"الطعن".. أحدث أدوات إرهاب الثورة على نفوذ إيران في العراق
منذ أن اندلعت تلك المظاهرات تفننت السلطات العراقية في قمعها بأساليب شتى
بات سلاح "الطعن" أحدث أدوات قمع المتظاهرين في العراق بعد دخول موجة الاحتجاجات الثانية في البلاد شهرها الثالث، اعتراضا على تردي الأوضاع الاقتصادية واستمرار الهيمنة الإيرانية على دوائر صناعة القرار في بغداد.
وسجلت ساحة التحرير، ميدان الاعتصام الرئيسي في العاصمة العراقية، نحو 11 حالة طعن.
وقال ناشط سياسي لـ"العين الإخبارية" إن عمليات الطعن وقعت بالفعل على مدار الأيام الماضية، لكن وتيرتها في تصاعد.
وأوضح الناشط السياسي وهو أحد قادة الاعتصام في ساحة التحرير: "كنا نسمع بين الحين والآخر عن سقوط قتيل أو جريح باستخدام آلة حادة أو سكين، لكننا الآن نشاهد ارتفاع حالات الاعتداء بالسلاح الأبيض ردا على تصاعد وتيرة المظاهرات".
وأضاف الناشط الذي طلب عدم ذكر اسمه خشية تعرضه للملاحقة، أنه منذ اللحظة الأولى للحراك الشعبي في بغداد تعددت محاولات ترهيب المتظاهرين وقمعهم، "لكن مع ارتفاع منسوب الغضب الدولي جراء استخدام قوات الأمن للقوة المفرطة والمميتة يبحثون الآن عن طريقة جديدة لإرهابنا".
ورفض القيادي الشاب توجيه الاتهام لطرف بعينه، مؤكدا أن هدف عمليات الطعن يوضح من يقف وراءها دون الحاجة للتفتيش عنه.
ونجح المحتجون في إجبار حكومة عادل عبدالمهدي على تقديم استقالتها للبرلمان قبل أكثر من أسبوع، لكن الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لا تزال مستمرة وفي تصاعد.
وسلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على وقائع طعن المتظاهرين ونشرت في تقرير لها الجمعة عن تسجيل ساحة التحرير 11 حادث طعن بالسلاح الأبيض.
وأضاف تقرير الصحيفة أن البعض يرى أنه ربما تكون هناك عناصر اشتبكت مع المتظاهرين تعمل نيابة عن أجهزة الدولة أو جهة أخرى تسعى لزرع الخلاف بين معارضي الحكومة.
وعلق زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي، الجمعة، على تعرض متظاهري التحرير للطعن، وعدّه استكمالا لجرائم القناصة واستهدافهم بالقنابل الدخانية والرصاص الحي.
وسقط عشرات القتلى خلال الاحتجاجات في العراق غالبيتهم نتيجة إطلاق قنابل الغاز باتجاه الرأس.
وقال علاوي، في بيان، إن "الصمت عما شهدته ساحة التحرير محرج ومخجل للعملية السياسية التي أصبحت في وادٍ وشعبنا الكريم في وادٍ آخر"، مؤكدا أن "هذا الصمت سيشجع أولئك المخربين على تكرار جرائمهم باستهداف المتظاهرين والمعتصمين".
ودعا علاوي، الذي أعلن مؤخرا أنه سيعتزل العمل السياسي احتجاجا على الأوضاع الراهنة، الأجهزة الأمنية إلى "تحمل مسؤولياتها الكاملة في توفير الحماية للمظاهرات والمتظاهرين"، متسائلا: "من يقف وراء هؤلاء؟ في إشارة إلى من يقوم بعمليات الطعن الجماعي، ومن يوفر لهم الدعم والمساندة وما الرسالة التي يراد إيصالها عبر تلك الجريمة".
ووسط هذه الأجواء من الترهيب والتخويف من الخروج إلى الشارع العراقي للتظاهر ضد النظام، قال مصدر بالشرطة العراقية الجمعة، إن ساحتي التحرير والخلاني وجسري الجمهورية والنسك وسط بغداد، تشهد توافد المواطنين.
وأضاف المصدر أن الوضع الأمني قرب جسر الأحرار صباح الجمعة جيد أيضا، ولا يوجد أي احتكاك بين المتظاهرين والقوات الأمنية.
aXA6IDMuMTQxLjIuMTkxIA== جزيرة ام اند امز