"الجارديان" تنصح القيادة العراقية الجديدة بوقف التدخل الإيراني
الصحيفة البريطانية وصفت استقالة عبدالمهدي بأنها خطوة ضرورية وموضع ترحيب في حال أسهمت في وقف أعمال العنف التي تجتاح البلاد.
نصحت صحيفة الجارديان البريطانية القيادة العراقية المنتظرة، بعد قبول البرلمان استقالة عادل عبدالمهدي، بضرورة وقف التدخل الإيراني في البلاد وإنهاء العنف ضد المتظاهرين.
ووصفت الصحيفة البريطانية، في تقرير لها الأحد، استقالة عبدالمهدي، بأنها خطوة ضرورية وموضع ترحيب في حال أسهمت في وقف أعمال العنف التي تجتاح البلاد، لكن هذا الرحيل ليس مؤشراً على نهاية لأزمة تتجاوز أسبابها الجذرية مجرد إخفاق سياسي واحد.
واليوم، أعلن مجلس النواب العراقي، في جلسته الاستثنائية، قبول استقالة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي التي تقدم بها قبل ساعات.
وأشارت "الجارديان" إلى مقتل أكثر من 400 متظاهر، غالبيتهم من الشباب العزل على أيدي قوات الأمن، منذ بدء الاضطرابات في أكتوبر/تشرين أول الماضي.
وأوضحت أن الأيام القليلة الماضية، وحدها، شهدت سقوط وإصابة العشرات جراء الغضب تجاه "الوحشية الواضحة" لمحاولة قمع الاحتجاجات بقرارات من حكومة تعاني من تفشي الفساد وغياب الكفاءة.
وبحسب الصحيفة فإن قرار استقالة رئيس الوزراء العراقي لم يأت استجابةً لمطالب الشارع؛ بل عقب بيان رجل الدين علي السيستاني، الأسبوع الماضي، والذي أكد فيه أنه "الوقت قد حان لأن تعيد الحكومة النظر في خياراتها".
ويمثل السيستاني، المرجع الشيعي الأبرز في العراق، ما سيكون له تأثير على ما ستؤول إليه الأوضاع خلال الأيام القليلة المقبلة.
ويتظاهر العراقيون ضد النفوذ الإيراني في العراق، خاصة عقب انسحاب الأمريكيين، في كل ركن من أركان السياسة الحكومية والعسكرية والدينية والاقتصادية والسياسة الخارجية للبلاد.
من هنا لم يكن من قبيل المصادفة حرق القنصلية الإيرانية في النجف وتعرض منشآت في البصرة ومدن أخرى تابعة للمليشيات المدعومة من طهران.
ويدين عادل عبدالمهدي بفوزه برئاسة وزراء العراق لنظام ولاية الفقيه في إيران؛ إذ جاء عبر صفقة عقب انتخابات العام الماضي، بحسب الصحيفة الجارديان.
واستندت الصحيفة البريطانية في تقريرها إلى إرسال مرشد إيران الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لدعم عبدالمهدي، لكن رسالة السيستاني قضت على محاولات طهران وبعثت برسالة إلى علي خامنئي يخبره فيها أن العراقيين، وليس هو، هم أصحاب الكلمة العليا في شؤونهم الدينية والحياتية.
ورأت أن الأولوية القصوى لأي قيادة عراقية مقبلة تتمثل في وقف العنف وبدء حوار شامل مع الأجيال الشابة الرافضة لسيادة سياسات المحسوبية والظلم والفساد المستشري، وإنه إذا أريد لهذه العملية الحيوية أن تنجح، فإن وقف التدخل الإيراني في البلاد يشكل ضرورة حاسمة.
وما يثير قلق طهران، بلا شك، هو أن هذه الدعوات لوقف التدخل الإيراني في العراق يتردد صداها في جميع أنحاء المنطقة، لاسيما في لبنان حيث استقال رئيس وزراء آخر، يعتمد على دعم حزب الله، استجابة لمطالب المتظاهرين.
ولم تكن إيران ذاتها، التي تخضع لعقوبات اقتصادية أمريكية قوية، محصنة ضد الاضطرابات الداخلية، فقد هزت الاحتجاجات إيران في الأسابيع الأخيرة، وهو ما يشير إلى أن مد نظام ولاية الفقيه آخذ في الانحسار بعد سنوات من محاولات بسط النفوذ.
واندلعت أعمال العنف بعد أن اقتحم متظاهرون قنصلية إيران وأحرقوها في مدينة النجف، متهمين طهران بالهيمنة على مقدرات العراق.
ويطالب المتظاهرون منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول في بغداد وعدد من المدن العراقية بإصلاح النظام السياسي وتغيير كامل لطبقتهم الحاكمة التي يعدونها فاسدة، ووقف النفوذ الإيراني ببلادهم.
aXA6IDEzLjU5LjExMi4xNjkg جزيرة ام اند امز