غضب وتنديد دولي بأحداث "السنك" وسط بغداد
السفارة الأمريكية في بغداد وصفت الأحداث بأنها "مروعة ومرعبة"، داعية إلى محاسبة مرتكبي هذه الهجمات.
سادت حالة من الغضب والتنديد الدولي بأحداث دامية شهدتها منطقة "السنك" وسط العاصمة العراقية بغداد أدت إلى مقتل 19 شخصا بينهم 3 من رجال الشرطة، قرب موقع احتجاج الجمعة.
وقالت الشرطة العراقية ومسعفون إن أكثر من 70 شخصا آخرين أصيبوا قرب موقع الاحتجاج الرئيسي وسط بغداد، بعد مرور أسبوع على إعلان رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي الاستقالة بعد شهرين من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
ووصفت السفارة الأمريكية في بغداد، السبت، الأحداث بأنها "مروعة ومرعبة"، داعية إلى محاسبة مرتكبي هذه الهجمات.
وقالت السفارة، في بيان، إن "أعمال العنف الوحشية التي وقعت الليلة الماضية ضد المتظاهرين العزل كانت مروعة ومرعبة.. ويجب أن يكون للمتظاهرين السلميين الحق في التعبير عن آرائهم دون التعرض لخطر الأذى، وعلى الحكومة العراقية واجب حمايتهم".
وطالبت السفارة الحكومة بـ"اتخاذ خطوات إضافية لحماية المتظاهرين ومحاسبة مرتكبي هجمات الليلة الماضية".
من جانبها، دعت السفارة الفرنسية في بغداد، السبت أيضا، إلى الكشف عن هوية منفذي الهجوم المسلح على المتظاهرين قرب ساحة الخلاني وسط بغداد.
وقالت السفارة، في بيان: "تدين سفارة فرنسا في العراق الهجوم المميت ضد المتظاهرين قرب ساحة التحرير الليلة الماضية"، مشددة على ضرورة تقديم الجناة للعدالة بسبب هذه الأفعال الشنيعة.
بدوره، وصف سفير الاتحاد الأوروبي في العراق مارتن هوث الأحداث بـ"جرائم قتل".
وقال إن ما حدث أمس وسط العاصمة العراقية بغداد هو جرائم قتل، في إشارة إلى هجوم مسلحين على المحتجين.
وكتب في حسابه على تويتر: "غاضب وأشعر بالحزن العميق على جرائم القتل ليلة أمس ضد أعداد من المتظاهرين والقوات الأمنية من قبل عناصر مجرمة من طرف ثالث".
وتساءل سفير الاتحاد الأوروبي عما وصفهم بالمخربين: "من هم المخربون الحقيقيون؟".
يذكر أن ساحة الخلاني وجسر السنك وسط بغداد شهدا مساء أمس إطلاق رصاص حي من قبل مجهولين على المتظاهرين، فيما أعلنت وزارة الداخلية فتح تحقيق بالحادث الذي أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.
ومنذ انطلاق الاحتجاجات في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، قتل 440 شخصاً، معظمهم من المتظاهرين، وأصيب نحو 20 ألفاً بجروح، وفقاً لتعداد وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر طبية وأخرى من الشرطة.
وتأتي هذه التطورات وسط أحداث دموية تشهدها ساحات التظاهر، تفاقمت خلال الأيام الأخيرة منذ أن أحرق محتجون القنصلية الإيرانية في مدينة النجف جنوبي العراق؛ رفضا لتواصل الدعم الإيراني للحكومة العراقية والمليشيات الموالية لها في قتل وقمع المتظاهرين.
ويطالب المتظاهرون في العراق بإصلاح النظام السياسي وتغيير كامل لطبقتهم الحاكمة التي يعدونها فاسدة ووقف النفوذ الإيراني ببلادهم.