يوم اللاعنف العالمي.. نشر لثقافة السلم والابتعاد عن العنف
الهدف الرئيس من وراء الصراع السلمي أن تغير من خصمك فتكسب عقله وقلبه، ثم تقنعه أن رؤيتك هي الرؤية السليمة
يحتفل العالم بـ"يوم اللاعنف العالمي" في 2 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام؛ لنشر ثقافة السلم والابتعاد عن العنف في توجيه الرسائل والمطالب.
واختار العالم هذا اليوم تحديد لأنه يوافق ذكرى ميلاد ألمهاتما غاندي، احتفاء بالطريقة التي ابتكرها خلال حركة استقلال الهند، ونجحت وألهمت الكثير من حركات الحقوق المدنية والحرية في جميع أنحاء العالم.
معنى اللاعنف
الهدف الرئيس من وراء الصراع السلمي أن تغير من خصمك فتكسب عقله وقلبه، ثم تقنعه أن رؤيتك هي الرؤية السليمة، ولعل العنصر الأهم في ذلك أن الاحتجاج السلمي يسعى للوصول إلى حل وسط كلّما كان ذلك الأمر ممكنًا، والمشاركون في المقاومة السلمية لا يرضون أن يعاني خصومهم، بل إنهم قد يعرضون أنفسهم للمعاناة بدلا منهم من أجل إحداث التغيير المرجو.
أمثلة على أساليب المقاومة السلمية
- التظاهر السلمي
- الاعتصام
- الاحتجاج
- الوقفات الاحتجاجيّة
- الإضراب عن الطعام
- الإضرابات
- الحصار
- العصيان المدنيّ
زعيم اللاعنف ومؤسسها ألمهاتما غاندي
ولد موهندس كرمشاند غاندي الملقب بـ"ألمهاتما"، أي صاحب النفس العظيمة أو القديس، في 2 أكتوبر 1869 بـ"بور بندر" بمقاطعة جوجارات الهندية من عائلة محافظة لها باع طويل في العمل السياسي، حيث شغل جده ومن بعده والده منصب رئيس وزراء إمارة بور بندر، كما كان للعائلة مشاريعها التجارية المشهورة، وقضى طفولة عادية ثم تزوج وهو في 13 من عمره بحسب التقاليد الهندية المحلية ورزق بـ 4 أولاد.
سافر إلى بريطانيا عام 1888 لدراسة القانون، وحصل على إجازة جامعية تخوله ممارسة مهنة المحاماة.
أسس ما عرف في عالم السياسة بـ"المقاومة السلمية" أو فلسفة اللاعنف، وهي مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطر المحدق وتكوين قوة قادرة على مواجهة هذا الخطر باللاعنف أولًا ثم بالعنف إذا لم يوجد خيار آخر.
توفي عن عمر يناهز 79 عامًا، بعد أن أطلق أحد المتعصبين الهندوس عليه الرصاص بعدما دعا إلى احترام حقوق الأقلية المسلمة في الهند عند الانفصال عن باكستان، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى فقررت التخلص منه في 30 يناير/كانون الثاني 1948.
الساتياغراها.. مبدأ غاندي
تعني الساتياغراها، المقاومة المدنية الخالية من الغضب تمامًا ومبنية على التالي:
- عليك أن تتحمل سخط خصْمك.
- عليك أن تصبر على تعدّيات الخصم من غير التفكير في الانتقام منه بتاتًا، ومن غير الإذعان لتهديد أو عقاب، وألا تنفّذ أمرًا تلقّيْته تحت تأثير صولة الغضب.
- إن أرادت السلطة أن توقف مقاومًا مدنيا، فعليه إن تعرض لذلك أن يتقبل الأمر، وألا يعارض الحجز على أمواله أو الاستيلاء عليها إن سعت السلطات إلى مصادرتها.
- إن ائتُمِن المعارض على مال عُهِد به إليه؛ فلا يسلّم ما ائتُمن عليه ولو كلّفه ذلك حياتَه، ومع ذلك عليه أنْ لا يدفعَ الشرّ بالشرّ.
- رفضُ الانتقام يباعد بينك وبين المسبّة والمعرة.
- المعارض المدني لا يسب خصمه ولا يهينه أبدًا، أو أن يرفع شعارًا من الشعارات التي لا تتوافق مع فلسفة اللا عنف.
- لا يحيي المقاوم المدني العلم البريطاني، ومع ذلك لا يسبّ أحدًا من العاملين سواء كان هنديًا أم إنجليزيا.
- إن أهين مسؤول أثناء النضال؛ فعلى المقاوم المدني أن يحميه وأن يدفع عنه ولو كلّفه ذلك حياته.
أقوال غاندي عن اللاعنف:
- "اللاعنف ليس للجبناء، إنه للشجعان الجسورين. البشتون (قبائل مسلمة) أكثر شجاعة من الهندوس، وهذا هو سبب تمكنهم من البقاء على اللاعنف".
- "اللاعنف الذي يبدو وكأنه مجرد مقاومة مدنية للسلطات، وأنه لا يمضي إلى ما هو أبعد من ذلك بالكاد يستحق اسمه".
- "بوسعي القول بثقة إنّ العالم، إذا كان عليه أن يصل إلى السلام، فاللاعنف هو الوسيلة إلى تلك الخاتمة، وليس هناك من غيرها".
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xNjAg جزيرة ام اند امز