عمرو الهلالي يكشف لـ"العين الإخبارية" سر مشاركته بـ16 مؤلفا بمعرض القاهرة للكتاب (حوار)
وُلد الدكتور المصري عمرو الهلالي بصعيد مصر، وكتب أولى رواياته وهو في سن الثانية عشرة من عمره، لكن الهندسة أبعدته عن الكتابة.
بعد تخرجه شغلته السياسة بمعاركها والأحزاب بمناصبها، عن حلمه القديم وموهبته التي أتقنها منذ الصغر وهي الكتابة، ليجد نفسه تجاوز الأربعين ولم ينشر المؤلفات التي شغلت عقله وخطها قلمه.
الهلالي الذي درس الهندسة المدنية بالقاهرة، حوَّل مجال عمله وحصل على الدكتوراه في مجال العلوم السياسية، ليقرر بعد ذلك طرح كتبه مرة واحدة، لأنه كما يقول بدأ مرحلة النشر متأخرا، فطرح 11 كتابا سياسيا و3 روايات خلال فترة وجيزة، ومن المقرر طرحها جميعا في معرض القاهرة للكتاب هذا العام.
"العين الإخبارية" حاورت الهلالي، لتعرف منه تفاصيل هذه الرحلة، وطبيعة الكتب التي طرحها دفعة واحدة.
وإلى نص الحوار:
حدثنا عن كتبك المطروحة في معرض القاهرة للكتاب هذا العام؟
أطرح هذا العام قائمة متنوعة من مؤلفاتي تتضمن الأجزاء الأربعة الأولى من سلسلة مؤلفي الكبير "هكذا تحدث"، الذي يتناول تحليلا للخطاب السياسي للحكام في مصر مستخدما أسلوب التحليل الإحصائي في فك رموز ومكونات هذا الخطاب، ثم سيتم إصدار بقية الأجزاء تباعا.
كما جمعت جزءا من المقالات التي نشرتها في عدد كبير من الصحف والمواقع الأدبية والسياسية في كتابي "أيام الثورة والآلام" و"نقطة من أول السطر"، كما صدر لي كتاب متخصص في الدراسات السياسية يحمل اسم "المشاركة السياسية للشباب المصري".
هذا بالإضافة إلى كتابين جديدين هما خلاصة أطروحتي لنيل درجة الدكتوراه العملية في مجال العلوم السياسية لعام 2021، هما "الوفود الشعبية المصرية بعد يناير" و"دبلوماسية الوفود الشعبية".
وكتاب آخر عن تجربتي الثرية في الحملات الرئاسية لمرشحي الرئاسة في مصر عام 2012 يحمل عنوان "عام ونصف في البيت الزجاجي"، وعلى الجانب الأدبي يعرض لي هذا العام في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الجديدة 3 روايات من الأدب السياسي هي: "أوشريا – ملك البورصة – نادي مركز شباب رونالدو".
هل ترى أن طرح هذا العدد الكبير من الكتب مرة واحدة فكرة جيدة؟
الحقيقة أنني تأخرت كثيرا في نشر أعمالي ومؤلفاتي وجمع بعضها في كتب، وأعمل بالمثل القائل "أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا"، وهذه الكتب والمؤلفات وجبات أدبية وسياسية متنوعة لا تسير كلها في درب واحد، وسيجد القارئ أيا كان مقصده، وجبته الشهية على مائدة مؤلفاتي والتي أهتم فيها بالكيف وليس بالكم كما يعتقد البعض.
كيف فكرت في تحليل خطابات القادة المصريين؟
هذا سؤال مهم للغاية، وللإجابة عنه سأتطرق إلى علم تحليل الخطاب السياسي في عالمنا العربي، لأننا تأخرنا كثيرا في معالجة خطابات السلطة حديثا وتحليلها.
وجدت صعوبة كبيرة في الحصول على مصادر وأبحاث تهتم بتحليل خطابات السلطة في مصر، وتبقى إسهامات المؤلفين في هذا المجال لا تبارح بعض محاولات خجولة لا تفي بغرض التحليل السياسي المطلوب في هذا المجال الهام، خاصة أنني أعمل في المجال السياسي وأعلم أنه لا سياسة دون خطاب يعبر عنها.
لم أجد أفضل من الحديث عن الخطاب السياسي من خلال أحد أهم الأساليب المعتمدة على التحليل الإحصائي للخطاب والذي تناولته في تلك الأجزاء التي وصلت حتى الآن إلى 7 أجزاء، 4 منها منشورة حتى الآن والباقي بإذن الله تحت الطباعة في العام الجديد.
وما النتائج التي وصلت إليها من هذا التحليل؟
تأكدت في بحثي وتحليلي للخطابات السياسية للسلطة في مصر بعد 2011، صدق ما قاله العالم الأمريكي جوزيف ناي أن "المعارك لا يمكن أن تربح فقط في ميادين القتال، بل إن الرابحين في أي حرب هم الذين تربح قصتهم في الإعلام"، وعلى هذا الأساس بنيت عدة نظريات تربط بين الإعلام والرأي العام ويكون الخطاب السياسي للقادة في صلبها، والذي يبنى على استراتيجيات الإقناع والتأثير التي تعمل في مجالها.
إذا تطرقنا لتجربتك السياسية، كيف وثقتها في كتبك؟
أرى أنه على كل كاتب مقالات أن يجمع مقالاته السياسية والأدبية في كتب حفظًا لها، ولذلك بدأت بجمع مقالاتي التي نشرتها خلال السنوات العشرة الأخيرة على الأقل لتظهر في كتابين حملا اسم "أيام الثورة والآلام" عن مقالاتي المنشورة في الفترة ما بين يناير 2011 وحتى قبل اندلاع ثورة يونيو 2013 بعدة أيام، وجمعت جزءا جديدا من المقالات التي نشرتها بعد ثورة 30 يونيو 2013 في كتاب "نقطة من أول السطر – نحو مصر جديدة".
لديك كتب عن الدبلوماسية الشعبية.. حدثنا عنها؟
انتبهت خلال أعوام العمل العام والسياسي بقوة وتأثير القوى الناعمة للشعب المصري وقدرته على تعويض النقص الذي أعترى بعض مؤسسات الدولة المصرية بسبب أحداث يناير 2011، وكنت مشاركا في بعض فعاليات الوفود الشعبية المصرية التي أخذت على عاتقها السفر إلى أصقاع العالم والدفاع عن القضية المصرية وبناء تحالفات جديدة تصلح لمصر التي نحلم بها، ورأيت أن أسجل تلك الجهود التي قام بها رجال من مصر خلال العشر سنوات الماضية وأضمها إلى كتابين جمعت المادة التي تقدم من خلالها لنيل درجة الدكتوراه العملية في مجال العلوم السياسية عن أطروحة مدى اتساق فعاليات وأهداف تلك الوفود الشعبية مع ثوابت الخارجية المصرية، حيث قدمت رأيا جديدا يخالف بعض الكتاب الأمريكيين والأوروبين وأعلنت تأسيس فرع جديد مختص بذاته للدبلوماسية الشعبية بعد أن كان الكتاب والمتخصصون على اختلاف مشاربهم يضمونها "قصرا" إلى الدبلوماسية العامة الحكومية.
هل يمكن أن نعتبر كتابك "عام ونصف في البيت الزجاجي" سيرة ذاتية؟
الكتاب يحمل عنوانا فرعيا "سيرة ذاتية غير مروية"، ويمكننا بالفعل أن نعتبره سيرة ذاتية بطلها الشباب المصري الذين لعبوا دورا تاريخيا غير مسبوق في أثناء الحملات الرئاسية للمرشحين المصريين في انتخابات الرئاسة لعام 2012 وكنت واحدا من الذين شاركوا فيها وقدمت وزملائي دورا كبيرا نفتخر وأفتخر به، حيث كنت في بؤرة تلك الأحداث، أصنعها كما تصنعني وأؤثر في قراراتها كما أثرت هي في بعد ذلك.
وهل الخط الأدبي الذي اخترته لرواياتك الـ3 يتبع نفس هذا الحس السياسي؟
للكاتب السياسي أيا كان أسرار لا يمكن أن يصرح بها، فليس كل ما يعرف يقال، غير أن الرواية الأدبية للكاتب السياسي يمكن أن يتم اعتبارها متنفسا حقيقيا ليقول ضمن حبكته ما لا يستطيع أن يخطه قلمه في كتاب سياسي صريح ومباشر، لذلك فهي فرصة حقيقية ليتصور القارئ أنها قصص وحكايات من خيال المؤلف وهي في حقيقة الأمر نسج واقع رغم أن الخيال نفسه لم يقترب منها.
هل تقصد أن رواياتك الأدبية تدور حول قصص سياسية حقيقية؟
لا يمكن أن تكون الروايات الأدبية وصفا دقيقا لقصة أو حدث سياسي مباشر، ستظل الكتابة أيا كان نوعها مجرد وجهة نظر لكاتبها والتي تحتمل الخطأ أو الصواب، لكنها على الأقل تحمل لمحة من حقائق وشخوصها يمشون وسط الناس ولم يتم اختلاق معظمهم من الخيال، فما يكتبه أي مؤلف هو عصارة ما شاهده وخبره في حياته، هو توثيق لواقع عاشه ومن أجله رصد خطا دراميا وكتب فيه روايته.
لقد تناولت رواياتي الـ3 المنشورة حتى الآن أساليب أدبية مختلفة، في روايتي الأولى أوشريا أتحدث عن النوبة بداية من عهد بناء السد العالي ومرورًا باستخدام الشفرة النوبية في حرب أكتوبر ومشاركة أبناء النوبة في الأحداث السياسية في العقد الماضي.
أما روايتي الثانية "ملك البورصة" فهي عمل أدبي لمشروع سيناريو كاد أن يتحول إلى فيلم سينمائي لنجم صف أول منذ أكثر من 20 عاما قبل أن تحكم الظروف الإنتاجية عليه وقتها بأن يظل حبيس أدراجي، فقمت بإعادة صياغته كرواية أدبية تتحدث عن قدرة الشباب على صناع المستقبل.
أما روايتي الأخيرة "نادي مركز شباب رونالدو" فهي نبوءة تحققت وكنت كتبتها قبل عام تقريبا متصورا انتقال اللاعب كريستيانو رونالدو للعب في أحد أندية القسم الثاني المصري بعد أن ترك اللعب لفريقه الإنجليزي والتغير الذي يحدث في هذه المدينة المنسية في صعيد مصر نتيجة هذا القرار.
ما خططك المقبلة في مجال تأليف الكتب؟
لدي خطة طموحة أدعوا الله أن يوفقني لإنجازها بإكمال سلسلة تحليل الخطاب السياسي في مصر بعد يناير 2011 وإصدار الأجزاء الجديدة منها في العام الجديد بإذن الله، كما أعمل على إصدار مؤلف جديد عن الإندماج الحزبي في مصر وكتاب عن أوراق جبهة الإنقاذ الوطني في مصر والتي كنت واحدا من قياداتها عام 2012-2013 والانتهاء بمشيئة الله من روايتين أعكف على تأليف فصولها تحمل عنواني "أوراق سرية" و"في أحلامك" تتناول نفس الخط الأدبي السياسي الذي تنتهجه رواياتي.
aXA6IDMuMTM4LjM3LjQzIA==
جزيرة ام اند امز