التايمز: عبوات غاز "إيرانية" تحطم جماجم محتجي العراق
طريقة جديدة للقتل في العراق، بالإضافة إلى كل سبل القتل الأخرى من خلال تحطيم جماجم المتظاهرين باستخدام عبوات الغاز
ثمة طريقة جديدة للقتل في العراق، بالإضافة إلى كل سبل القتل الأخرى التي عانت منها البلاد، من خلال تحطيم جماجم المتظاهرين باستخدام عبوات الغاز المسيل للدموع إيرانية الصنع.
في تقرير نشرته "التايمز" البريطانية، الأربعاء، لمراسلها في بغداد ريتشارد سبنسر، حذرت من أن العشرات من الشباب العراقيين قُتلوا في أحدث موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة جراء إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع مباشرة على رؤوسهم.
وقالت إن كريم الهلثي، عراقي في الخمسينيات من عمره، فقد اثنين من أبنائه الخمسة جراء طرق القتل التقليدية، حيث قُتل مصطفى عام 2006 بأيدي مسلحين في هجوم طائفي عندما كان في رحلة لأحد المزارات المقدسة في مدينة كربلاء، بينما قتل نجله الثاني فرحان في انفجار سيارة مفخخة بعد 10 سنوات.
وأضاف أن الهلثي كان يقف في ساحة التحرير ببغداد يتلقى التعازي وسط المتظاهرين بعد وفاة نجله الثالث أحمد، ممسكا بصورته لحظة وفاته، تظهر فيها بركة من الدماء خلف رأسه، بعد إصابته بعبوة غاز في 25 أكتوبر/تشرين الأول.
وأشارت الصحيفة إلى أن العدد الدقيق للمتظاهرين الذين قتلوا بهذه الطريقة غير معروف من بين أكثر من 400 شخص قتلوا على أيدي قوات الأمن ودعم المليشيات في شهرين من المظاهرات ضد فساد الحكومة.
ورجحت أن العشرات تعرضوا لإصابات قاتلة من قبل العلب التي تستهدف الرأس، ومنهم سيرمات عبد الوهاب عبد الرزاق (23 عاماً)، الذي قال أقاربه إنه أصيب في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعبوة غاز أطلقت على رأسه، وأظهرت الأشعة وجود ثقب دائري في جمجمته.
وقال شقيقه أحمد إنه بقي على قيد الحياة لعدة أيام بعد أن نجح الأطباء في إخراج قطع العظام من مخه، لكن بعض العظام اخترقت الأوعية الدموية في الداخل وتوفي في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأشارت المنظمة إلى أن استخدام أسلحة الغاز المسيل للدموع كأسلحة فتاكة هو تطور جديد، حيث قالت منظمة "العفو الدولية" إنه بدلاً من العبوات الخفيفة المعتادة، التي غالباً ما يتم إلقاؤها باليد، تم تزويد قوات الأمن بعبوات ثقيلة إيرانية وصربية الصنع.
وأوضحت المنظمة، في تقرير أن العبوات أثقل 10 مرات من العبوات المعتادة، وصور الأشعة السينية أظهرت رؤوسا بها عبوات اخترقتها بالكامل تقريبًا.
وأضافت: "خلافا لمعظم القنابل المسيلة للدموع التي تستخدمها قوات الشرطة في جميع أنحاء العالم، فإن هذا النوع يشبه القنابل العسكرية الهجومية المصممة للقتال. نظرا لوزنه وبنيته، فإنه أكثر خطورة على المحتجين".
aXA6IDMuMTQ1LjUwLjcxIA== جزيرة ام اند امز