في يومها العالمي.. روشتة لتحقيق السعادة اليومية
تحيي عشرات الدول اليوم العالمي للسعادة سنويا بهدف زيادة الوعي بأهمية السعادة في حياة الفرد والتأثير الذي يمكن أن تحدثه على رفاهيته.
الحدث السعيد، الذي يوافق يوم 20 مارس من كل عام، أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012 بعد قرار تقدمت به دولة بوتان لإعطاء أولوية أكبر للسعادة.
تم الاحتفال بأول يوم عالمي للسعادة على الإطلاق بالتزامن مع إطلاق يوم الأمم المتحدة الدولي للسعادة (اليونيدو)، وكانت الفكرة من وراء الاحتفال به هي لفت الانتباه إلى أن التقدم الاقتصادي والنمو ليسا كل شيء ويجب إعطاء السعادة والرفاهية أولوية متساوية.
وبمرور الوقت اكتسب اليوم العالمي للسعادة زخما أكبر، حيث يعيش الناس في أوقات غير مسبوقة، ومع وجود الكثير مما يحدث حولهم وفي حياتهم يصبح من الصعب العثور على لحظات من السعادة في حياة المرء.
اليوم الدولي للسعادة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأهداف التنمية المستدامة التي أدرجتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2015، وهي عبارة عن 17 هدفًا لمساعدة الناس على عيش حياة أكثر صحة وأفضل رفاهية.
ويمكن القول إن اليوم العالمي للسعادة أكثر من مجرد احتفال، فهو يذكرنا بأن العالم مكان أفضل عندما نتواصل مع الأشخاص من حولنا ونهتم بهم، وقبل ذلك نتواصل مع أنفسنا ونهتم بها.
السعادة من منظور علم النفس الإيجابي
وفقًا لعلم النفس الإيجابي، يشعر الإنسان بالسعادة عندما تشعر كما لو أن حياته تسير على ما يرام طبقا للمعايير التي اختارها.
وتلعب المشاعر الإيجابية والرضا عن الحياة والسعادة دورا كبيرا في حياة صاحبها، إذ تسهم في تحقيق العديد من الإنجازات والمزايا، مثل:
- صحة جسدية أفضل ووظيفة مناعية (زيارات أقل للطبيب، شفاء أسرع)
- حياة أطول
- قدر أكبر من الإبداع
- زيادة النجاح في العمل (تحسين اتخاذ القرار والأداء ، وزيادة الأرباح)
- علاقات عالية الجودة (أصدقاء أكثر ، شراكات أقوى ، إلخ.)
- زيادة السلوك الاجتماعي الإيجابي (المزيد من التطوع ، والتواصل مع المجتمع ، وما إلى ذلك)
- قدرة أكبر على التعامل مع التحديات
وفقا لمجال علم النفس الإيجابي، فإن للسعادة 3 مكونات هي:
- مزاج لحظي (كيف تشعر الآن).
- الرضا عن الحياة (تقييمك العام للحياة).
- تقييم مجالات الحياة المحددة (العمل، العلاقات، الشؤون المالية، الصحة، إلخ).
استراتيجيات الشعور بالسعادة
قدم موقع مركز علم النفس الإيجابي مارتن سيليجمان بعض الاستراتيجيات لزيادة شعور كل شخص بالسعادة في حياته، كالتالي:
1- ركز على حل المشكلات وليس التنفيس فقط
2- خذ الوقت الكافي لبناء علاقات جيدة مع الأشخاص الداعمين
3- عد بركاتك وتمرن على الامتنان
4- خذ وقتك في الانخراط في أعمال لطيفة عشوائية
5- قدّر ما لديك بالفعل بدلاً من التركيز فقط على ما لا تزال ترغب فيه
6- انتبه للآخرين بعناية، ومارس التعاطف والرحمة
7- كن لطيفًا مع نفسك، بدلًا من الإفراط في النقد الذاتي أو الكمال
8- ضع لنفسك أهدافًا ذات مغزى توفر لك الهيكل والغرض، وتعطي إحساسًا بالهوية وتزيد من احترام الذات
9- ابحث عن تحديات صحية، وقم بتوسيع قدراتك قليلاً خارج منطقة الراحة الخاصة بك لإدراك إمكاناتك
10- تجنب الشكوى وتعزيز السلبية؛ وبدلاً من ذلك قم بتنمية التفاؤل وممارسة إعادة صياغة ظروفك بشكل إيجابي
خطوات بسيطة لتحقيق السعادة
لا توجد صيغة واحدة تناسب الجميع للسعادة، ومع ذلك هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لتجربة المزيد منها على أساس يومي.
وقدم موقع psychologytoday، اقتراحات وخطوات عملية بسيطة يمكن اتباعها لتحقيق السعادة اليومية، وهي:
1- اتخاذ بعض الإجراءات
لسوء الحظ، يميل الكثير من الناس إلى العيش بطريقة الشكوى والتذمر الدائم، حيث يرون أنفسهم ضحايا ويتحركون بلا هدف في الحياة، ولا يتحملون المسؤولية عن اختياراتهم أو المشاركة في خلق ظروفهم غير المرغوب فيها، ويتجاهلون الموجب وينظرون إلى السلبية باستخدام عدسة مكبرة.
إذا كنت تريد تحقيق السعادة في نهاية المطاف، فأنت بحاجة إلى أن تكون مسؤولاً وملتزمًا تجاه نفسك. أنت بحاجة إلى تعطش للحياة ورغبة في المشاركة فيها.
يجب أن تكون على استعداد للاعتراف بما يجري بشكل صحيح، وليس فقط الالتفات إلى الخطأ الذي يحدث، فالسعادة ليست وجهة لمرة واحدة بل تعهد مدى الحياة لصحتك ورفاهيتك وسعادتك.
2- اعلم أنك مسؤول عن نفسك
يقولون إن مصيرك مكتوب بالفعل، لكن في بعض الأحيان عليك فقط أن تمسك بقلم وتصبح مؤلف حياتك.
لذا يجب أن تعلم أن العيش في عالم يتم التحكم فيه داخليًا بدلاً من أن تمليه الظروف الخارجية سيغير مقياس سعادتك بشكل كبير.
3- ضع نفسك أولا
أحد جوانب تحقيق السعادة هو التخلي عن فكرة أن عليك أن تعيش حياتك بالطريقة التي يقول الآخرون أنك يجب أن تعيشها.
إن الأمر ينطوي على إدراك أن حياتك ثمينة، وأنك تستحق مثل أي شخص آخر أن تعيشها بالطريقة التي تريدها، وعندما تستطيع أن تعيش بشكل مريح مع اختياراتك فإنك تخلق الظروف الملائمة لدخول السعادة والبقاء في حياتك.
4- السيطرة على أفكارك
تأتي أفكارك عادة قبل أي شعور لديك، سواء كنت على علم بها أم لا، لذلك إذا حافظت على تحكمك في أفكارك فإنك أيضًا تحتفظ بالسيطرة على مشاعرك.
كثير من الناس لديهم اعتقاد غير دقيق بأن الآخرين يجعلونهم غاضبين أو مستائين أو غير سعداء، ومع ذلك فإن الحقيقة هي أنك تسمح لهم بإزعاجك من خلال أفكارك حول أفعالهم وقراراتهم.
يتمثل أحد الجوانب الرئيسية في أن تصبح شخصًا سعيدًا في تغيير طريقة تفكيرك في المواقف وإدراك أنك مسؤول عن شعورك وتفكيرك ورد فعلك تجاه الناس.
5- العيش في الحاضر
إن العيش في اللحظة الحالية استراتيجية فعالة للغاية لعيش حياة سعيدة، ورغم ذلك فإن ثقافتنا لا تقدر أهمية العيش في الوقت الحاضر بحيث نستمر في فقدان اللحظة الحالية من خلال التفكير في المستقبل والماضي، واستحضار سيناريوهات "ماذا لو"، وتوليد القلق بشأن الأشياء التي ربما لن تحدث أبدًا.
ابذل جهدًا واعيًا مستمرًا لمنع نفسك من الدخول في منطقة القلق، من خلال التركيز على ما تفعله في الوقت الحاضر فقط.