اليوم الدولي لمحو الأمية 2022.. 773 مليونا يجهلون القراءة والكتابة
تحيي منظمة الأمم المتحدة اليوم الدولي لمحو الأمية 8 سبتمبر/أيلول من كل عام، بهدف تسليط الضوء على أهمية محو الأمية للأفراد والمجتمعات.
ومحو الأمية قضية محورية وحلها يسهم في بناء أساس وطيد لتعافٍ محوره الإنسان، مع التركيز بصفة خاصة على التفاعل بين محو الأمية والمهارات الرقمية التي يحتاجها الشباب والكبار غير الملمّين بمهارات القراءة والكتابة.
ويُعد الحدث الدولي فرصة للحكومات ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب المصلحة لإبراز التحسينات التي طرأت على معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة، وللتفكير في بقية تحديات محو الأمية الماثلة أمام العالم.
وموضوع اليوم الدولي لمحو الأمية 2022 هو "تحويل فضاءات تعلم القراءة والكتابة"، بهدف إعادة التفكير في الأهمية الأساسية لمساحات تعلم القراءة والكتابة لبناء المرونة وضمان التعليم الجيد والعادل والشامل للجميع".
قضية محو الأمية هي عنصر جوهري في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وجدول أعمال الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عن تدشين يوم لمحو الأمية في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1966 خلال فعاليات الدورة الرابعة عشرة للمؤتمر العام لليونسكو.
وجرى الاحتفال باليوم الدولي لمحو الأمية لأول مرة بتاريخ 8 سبتمبر/أيلول عام 1967، بغرض تذكير المجتمع الدولي بأهمية القرائية للأفراد والمجتمعات ولتوكيد الحاجة إلى تكثيف الجهود المبذولة نحو الوصول إلى مجتمعات أكثر إلماما بمهارات القراءة والكتابة.
وتُمنح جوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية منذ عام 1967، لتكريم الإسهامات الجليلة التي قدمتها مؤسسات ومنظمات وأفراد في مضمار محو الأمية ودعم الممارسات الفعالة لمحو الأمية، فضلاً عن تشجيع النهوض بمجتمعات تعلّم دينامية.
وقائع وأرقام عن محو الأمية
استعرضت منظمة الأمم المتحدة واليونسكو مجموعة من الأرقام والحقائق عن أزمة محو الأمية حول العالم، وقالت:
- يفتقر 773 مليون شاب وبالغ إلى المهارات الأساسية في القراءة والكتابة.
- ما يقرب من 617 مليون طفل ومراهق ليس لديهم الحد الأدنى من مستويات الكفاءة في القراءة والحساب.
- أُغلقت المدارس في أثناء المرحلة الأولى من انتشار جائحة "كوفيد-19"، ما أدى إلى تعطيل التعليم لما يقرب من 62.3% من التلاميذ في العالم، الذين يبلغ إجمالي عددهم 1.09 مليار تلميذ.
- وقالت اليونسكو إن 24 مليون متعلم قد لا يعودون إلى التعليم الرسمي، ومن المتوقع أن يكون 11 مليونا منهم فتيات وشابات.
- غابت برامج محو أمية للبالغين من خطط الاستجابة التعليمية الأولية، وبالتالي ليس أمام الشباب والبالغين الذين يفتقدون للمهارت الأساسية أو مهاراتهم ضعيفة إمكانية في الحصول على ذلك النوع من البرامج.
- وفقًا لليونسكو، لا تزال تحديات محو الأمية قائمة مع وجود ملايين الأميين في جميع أنحاء العالم أغلبهم نساء تفتقر معظمهن إلى مهارات القراءة والكتابة الأساسية.
محو الأمية ووباء كورونا
قالت المنظمة الأممية إن أزمة "كوفيد-19" أسفرت عن اضطراب مسيرة تعلّم الأطفال والشباب والكبار على نحو غير مسبوق النطاق، وفاقمت أوجه عدم المساواة في الانتفاع بفرص بنّاءة لتعلّم القراءة والكتابة.
وأوضحت أن وباء كورونا أثّر على نحو غير متناسب في 773 مليون شخص من الشباب والكبار غير الملمّين بمهارات القراءة والكتابة.
وكان محو الأمية للشباب والكبار غائباً عن خطط الاستجابة الوطنية للأزمة التي دفعت العديد من برامج محو الأمية الأخرى إلى تجميد نشاطها المعتاد، وفقا للمنظمة.
رغم بذل الجهود لإيجاد سبل بديلة لضمان استمرار التعلّم بعد تفشي الوباء، على غرار التعلّم عن بعد الذي كان مشفوعاً في بعض الأحيان بالتعلّم الوجاهي، فإن فرص تعلّم القراءة والكتابة لم تكُن موزّعة توزيعاً متساو.
وقالت المنظمة: "أدى التحول المباغت إلى التعلّم عن بعد إلى إماطة اللثام عن الفجوة الرقمية القائمة على صعيد الاتصال بالإنترنت والبنية الأساسية، فضلاً عن القدرة على استخدام التكنولوجيا".
وأبرز التحول للتعلّم عن بعد أيضاً أشكال التفاوت في الخدمات الأخرى مثل الانتفاع بالكهرباء، الأمر الذي يقوّض فرص التعلّم.
من حسنات الجائحة أنها كانت "بمثابة تذكير صارخ بالأهمية الحاسمة لمحو الأمية، التي لا تقتصر على كونه لبنة من لبنات الحق في التعليم؛ نظراً إلى دوره في تمكين الأفراد وتحسين ظروف حياتهم من خلال توسيع إمكانياتهم كي يعيشوا الحيـاة الـتي يرون أنّهم جديرون بها"، وفقا للمنظمة.
ويُعتبر محو الأمية بمثابة محرك للتنمية المستدامة، فضلاً عن كونه جزءاً متأصلاً في التعليم وشكلاً من أشكال التعلّم مدى الحياة المبنيّة على أساس الإنسانية كما هو منصوص عليه في الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة.
ومن هنا، يضطلع محو الأمية بأهمية مركزية كشكل من أشكال التعافي من أزمة "كوفيد-19"، ومحوره الإنسان.