النوم ومرض السكري.. العلاقة والفئات المعرضة للإصابة
علاقة وثيقة تربط بين الإصابة بمرض السكري خاصة النوع الثاني والأرق وعدم انتظام ساعات النوم سواء زيادتها أو انخفاضها، فكيف يحدث ذلك؟
من المعروف أن مرضى السكري يركزون على أهمية اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة للتحكم في مستويات السكر في الدم، لكن كثيرين يجهلون كيف تؤثر قلة النوم في ذلك أيضا.
وخلصت دراسة حديثة إلى أن فقدان النوم المزمن هو عامل خطر لزيادة الوزن ومقاومة الإنسولين والإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وركزت الدراسة، التي نشرت في دورية US National Library of Medicine National Institutes of Health ، على تحليل فقدان النوم وكيف يزيد من عامل الخطر لمقاومة الإنسولين.
علاقة النوم بمرض السكري
الدكتورة إيناس شلتوت، أستاذ امراض السكر بكلية طب قصر العيني ورئيس الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر، قالت إن الدراسة الحديثة أشارت إلى وجود علاقة بين عدد ساعات النوم القليلة (من 4 إلى 5 ساعات) وعدم انضباط السكر في الدم.
وأوضحت شلتوت لـ"العين الإخبارية"، أن الدراسة خلصت إلى أن الأشخاص المصابين بالسكري الذين ينامون عدد ساعات قليلة لديهم صعوبة في ضبط السكر في الدم، وأيضا ارتفاع معدل الهيموجلوبين السكري.
وذكرت أن سبب انخفاض ساعات نوم المصابين بالسكري هو الشعور بالقلق أو التوتر أو الإصابة بالاكتئاب، مشيرة إلى أن هذه الأسباب أيضا وراء إصابة الأصحاء بمرض السكري.
وأضافت عضو الاتحاد الفيدرالي الدولي للسكر: "حتى الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسكري فإنهم أكثر عرضة للإصابة السكري بمقدار مرتين إذا كانوا يعانون من القلق أو التوتر أو الاكتئاب".
وتابعت: "في حالة الأشخاص المصابين بالسكري، فإن التوتر يؤدي إلى إفراز هرمونات تسبب في زيادة مستوى السكر بالدم، ما يؤدي على المدى البعيد إلى عدم ضبط مستوى السكر في الدم".
الطبيبة المختصة قالت إن الدراسة أثبتت أيضا نتيجة عكسية لدى الأشخاص المصابين بالسكري الذين ينامون أكثر من 8 ساعات ونصف، إذ يعانون من عدم ضبط سكر الدم وارتفاع معدل الهيموجلوبين السكري.
وذكرت أن في حالة نوم المصابين بالسكري عدد ساعات تتخطى 8 يوميا، فإن معدل الحركة لديهم ينخفض وتصبح حياتهم خاملة، وبالتالي يقل حرق السعرات الحرارية الناتجة عن تناول الطعام.
وتابعت: "انخفاض معدل الحركة والنشاط اليومي لدى المصابين بالسكري يؤدي إلى مشكلتين، الأولى زيادة معدل السكر في الدم، والثانية زيادة نسبة الإصابة بالسمنة التي تربطها علاقة وثيقة مع الإصابة بالسكري من النوع الثاني".
الفئات المعرضة للإصابة بمرض السكري
الدكتورة إيناس شلتوت عددت الحالات التي ترتفع لديها احتمالية الإصابة بالسكري، وهي:
- وجود تاريخ وراثي للإصابة بالسكري، سواء أحد الوالدين أو الأخوة أو عدد كبير من الأقارب.
- المصابون بالسمنة خاصة تراكم دهون البطن
- من يعاني من ارتفاع ضغط الدم
- من يعاني من الكبد الدهني
- من تعاني من مشكلة تكيسات المبايض
- من سبق لها الإصابة بسكري الحمل
- من سبق لها إنجاب طفل وزنه أكثر من 4 كيلوجرامات عند الولادة
- من يعاني من اضطراب في دهون الدم
- من سبق له تناول أدوية قد تتسبب في الإصابة بالسكري مثل الكورتيزون
- من سبق له المعاناة من التهاب أو تكيسات البنكرياس أو استئصال جزء منه نتيجة الأورام
نصائح لتجنب الإصابة بالسكري
الطبيبة المختصة أوضحت أن من سبق الإشارة إليهم لديهم استعداد للإصابة بالسكري مستقبلا، وقدمت مجموعة من النصائح لهم، وهي:
- ضرورة إجراء تحليل دوري للسكري خاصة بعد تخطي 40 عاما، ومن هم دون ذلك عليهم إجراء التحليل مرة كل 3 سنوات.
- يجب أن يحرصوا على الوصول إلى وزن طبيعي مناسب للطول.
- في حالة الإصابة بالسمنة عليهم أن يفقدوا نحو 7% من الوزن، من خلال اتباع نظام غذائي صحي يتضمن الابتعاد عن السكريات والدهون وممارسة الرياضة أو الحركة لمدة نصف ساعة 5 أيام أسبوعيا.
- البعد عن التوتر والاكتئاب من أهم النصائح للوقاية من الإصابة بالسكري، من خلال ممارسة الهوايات مثل القراءة والاستماع للموسيقى وتغيير أسلوب الحياة والفضفضة مع المقربين، مع مراعاة الحصول على قسط كاف من النوم لا يقل عن 8 ساعات ليلا.
تفاصيل دراسة تربط بين النوم والسكري
دراسة حديثة نُشرت في أبحاث ومراجعات استقلاب السكري خلصت إلى وجود علاقة مباشرة بين مقدار النوم الذي يحصل عليه الشخص ومستويات السكر في الدم.
وذكرت أن مع انخفاض كمية النوم تزداد نسبة السكر في الدم التي بدورها تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، مشيرة إلى إمكانية أن يكون لقلة النوم أو الأرق تأثير عميق على صحة الفرد.
ووجدت الدراسة أن أولئك الذين يعانون من الأرق لديهم خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، موضحة أن الشباب الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما معرضون بشكل خاص للإصابة بمرض السكري إذا كانوا يعانون من الأرق المستمر.
خلال الدراسة لوحظ أن خطر الإصابة بالسكري كان أعلى بنسبة 16% لدى أولئك الذين يعانون من الأرق مقارنة بأشخاص ينامون جيدا.
بينما كشفت مؤسسة Sleep Foundation أن النوم يمكن أن يرفع ويخفض مستويات الجلوكوز، موضحة أن "أجسامنا تمر بدورة من التغييرات كل يوم تسمى إيقاع الساعة البيولوجية التي ترفع بشكل طبيعي مستويات السكر في الدم في الليل أو عندما ينام الشخص".
وأضافت المؤسسة، عبر موقعها: "هذا الارتفاع الطبيعي في نسبة السكر في الدم ليس مدعاة للقلق، وقد يؤدي النوم التصالحي أيضا إلى خفض مستويات السكر غير الصحية في الدم من خلال تعزيز الأنظمة الصحية".
وتابعت: "حتى الحرمان الجزئي من النوم على مدى ليلة واحدة يزيد من مقاومة الأنسولين، ما يؤدي بدوره إلى زيادة مستويات السكر في الدم، ونتيجة لذلك ارتبطت قلة النوم بمرض السكري واضطراب سكر الدم".
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMzgg جزيرة ام اند امز