النوم المتقطع.. الأسباب ونصائح للتغلب على المشكلة
بمجرد دخول فصل الصيف يعاني كثيرون من مشكلة النوم المتقطع وعدم تحصيل القسط الكافي يوميا ما يتسبب في الشعور بالإجهاد.
ومع تغير درجة الحرارة الأيام الماضية، تضاعف عدد المغردين على هاشتاق "النوم المتقطع" ودونوا مشاكلهم المتكررة التي تبدأ بمجرد الخلود إلى الفراش وتستمر ساعات طويلة عليه دون الحصول على قسط يكفي لإراحة الجسد وتهدئة العقل.
وفقًا لجمعية النوم العالمية، فإن الحرمان من النوم يهدد صحة ما يصل إلى نسبة 45% من سكان العالم، واعتمادًا على أعمارنا فمن المفترض أن نحصل على ما بين 7 إلى 10 ساعات من النوم كل ليلة.
ويعد من يحصلون على أكثر من 4 ساعات نوم في المرة الواحدة غير محرومين من النوم، لكنهم يعانون مما يعرف بـ"متلازمة النوم والاستيقاظ غير المنتظمة".
وتعني هذه المتلازمة نوم الشخص على عدة جلسات خلال فترة 24 ساعة لتحصيل من 7 إلى 8 ساعات نوم، وغالبا ما يعاني من مشاكل الأرق والنعاس أثناء النهار.
أسباب النوم المتقطع
الدكتورة نهلة عبدالوهاب، استشاري البكتيريا والمناعة والتغذية ورئيس قسم البكتيريا بمستشفيات جامعة القاهرة، قالت إن هناك كثيرين يعانون من مشكلة النوم المتقطع التي تصيبهم لأسباب عدة.
وأوضحت لـ"العين الإخبارية"، أن أحد أهم أسباب عدم التمتع بنوم هادئ سعيد، هو نقص عنصر المغنيسيوم في الأطعمة التي يتناولها من يعاني من هذه المشكلة، ونصحت بضرورة إجراء التحاليل اللازمة للتأكد من ذلك.
ورأت أن أفضل طريقة لتعويض نقص المغنيسيوم تناول المكسرات النيئة خاصة اللوز، مشيرة إلى عدم تفضيلها الاستعاضة عن الغذاء الغني بهذا العنصر المهم بتناول المكملات الغذائية.
الطبيبة المختصة أوضحت أن السبب الثاني للنوم المتقطع هو نقص الأكسجين، مضيفة: "كثيرون يعتقدون أنهم طالما يتنفسون فإن نسبة الأكسجين جيدة وهذا غير صحيح، وعلى من يعاني من عدم انضباط نسبة الأكسجين ممارسة تمارين النفس".
وأشارت إلى أن تمارين النفس لها فوائد كثيرة، من ضمنها زيادة نسبة حرق السعرات في الجسم، موضحة أن ممارسة هذه التمارين تكون عن طريق أخذ شهيق بعمق وزفير بعمق وإعطاء النفس حقه.
ونصحت من يعاني من تقطع في النوم بممارسة تمارين النفس لمدة 10 دقائق يوميا لتأخذ الخلايا ما تحتاجه من أكسجين وتمنح الجسد القدرة على النوم بشكل جيد.
وذكرت أن نقص بعض العناصر المهمة التي يحتاجها الجسم قد تكون وراء عدم الارتياح أثناء النوم، مثل (فيتامين د) حيث يتسبب نقصه في العديد من المشاكل لصاحبه.
ونصحت بإجراء التحاليل المطلوبة قبل تناول مكملات (فيتامين د)، وحال التأكد من نقصه يجب العلم أنه هرمون يذوب في الدهون وبالتالي يجب تناوله بمصاحبة مادة دهنية.
وتابعت: "يمكن إمداد الجسم بفيتامين د عن طريق التعرض للشمس يوميا لمدة 20 دقيقة".
نصائح لنوم هادئ
الطبيبة المختصة أوضحت أن أفضل الأوقات للنوم هي من الساعة 10 والنصف مساء حتى الرابعة فجرا، مشيرة إلى أن أول ساعتين يحدث فيهما إرواء الجسم ليتخلص من السموم التي كونها خلال اليوم، بعد ذلك يبدأ في الاسترخاء والنوم الجيد.
وشددت على أن عدم تحصيل الساعات الكافية من النوم وراء الزيادة الكبيرة في الوزن غالبا، وأيضا الرغبة في الأكل بشراهة.
وقالت إن هناك بعض السلوكيات التي تساعد صاحبها في استعادة قدرته على النوم الهادئ العميق، بجانب تعويض نواقص الفيتامينات في الجسم.
وأوضحت أن بعض المختصين كشفوا أن بذل المجهود أو التمشية لمدة نصف ساعة ثم الحصول على حمام دافئ يساعد صاحبه على النوم بشكل عميق.
وأضافت: "أيضا يجب عدم تناول أي أنواع من الكافيين قبل النوم من 8 إلى 12 ساعة، خاصة القهوة"، مشددة على ضرورة عدم تناول وجبة دسمة قبل النوم بفترة تقدر من ساعتين إلى 4 ساعات.
وأوضحت الطبيبة أن إغلاق الأنوار وتهدئة الجو يساعد على النوم باسترخاء، مع الحرص على النوم في مكان مخصص لذلك فقط بعيدا عن مكان استقبال الضيوف أو الجلوس بشكل عام.
النوم ومخاطر الموت المبكر
توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين يجدون صعوبة كبيرة في النوم أو الذين يعانون من الاستيقاظ الليلي بشكل متكرر معرضون بشكل كبير للإصابة بالخرف أو الموت المبكر لأي سبب.
وحللت الدراسة، التي نُشرت مؤخرًا في مجلة أبحاث النوم، البيانات التي تم جمعها بواسطة الدراسة الوطنية لاتجاهات الصحة والشيخوخة (NHATS)، والتي تجري مقابلات شخصية سنوية مع عينة تمثيلية على المستوى الوطني من 6،376 مستفيدًا من الرعاية الطبية.
وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في النوم معظم الليالي لديهم خطر متزايد بنسبة 44% للموت المبكر لأي سبب.
بينما أولئك الذين أفادوا بأنهم غالبًا ما يستيقظون في الليل ويكافحون من أجل العودة إلى النوم لديهم مخاطر أعلى إلى حد ما، أي زيادة خطر الموت المبكر لأي سبب بنسبة 56%، وفقا للدراسة.
وكان خطر الإصابة بالخرف متشابهًا، فالأشخاص الذين أفادوا بأنهم يعانون بشكل روتيني من صعوبة في النوم لديهم خطر متزايد للإصابة بالخرف بنسبة 49%.
في حين أن أولئك الذين غالبًا ما يستيقظون في الليل ويعانون من صعوبة في العودة للنوم لديهم زيادة في خطر الإصابة بالخرف بنسبة 39%، لكن الأشخاص الذين عانوا من الكثير من مشاكل الغط في النوم والاستمرار فيه هم الأكثر عرضة للإصابة بالخرف أو الموت المبكر لأي سبب.
وقالت مؤلفة الدراسة ريبيكا روبينز، الباحثة في كلية الطب بجامعة هارفارد ومتخصصة في أبحاث النوم، إن هذه النتائج "تسهم في المعرفة الحالية بأن النوم يلعب دورًا مهمًا للغاية، كل ليلة، لتقليل خطر التدهور المعرفي العصبي على المدى الطويل وجميع أسباب الوفاة".
وأضافت "روبينز": "زيادة في خطر الإصابة بالخرف بنسبة 56% وخطر أكبر بنسبة 80% لجميع أسباب الوفاة خلال السنوات الثماني التالية بين أولئك الذين عانوا من صعوبات النوم المتزامنة، أي الغط في النوم أو الاستيقاظ من النوم".
aXA6IDE4LjExNi4yNC4xMTEg جزيرة ام اند امز