في يومه الدولي.. كيف تحمي طفلك من التنمر المدرسي؟
سلطت الأمم المتحدة عبر منظمتيها للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) والطفولة (يونيسف) الضوء على قضية التنمر ضمن فعاليات اليوم الدولي لمكافحة كل أشكال العنف والتنمر في المدارس، الذي يوافق 5 نوفمبر/تشرين الثاني.
ووفقاً لأحدث دراسة أصدرتها "يونسكو" في مؤتمر دولي عام 2019، فإن التنمر في المدارس يحرم ملايين الأطفال من حقهم في التعليم، وكشفت عن عمق الأزمة التي طالت سابقاً 30% من طلاب العالم بإجمالي ربع مليار طفل، مع الأخذ في الاعتبار عواقبها على التحصيل الدراسي والتسرب من المدرسة والصحة البدنية والعقلية.
وأجريت هذه الدراسة على 19 دولة، وأسفرت نتائجها عن نسب مذهلة منها أن 34% من الطلاب تعرضوا للمعاملة القاسية، و8% منهم يتعرضون للبلطجة يومياً.
والتنمر يُعرف بأنه "أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد آخر أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة، وقد يأخذ أشكالًا متعددة مثل مهاجمة الطفل بدنيًا أو لفظيًا أو عزله بقصد الإيذاء".
ومع تفشي جائحة كورونا، حذرت "يونيسف" من تضرر نحو 1.5 مليار طفل من التنمر بعدما أجبرتهم إجراءات احتواء فيروس "كوفيد-19" على عدم الذهاب للمدرسة وقضاء يومهم على الإنترنت ليقعوا فريسة سهلة لأذى المنصات الافتراضية.
كما حذرت "يونسكو" من عواقب التنمر على الصحة العقلية للأطفال ودفعهم للشعور بالإقصاء من المدرسة بمعدل أكثر 3 مرات من أقرانهم، ما يضاعف احتمالات عدم التحاقهم بالمدرسة.
حماية الطفل
أفضل طريقة لمنع التنمر هي تعليم الطفل وتدريبه للتعامل مع هذه التصرفات وعدم التأثر بها، ومن تلك الطرق ما قدمته "يونيسف" للتلاميذ لحماية أنفسهم من محاولات الإيذاء داخل المجتمع المدرسي، منها:
- إذا كانت الإساءة لفظية، لا ترد بإهانة مماثلة لأن الجدل معهم يعطيهم القوة ويزيد من المشاكل.
- إذا كان الإيذاء بدنياً، يجب أن تبقى في أمان وتوقف المعتدين عن طريق الدفاع عن نفسك وطلب مساعدة شخص كبير.
- لا تسمح لهم بأن يكون لهم السلطة والقوة، حاول أن تبقى هادئاً، وانظر إلى أعينهم، وكن حازماً في الرد.
- تحدث مع شخص تثق به، أخبر والديك، أو مدرسك، أو شقيقك، أو أحد أصدقاءك واطلب المساعدة.
أما الأطفال من 3 –4 سنوات، فنصحت المنظمة الأممية الوالدين بالبدء في تعليم الصغير كيفية الرد على الأشخاص غير اللطيفين معه، خاصة أن أحياناً يتم الإيذاء بشكل هادئ وعلى نحو خفي ما يجعل الأمر يبدو طبيعياً، ومن هذه النصائح:
- تأكد من أن طفلك يعرف ما هو التنمر وأنواعه وفرقه عن المضايقات العادية.
- اخبره أن من يطلب منه عدم إعلام أحد بما دار بينهما دليل على أنه يفعل شيئاً خطأ.
- علّمه أن قول الحقيقة والإبلاغ عن الإساءة والتحرش هو من الشجاعة.
- انصحه بأن يبقى بعيداً عن المجموعات المعروف عنها ممارسة التنمر، حتى لو كانوا من الشخصيات المرحة أو ذات الشعبية.
- إذا كان خائفاً من التعرض للإيذاء، انصحه أن يحاول تجنب أن يكون بمفرده أو البقاء طويلاً في مكان لا يوجد فيه رقابة من شخص كبير.
دور الأسرة في مواجهة التنمر
هناك مجموعة خطوات على الوالدين معرفتها لحماية صغيرهما من التنمر المدرسي أو الإلكتروني منها:
- ثقف نفسك واقرأ عن كل ما يتعلق بالتنمر وعلاماته وطرق التعامل معه.
- ثقف طفلك حول أنواع التنمر المختلفة وساعده على أن يكون بمأمن على الإنترنت من خلال وضع قواعد ملائمة لعمره.
- احترم طفلك وعلمه أنه يستحق الاحترام، من يتعلم أنه من المقبول إهانته وضربه والسخرية منه وإيذاؤه بالمنزل سيكون أكثر ميلاً لتقبل ذلك من الآخرين.
- أظهر له دائماً أنك فخور به، وذكره بمواطن القوة لديه وبقدراته، وتجنب النقد والتقليل من شأنه.
- علّمه ممارسة الرياضة، فهي تتيح للصغير تنمية الثقة بالنفس.
- امنح طفلك الاهتمام الكافي، فالطفل يحتاج إلى الاهتمام المتواصل والتمكين.
- اخلق بيئة آمنة لطفلك حيث يمكنه التحدث عن أي شيء دون القلق من أن يتم لومه أو السخرية منه أو الشعور بأن لا أحد يفهمه.
- علم طفلك الاندماج مع قرنائه والدفاع عنهم وقت اللزوم، فالأطفال تميل للدفاع عن طفل آخر أكثر من ميلهم للدفاع عن أنفسهم، وحين يقومون بذلك يصبحون أكثر ثقة في قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم عند الحاجة لذلك.
aXA6IDMuMTQ1LjUwLjcxIA== جزيرة ام اند امز