وكالة الطاقة الدولية تواصل زيادة توقعات الطلب على النفط.. إليك الأسباب
رفعت وكالة الطاقة الدولية مجددا توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024، لكن توقعاتها لا تزال أقل كثيرا من نظيرتها من أوبك.
وتنبأت الوكالة اليوم الخميس، ومقرها باريس، في ثالث رفع شهري على التوالي أن يرتفع الاستهلاك العالمي للنفط بمقدار 1.23 مليون برميل يوميا في 2024، مقارنة مع توقع أوبك بزيادته 2.25 مليون برميل.
وهناك اختلافات وخلافات بين وكالة الطاقة الدولية وأوبك في السنوات القليلة الماضية، على ملفات مثل الطلب على المدى الطويل والحاجة للاستثمار في إمدادات جديدة.
- ماذا يحدث في أسواق النفط خلال 2024.. توقعات غير معتادة لـ«أوبك»
- رئيس «أرامكو» يتوقع قلة المعروض في أسواق النفط
وجاء أحدث تعديل بالرفع لتوقعات النمو من وكالة الطاقة الدولية، الذي يشكل زيادة مقدارها 180 ألف برميل عن التوقع السابق، استنادا إلى تحسن النمو الاقتصادي العالمي وانخفاض أسعار الخام في الربع الرابع، إضافة إلى توسع الصين في قطاع البتروكيماويات.
وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري ليناير/كانون الثاني "تحسن إلى حد ما التوافق بشأن المستقبل الاقتصادي خلال الأشهر القليلة الماضية في أعقاب التحول في الآونة الأخيرة في سياسات البنوك المركزية".
وأضافت "يمثل انخفاض أسعار النفط في الربع الرابع من عام 2023 عامل دفع إضافي".
أسعار النفط تتراجع
وبدأت أسعار النفط العام الجديد على تراجع بضغط من تأثير الغموض المحيط بالطلب بما فاق أثر جولة جديدة من خفض الإمداد من أوبك+ وتصاعد التوتر في الشرق الأوسط.
وجرى تداول خام برنت عند نحو 78 دولارا للبرميل اليوم الخميس، بعد أن خسر نحو عشرة في المئة من سعره في 2023 لينهي العام عند 77.04 دولار للبرميل.
أبرز أسباب نمو الطلب في سوق النفط
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن الانخفاض المتوقع بمقدار النصف في معدل نمو الطلب على أساس سنوي في 2024 جاء نتيجة عدم اكتمال التعافي بعد الجائحة والنمو المتواضع لاقتصادات كبرى وتحسن كفاءة الطاقة والزيادة الكبيرة في عدد السيارات الكهربائية.
وأربك التوتر الجيوسياسي المتصاعد في منطقة الشرق الأوسط الأسواق، وتقول الوكالة إن المنطقة يمر منها ثلث تجارة النفط المنقول بحرا في العالم.
وقالت الوكالة إن باستثناء التعطل الكبير لتدفقات النفط من تلك المنطقة بسبب الأحداث الجارية "يبدو أن إمدادات جيدة ستصل السوق في 2024" حتى على الرغم من تطبيق أوبك وتكتل أوبك+ لسلسلة من عمليات خفض الإنتاج منذ أواخر 2022 لدعم السوق. وأول خفض جديد لأول ربع من العام دخل حيز التنفيذ هذا الشهر.
وتوقعت الوكالة أن تلك التخفيضات قد تجعل الأسواق تميل للشعور بعجز محدود في الإمدادات في بداية العام لكن النمو القوي من منتجين خارج أوبك+ منهم الولايات المتحدة والبرازيل وجويانا يمكن أن يؤدي لفائض كبير حال التخلي عن عمليات الخفض الطوعية في الربع الثاني من العام.
توقعات أوبك للطلب على النفط في 2025
وبحسب توقعات أولية نشرتها أوبك، أمس الأربعاء، في تقريرها الشهري، فإن الطلب على النفط سيشهد "نموا قويا" في 2025 نحو مستوى قياسي جديد، ب.
وسيستهلك العالم 106,2 مليون برميل نفط في المتوسط يوميا، مقارنة بتقديرات تبلغ 104.4 مليون في عام 2024 و102.1 في عام 2023.
وهذه التوقعات تجعل الطلب على النفط عند مستوى قياسي جديد رغم دعوات خبراء المناخ لتقليل استهلاك الوقود الأحفوري، أكبر المساهمين في ارتفاع حرارة الأرض.
وذكرت المنظمة في هذا التقرير أن "التوقعات الأولية لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2025 تفيد بنمو قوي بـ1.8 مليون برميل يوميا على أساس سنوي" (مقارنة بعام 2024).
وراء هذه الزيادة في الطلب على النفط "مواصلة النشاط الاقتصادي القوي في الصين والنمو المستدام المتوقع في بلدان أخرى غير أعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية"، حسب ما أكد الكارتل.
ولا يزال النمو المتوقع على الطلب العالمي على النفط لعام 2025 أقل من عام 2024، مع زيادة قدرها 2.2 مليون برميل يوميا مرتقبة هذا العام، خاصة في البلدان غير الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وهي توقعات ثابتة مقارنة بتقديرات أوبك المعلنة في ديسمبر/كانون الأول.