في يومها العالمي.. المرأة اليمنية تعاني صدمات إرهاب الحوثي
منذ أكثر من 9 سنوات والمرأة اليمنية تعيش أسوأ الظروف جراء تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية وزيادة الفقر بسبب حرب مليشيات الحوثي.
وبالتزامن مع احتفال العالم باليوم العالمي للمرأة 8 مارس/آذار، إلا أن المرأة اليمنية تطولها الانتهاكات المختلفة، في ظل استمرار المليشيات بارتكاب أبشع الجرائم بحقها، ومصادرة حقوقها المكفولة بالقوانين والتشريعات الدولية.
وتعرضت الكثير من النساء اليمنيات لصدمات نفسية، نتيجة تلك الانتهاكات التي تمارسها المليشيات سواء من حالات الخوف والرعب والترويع والاختطاف في مناطق سيطرتها، أو ما تسببت به في المناطق المحررة من آثار التشرد والنزوح والقصف والقنص.
احتفاء كبير
وشهدت العاصمة المؤقتة عدن، الخميس، احتفالية كبيرة أقامتها اللجنة الوطنية للمرأة بالتعاون مع هيئات الأمم المتحدة في اليمن، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، شارك فيها رئيس مجلس الوزراء اليمني، أحمد بن مبارك.
وحيّا ابن مبارك أمهات الشهداء والجرحى وأمهات المختطفين والأسرى في سجون مليشيات الحوثي الإرهابية، والنساء اليمنيات في مخيمات النزوح وفي كل أرجاء الوطن من عدن إلى صنعاء ومن المهرة إلى صعدة.
وقال رئيس الوزراء إن الحكومة اليمنية ملتزمة بإزالة العوائق التي لا تزال تواجه النساء وتمكينها من المشاركة الفاعلة في كافة مجالات الحياة.
وأوضح أن الاحتفال بيوم المرأة العالمي هذا العام، هو تذكير بأن جميع النساء من مختلف الأعمار والفئات، في الريف وفي المدن، لهن دور مهم في بناء المجتمع وتحقيق السلام و الاستقرار في اليمن.
وأشار إلى أن الحكومة اليمنية تعطي اهتماما كبيرا في تمكين النساء اقتصاديا واجتماعيا، والاهتمام بالتعليم لا سيما الفئات الفقيرة والمهمشة في المناطق النائية والفقيرة، لتفعيل دورهن في مكافحة الفقر وتحسين الوضع الاقتصادي.
وحذر رئيس الوزراء من التحديات التي تواجه الحكومة في استكمال دمج المرأة في عملية التنمية المستدامة، في ظل إصرار مليشيات الحوثي الإرهابية على استخدام الاقتصاد كأداة الحرب ومنع تصدير النفط وممارسة حرب التجويع ضد الشعب اليمني.
النساء هن الضحايا
من جهته، قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والمنسق المقيم في اليمن؛ جوليان هارنيس، في كلمته في أثناء الفعالية، إن "النساء هن الضحايا، وهن المكلومات، واللواتي يرعين العائلات الناجية، ويجب توسيع عملية مشاركتهن في السلام والاستثمار في قدراتهن وخبراتهن لصالح بناء وتنمية البلاد في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب".
وأضاف المسؤول الأممي أن الصراعات التي شهدتها البلاد بسبب حرب المليشيات، زادت بشكلٍ كبير من تهميش المرأة، الأمر الذي يتوجب على الجهات الحكومية والدولية العمل على انصافها ورد الاعتبار لها كونها عنصراً أساسياً في المجتمع.
وأكد "هارنيس" دعم الأمم المتحدة لكافة الآليات والمنظمات الحكومية والمجتمعية من أجل تعزيز دور النساء في بناء السلام بما يُسهم في زيادة مشاركة وحضور المرأة اليمنية في جميع المبادرات والمشاورات لإحلال السلام في البلاد.
وشدد المنسق الأممي على ضرورة مكافحة خطاب الكراهية ضد النساء والناشطات، ووقف كافة الإجراءات والممارسات التي تستهدف تقييد حرية المرأة في اليمن.
إثقال كاهل المرأة اليمنية
كما أكد سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، غابرييل فينيالس، أن أزمة اليمن التي وصفها بأنها "متعددة الأوجه"، أثقلت كاهل المرأة اليمنية، البلد الذي كان فيه التفاوت بين الجنسين شاسعا حتى قبل بداية الحرب الحوثية.
وأضاف أن حرب الحوثيين أدت إلى اندثار سنوات من النضال في سبيل النهوض بحقوق المرأة ومشاركتها السياسية، إذ أن النزاع الذي طال أمده أضاف مستويات جديدة من نقاط الضعف والتحديات أمام المرأة اليمنية.
سياسات التميز الحوثية
وأشار إلى أن اليمن شهد ارتفاعا كبيرا في سياسات التميز بين الجنسين، مؤكدا قلق الاتحاد الأوروبي تجاه القيود المفروضة على حرية تنقل النساء في المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي، والقيود المرتبطة بذلك والمفروضة على العاملات في مجال الإغاثة.
وأوضح أن تلك القيود الحوثية تقوض قدرة المرأة اليمنية على العمل وعلى تحقيق الاستقلال المالي والإسهام في تقديم المساعدات الإنسانية الأساسية والخدمات الاجتماعية للمستضعفين من اليمنيين في مختلف أنحاء البلاد.
وتابع: "بينما نحتفل باليوم العالمي للمرأة، نشيد بالنساء اليمنيات في كل بيت ومزرعة ومدرسة ومستشفى ومؤسسة خاصة وعامة اللاتي يواصلن النضال من أجل ضمان رفاهية أسرهن ومجتمعاتهن رغم كل التحديات التي تواجههن".
ويعد تمكين المرأة أمرا أساسيا لبناء مجتمعات قادرة على الصمود في مواجهة الأزمات، حيث تعتبر المرأة عاملا محفزا للتنمية المحلية والصمود الاقتصادي.
ممارسة النساء أعمال شاقة
ويقول الباحث اليمني صلا عبدالواحد لـ"العين الإخبارية"، إن حرب مليشيات الحوثي دفعت بالكثير من النساء إلى ممارسة أعمال شاقة، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها البلاد والتي تدخل عامها العاشر.
وأضاف أن المليشيات تعمل على حرمان المرأة في مناطق سيطرتها من أبسط حقوقها، كحرية التنقل، والتعليم الجامعي والعمل في مجال الفنون والثقافة.
وأشار إلى أن هناك العديد من النساء الناشطات تعتقلهن المليشيات في سجونها دون أي حق قانوني، أبرزها انتصار الحمادي، وتعمل على محاكمة هذه النساء وفق سياساتها القمعية والتي تعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني.
وتعد النساء من الفئات الضعيفة في مناطق النزاعات، والتي تبرز كأكثر الفئات تضرراً منها، كما هو الحاصل باليمن، والتي ألقت المليشيات بحربها ضد اليمنيين أسوأ أزمة إنسانية والتي تتحمل أعباءها النساء اليمنيات.
aXA6IDE4LjE4OC4xMy4xMjcg جزيرة ام اند امز