مظاهرات غاضبة في العراق وهجوم جوي على منزل الصدر
بعد ليلة دامية بالعاصمة بغداد يواصل المحتجون التوافد على ساحات التظاهر وسط محاولات قوات الأمن والمليشيات الموالية لإيران تفريقهم
تظاهر آلاف العراقيين، السبت، مجددا في مدن الجنوب والعاصمة، بعد ليلة دامية شهدتها بغداد، فيما استهدفت طائرة مسيرة بقذيفة هاون منزل رجل الدين البارز مقتدى الصدر الذي يدعم المحتجين.
وقتل 12 متظاهراً على الأقل مساء الجمعة في بغداد، بعد مهاجمتهم من قِبل مسلحين مجهولين سيطروا لفترة وجيزة على مبنى يحتله المحتجون منذ أسابيع قرب جسر السنك، بحسب ما أكدت مصادر أمنية وطبية، وسط انعدام أي رد فعل من القوات الأمنية القريبة من المكان، بحسب شهود.
ووسط حالة الهلع، دعا المتظاهرون من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الناس إلى الالتحاق بهم والتجمع في ساحة التحرير المركزية بوسط العاصمة، وبالفعل، وصل المئات إلى الساحة قبل بزوغ فجر السبت.
ويشتبه في أن يكون الوافدون الجدد إلى الساحة هم من أصحاب "القبعات الزرقاء" التابعة لتيار رجل الدين مقتدى الصدر زعيم ائتلاف "سائرون" الذي حل ثانيا في الانتخابات النيابية.
وفي وقت مبكر من صباح السبت، استهدفت طائرة مسيّرة بقذيفة هاون، في مدينة النجف، منزل الصدر، الذي نزل عناصر تياره إلى الشارع لـ"حماية" المتظاهرين المناهضين للسلطة بعد ليلة دامية في بغداد، بحسب ما أكد مصدر في التيار الصدري.
وقال المصدر، لوكالة فرانس برس، إن القذيفة سقطت عند الجدار الخارجي لمنزل الصدر، الذي يوجد حالياً في إيران، وفق ما أكدت مصادر عدة.
وفي مدينة الناصرية الجنوبية، خرجت حشود ضخمة من المتظاهرين الغاضبين إزاء أحداث العاصمة، وقال أحد هؤلاء: "نحن هنا تضامناً مع بغداد".
وانتشرت القوات الأمنية في المدينة التي تتواصل فيها المظاهرات رغم القمع الدامي الذي وقع الأسبوع الماضي، وخلّف أكثر من 20 قتيلاً.
وفي الديوانية، خرج الآلاف في ساعة مبكرة السبت، وسط انتشار كثيف للقوات الأمنية.
وجاء الهجوم في بغداد بعدما أعرب المتظاهرون عن قلقهم حيال أعمال عنف، إثر تنظيم مؤيدين لفصائل موالية لإيران مسيرة في ساحة التحرير الخميس، مركز الاحتجاجات في وسط العاصمة، في استعراض قوة.
وذكرت الشرطة ومسعفون أن أكثر من 70 شخصا آخرين أصيبوا قرب موقع الاحتجاج الرئيسي في وسط بغداد، بعد مرور أسبوع على إعلان رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي الاستقالة إثر شهرين من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
ومنذ انطلاق الاحتجاجات في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، قتل 440 شخصاً، معظمهم من المتظاهرين، وأصيب نحو 20 ألفاً بجروح، وفقاً لتعداد وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر طبية وأخرى من الشرطة.
وتأتي هذه التطورات وسط أحداث دموية تشهدها ساحات التظاهر، تفاقمت خلال الأيام الأخيرة منذ أن أحرق محتجون القنصلية الإيرانية في مدينة النجف جنوبي العراق، رفضا لتواصل الدعم الإيراني للحكومة العراقية والمليشيات الموالية لها في قتل وقمع المتظاهرين.
ويطالب المتظاهرون في العراق، منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول، بإصلاح النظام السياسي وتغيير كامل لطبقتهم الحاكمة التي يعدونها فاسدة ووقف النفوذ الإيراني ببلادهم.
aXA6IDMuMTQ3LjczLjg1IA== جزيرة ام اند امز