ريادة من المغرب.. الشباب أبطال العمل المناخي
احتفل الشباب المغربي المعني بقضايا المناخ باليوم العالمي للشباب، بتنظيم عدة أنشطة توعوية.
وركز اهتمام الشباب المغربي المعني بقضايا المناخ على إيجاد حلول لكل الإشكالات البيئية والمناخية بسبب توالي سنوات الجفاف والارتفاع غير المسبوق لدرجة الحرارة، والفيضانات والعواصف الرعدية وحرائق الغابات.
وترافعت بصوت عال مطالب بتدخل الحكومة والجهات المسؤولة من أجل وضع سياسات استعجالية للتخفيف والتكيف من آثار تغير المناخ حفاظا على حياة الأجيال الحالية والقادمة.
ومن بين الحركات الشبابية المناخية التي تنشط بشكل قوي في المغرب "حركة الشباب من أجل المناخ"، هي حركة جمعوية شبابية تأسست رسميا 2021 سنة يوجد مقرها بكلية الحقوق في مدينة المحمدية بالدار البيضاء الكبرى، هي حركة تضم فعاليات شبابية من تخصصات أكاديمية وعلمية ومهنية مختلفة دكاترة مهندسون جامعيون طلبة.
وتنشط الحركة في مجال المناخ و الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية في انسجام مع التوجهات الملكية السامية والمواثيق الوطنية والدولية وخاصة تلك المتعلقة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وفي سياق التغيرات المناخية والاحتباس الحراري التي يعرفها كوكب الأرض التي ما فتئت تتسم بالنزعة نحو التطرف وما يرتبط بذلك كوارث بيئية وطبيعية كالجفاف وندرة المياه والحرائق وموجات الصقيع والحر الشديد.
وفي هذا الإطار، قالت أميمة خليل الفن، رئيسة "حركة الشباب من أجل المناخ ـ المغرب" وباحثة في تغير المناخ والتنمية المستدامة، في اتصال مع "العين الإخبارية"، إن الحركة تنخرط بكل فعالية مستثمرة طاقاتها الشبابية في مختلف الأنشطة الهادفة إلى الحد من التغيرات المناخية وآثارها سواء على الصعيد الوطني أو الدولي مع التركيز على الأهداف والمحاور التالية : التوعية والتحسيس بخطورة التغيرات المناخية وآثارها الكارثية على البيئة العامة والموارد الطبيعية وخاصة ندرة المياه والتلوث بمختلف أشكاله، وتنظيم ورشات ومخيمات تدريبية وتأطير تكوينات في علاقة مع موضوع التغيرات المناخية و التدهور البيئي واستنزاف الموارد الطبيعية.
وأشارت خليل الفن، إلى أن الحركة تعمل على مقاربة النوع الاجتماعي في أي مبادرات مناخية هادفة إلى تحقيق المساواة بين الجنسين في أي سياسة مناخية مع تمكين المرأة من كافة حقوقها البيئية ورفع كل أشكال التميز ضدها والناتجة عن آثار التغير المناخي والتدهور البيئي وذلك انسجاما مع مخرجات الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة الأطراف حول التغيرات المناخية.
وتابعت الخبيرة البيئية، أن الترافع حول القضايا والإشكالات البيئية سواء على الصعيد الوطني او الدولي ولاسيما تلك المتعلقة بالتلوث والماء و الغابة بما يمكن من صيانة و الحفاظ على البيئة والتراث الطبيعي، بالإضافة إلى الاحتفاء بالأيام والأعياد البيئية وطنيا ودوليا، وذلك من خلال تنظيم ندوات علمية وورشات تكوينية وتحسيسية ذات الصلة.
وأفادت المتحدثة، أن من بين أهداف الحركة الاهتمام بالتربية البيئية والعمل على إشاعتها في الوسط المدرسي بما يضمن الحق في العيش في بيئة نظيفة خضراء وغرس قيم الحفاظ على البيئة لدى الناشئة وتعزيز السلوك المدني الرشيد فيما يتعلق بالتعاطي الإشكاليات البيئية كندرة الماء والحفاظ على الثروة الغابوية، وهذا كله من ربط شركات مع الوزارة الوصية على القطاع وبعض الجمعيات التربوية الموازية.
كما تلعب جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ دورا مهما في تأطير الشباب في هذا المجال.
وتعتبر جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، جمعية تنموية تهتم بالإنسان والبيئة والمناخ من خلال دمج المقاربات الحقوقية والتنموية لتحقيق تنمية شاملة ذات البعد المحلي والجهوي والوطني والأفريقي والدولي خدمة للتنمية والبيئة والمناخ.
وفي هذا السياق، يقول مصطفى بنرامل، رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية، إن الجمعية تلعب دورا فعالا، وذلك من خلال التدخل الفعال المؤثر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في أفق 2030 ولتحقيق تنمية شاملة ومستدامة ذات البعد المحلي والجهوي والوطني والأفريقي والدولي خصوصا لفائدة الشباب.
خلق جيل قادر على رفع التحديات المناخية
وأكد بنرامل، أن الجمعية اعتمدت في أهدافها الاستراتيجية على المساهمة في إدماج بعد حقوق الإنسان البيئي في السياسات العمومية والقطاعات التربوية ونشر ثقافته لفائدة الشباب، والمساهمة في إدماج بعد التنمية الاجتماعية لإدماج الشبان الشابات في المجتمع وتمكينهم/هن من ممارسات تنموية تحق قلهم/هن الرفاه الاجتماعي والاقتصادي، وفي إدماج بعد التربية البيئية والمناخية لتنشئ جيل الغد من الشباب قادر على رفع التحديات البيئية والمناخية وخلف الفرص التنموية الذاتية، المساهمة في إدماج البعد الثقافي الفني والتراث العمراني لترسيخ الهوية المغربية ونشر فلسفة حوار الثقافات بين الشعوب وخصوصا الإفريقية منها في صفوف الشباب.
ومن أجل تحقيق هذه الأهداف تقوم الجمعية على عدة أنشطة تحسيسية وتوعوية وتكونية نظرية وتطبيقية وكذا مجموعة من البحوث والدراسات لفائدة الشبان والشابات على الصعيد المحلي والإقليمي والوطني.
شباب المناخ العين اليقظة
ومن جهتها، قالت نزهة الوفي، وزيرة التنمية المستدامة، إن قضايا الشباب بالمغرب حظيت بعناية خاصة بقيادة جلالة الملك محمد السادس، واسترسلت الوفي، أنه وفق فلسفة استباقية تستحضر الدور المحوري لهذه الفئة من المجتمع المغربي كرأس مال بشري مزدوج و قوة رئيسية للتنمية المستدامة وعوامل رئيسية للتغيير الاجتماعي والنمو الاقتصادي والابتكار التكنولوجي، وهذا تضيف "ما جسده دســتور فاتــح يوليــوز 2011 بمأسسة الجهــود والمبــادرات الموجهــة للشـباب، بغية تحقيـق نقلـة نوعيـة لفائـدة النهـوض بوضعيـة الشـباب داخـل المجتمـع".
وقالت الوزيرة، "لا بد من التأكيد أيضا على حرص المملكة المغربية لإشراك الشباب في الدينامية البيئية على اعتبار أن الشباب هم أبطال العمل المناخي والترافع البيئي وتتميز المملكة بنسيج مدني شبابي دينامي ويعتبر العين اليقظة لعمل الحكومة فيما يخص التقويم البيئي والمناخي من خلال عدة مبادرات نوعية هدفها تملك جماعي لوعي بيئي قوي.
وتابعت، الوفي، أنه تنفيذا للتوجيهات الملكية التي اعتمدت التنمية المستدامة كمشروع مجتمعي ونموذج تنموي جديد، تتوفر المملكة المغربية اليوم على جميع المقومات للتقدم على مسار تحقيق التنمية المستدامة المنشودة، حيث تم إرساء الأسس اللازمة لتطوير شراكات فعالة مع هذه الفئة من المجتمع المغربي وجعلها في خدمة التنمية المستدامة والتنمية بشكل عام، بإعطاء بعد جديد لمشاركتها إعداد السياسات العمومية وتنفيذها ومراقبتها.
وأضافت المتحدثة، أن ذلك من خلال إحداث مؤسسات مستقلة للقيام بهذا الدور تسهر على دمقرطة الحوكمة في كل أبعادها كالمجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعي كمؤسسة دستورية تعمل على تعزيز التنسيق بين كل الفرقاء للنهوض بقضايا الشباب وإشراكه في إعداد وتنفيذ المخططات والبرامج المهيكلة خاصة تلك المتعلقة بالبيئة بالمحافظة على البيئة وتثمين الموارد الطبيعية وتحسين إطار عيش المواطنين، وذلك في إطار حكامة تشاركية مع جميع المتدخلين سواء على المستوى الوطني أو الترابي.
aXA6IDMuMTQwLjE5Ny4xNDAg جزيرة ام اند امز