد مطارات لتخزين الطائرات، وسيكون على "بوينج" بدون شك التعويض على شركات الطيران التي ستضطر إلى استبدال طائرات "737 ماكس"، وسيكون من الضروري الاستمرار بالدفع للمزودين والموظفين، لأن شركة "بوينج" لا يمكنها إغلاق المصنع لمشاكل تقنية".
وقال متحدّث باسم شركة "يونايتد أيرلاينز" الأمريكية، إنه "منذ الأحد، نعمل على خطط طوارئ من أجل تقليص الضرر على زبائننا".
وتقوم طائرات "737 ماكس 9 " الـ14 التابعة لـ"يونايتد أيرلاينز" بنحو 40 رحلة في اليوم.
وأضاف "لا نتوقع اضطرابا كبيرا في عملياتنا" بدون أن يوضح ما إذا كانت شركته ستلغي طلباتها من ذلك الطراز أو ستستبدلها بنماذج أخرى.
وأكدت "بوينج" أنها لن تتحدّث عن مناقشاتها مع زبائنها لدى سؤال وكالة "فرانس برس" عن احتمال إلغاء طلبات "بوينج 737 ماكس".
وإلغاء الطلبات ليس أمراً يفضّله زبائن" 737 ماكس"، لأن الطلب على طراز "إي 320 نيو " من شركة إيرباص مكتمل، وأدّت وتيرة إنتاجه التي تسارعت مؤخراً إلى مشكلات لدى المزوّدين.
وعلى "بوينج" في نهاية المطاف تلميع صورتها التي تشوهت بسبب الدعاية السيئة في الأيام الثلاثة الأخيرة على معظم قنوات التلفزيون حول العالم، وخصوصا بدعوات المقاطعة لـ"737 ماكس" التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وتصاعد الشكوك بشأن طائراتها.
ويقول "ميشال ميرلوزو" "سيترتب عليهم إقناع الناس بالوثوق فيهم من جديد".
aXA6IDMuMTQ2LjEwNy4xNDQg جزيرة ام اند امز