هشام شعبان: الصعيد مصدر إلهامي.. و"ثور هائج" أحدث أعمالي بمعرض القاهرة للكتاب (حوار)
نشأ في صعيد مصر، ثم دفعته الظروف للدراسة في القاهرة، ليلتحق بجامعة القاهرة العريقة، ومن هناك بدأ يكتشف موهبته.
إنه الكاتب والروائي المصري هشام شعبان الذي يحتفل هذا العام بمرور 10 سنوات على رحلته في عالم الأدب، حيث بدأ الكتابة في عام 2013، وعمره وقتها 21 سنة، من خلال قصص متفرقة نشره في أحد المواقع الإلكترونية، ثم مع بداية عام 2014 جمع هذه القصص ونشرها في كتاب "رجل العباءة".
شعبان بدأ رحلته مع الكتابة من خلال عمله أثناء الدراسة كفرد أمن بمكتبة الجامعة المركزية، ما أفسح المجال أمامه لقراءة عشرات الكتب، التي هضمها ثم تحول إلى الممارسة، عبر كتابة قصص متفرقة، وهي بداية جعلته مقتنعا بأن الكتابة صنعة تحتاج إلى موهبة، فالأخيرة وحدها لا تكفي، بل تتطلب صقلها بقراءات في مختلف المجالات.
شعبان يشارك هذا العام في معرض القاهرة الدولي للكتاب بكتابين جديدين، "العين الإخبارية" حاورته للتعرف على طبيعتهما، وعلى تجربته الأدبية.. فإلى نص الحوار:
* كيف اكتشفت موهبتك في الكتابة الأدبية؟
لقد سبق الكتابة شعور بأنني قادر على الكتابة، أحسست بذلك لأول مرة أثناء دراستي في كلية الإعلام جامعة القاهرة، حيث اضطرتني الظروف للعمل كفرد أمن في المكتبة المركزية بالجامعة، كان ذلك في الفترة الليلية.
طبعا لم يكن هناك لصوصا يستهدفون المكتبة لذا وجدت الفرصة أو الفرصة وجدتني لأقرأ عشرات الكتب على مدار عدة أشهر، قراءة حفزت الموهبة بداخلي، جعلتني أبدأ بكتابة قصص متفرقة جمعتها بعد ذلك في كتاب "رجل العباءة".
* هل الكتابة موهبة فطرية أم من الممكن اكتسابها مع الوقت؟
الكتابة صنعة تحتاج إلى موهبة، فالموهبة وحدها لا تكفي، بل تتطلب صقلها بقراءات في مختلف المجالات، إلى جانب إطلاع دائم على أساليب السرد المتجددة وعلى الأدب في الماضي والحاضر، وفي مصر وخارجها.
وفي اعتقادي إنه لا يمكن اكتساب مهارة الكتابة مع الوقت ودون موهبة، فالموهبة ركن أساسي، بل هي القاعدة التي يبني عليها الكاتب، وعدم وجودها يعني أن إنتاج ذلك الكاتب "ركيك" مثل بناء متصدع.
* هل أثر العمل في الصحافة على موهبتك الأدبية؟
أعتقد ذلك لأن الصحافة والأدب مرتبطان، أحدهما ينقل الخبر بشكل مباشر، والآخر ينقل الخبر على مهل ولا يكتفي بالمعلومة بقدر اهتمامه بسياقات الحدث والجمال في تفاصيله. وربما كثير من التجارب لأدباء كبار أثبتت أنهم استفادوا من كونهم صحفيين بالأساس مثل جابرييل جارسيا ماركيز وغسان كنفاني وإحسان عبد القدوس وغيرهم.
* ما طبيعة الروايات والقصص التي تكتبها؟
أحب كتابة القصص والروايات ذات الطابع الإنساني في قالب اجتماعي وسياسي، وإن جاز لي الحديث عن شيء واحد ثابت ومشترك في معظم ما كتبت فهو الرغبة في الاقتراب أكثر من ذلك الإنسان الذي يلازمه شعور بالضعف والقهر، ذلك الإنسان الحائر والمتردد بين حب الحياة وقسوتها، وبين وحشية الموت ورحابة العالم الآخر.
* ما هي أهم مؤلفاتك؟
صدر لي على مدار 10 سنوات مجموعة من الروايات والقصص أبرزها: "ثلاثة ورابعهم كلبهم- الإفطار الأخير- الحب على ضفاف بحيرة السلاحف- مملكة فسكونيا- أياما معدودات في الجنة".
* هل "رجل العباءة" و"ثلاثة ورابعهم كلبهم" كتابات ذات طابع ديني؟
لا أرى ذلك، ربما اسم العمل يوحي للقارئ أن الرواية أو المجموعة ذات طابع ديني، لكن في ظني أن الدين أحد مكونات الحياة التي نعيشها، ولذلك فهو في أعمالي مكون مهم لا يمكن إغفاله، إلا أننا لو قرأنا بإمعان سنجد أن قصص "رجل العباءة" متنوعة ما بين السياسي والاجتماعي والديني والرومانسي أيضا.
أما رواية "ثلاثة ورابعهم كلبهم" فهي رواية سياسية واجتماعية بالأساس، ربما تتعرض بشكل أو أخر لمعاناة بعض الفئات المجتمعية التي تعتبر أقلية مثل المسيحي والصوفي والنوبي، لكن إن سألتني عن الإشكالات الدينية فهي إشكالات سياسية بالأساس.
* ما جديدك الذي ستطرحه هذا العام في معرض الكتاب؟
في الحقيقة أنا محظوظ لصدور متتاليتين قصصيتين لي في معرض القاهرة هذا العام، الأولى "ثور هائج" وهي مستوحاة من نشأتي في إحدى قرى الصعيد، وقد حاولت من خلالها إبراز الأجواء الروحية والمادية لصبي صغير في الريف، نوادره رفقة والديه، أفراحه وأحزانه، وآماله أيضا.
والمتتالية الثانية هي "الحب على ضفاف بحيرة السلاحف"، وقد واتتني أفكارها خلال رحلتي إلى جورجيا قبل 3 أعوام وحاولت من خلالها مقاومة التغريب والانحياز لاكتشاف الذات، كما نقلت فيها بعضا مما رأيت وتخيلت في مدن جورجيا المختلفة.
* هل تأثير النشأة في صعيد مصر ظاهر فيها أم تجاربك في السفر والتنقل من بلد لبلد؟
حتى الآن وبعد 10 سنوات تقريبا من الكتابة، يمكنني القول بما لا يدع مجالا للشك إن النشأة لها التأثير الأكبر، في أفكار القصص والروايات التي تلح عليّ، وفي البيئة التي اختارها وعادة ما تتصدرها القرية بأجوائها الريفية المذهلة.
* كيف تنظر إلى الجوائز الأدبية التي حصلت عليها؟
حصلت على جائزة إحسان عبد القدوس وجائزة تلك القصص للإبداع، واثنتان من رواياتي تمت ترجمتهما لعدة لغات أجنبية. والجوائز الأدبية في رأيي مهمة لسببين، الأول هو العائد الأدبي والمعنوي، فكثير من القراء حاليا يثقون في العمل الحاصل على جائزة خاصة إن كانت أعماله غير معروفه.
والسبب الثاني هو العائد المادي، فهناك جوائز تمنح عائدا ماديا مجزيا وهذا يساعد في تقليل الضغوط الحياتية على الكاتب كي يصب كل تفكيره وإبداعه في الكتابة.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjE0OCA= جزيرة ام اند امز