جيرمين حافظ: "أكلات لو كارب" يقود زوار معرض "القاهرة للكتاب" لأسرار الرجيم الصحي (حوار)
في عالم يميل إلى المثالية والتنميط، أصبح القوام الممشوق غاية يريد الجميع الوصول إليها، لذا يبحث كثيرون عن نصائح التنحيف.
الدكتورة جيرمين حافظ، أخصائية التغذية المصرية، الحاصلة على الدكتوراه في التغذية العلاجية من جامعة كامبريدج وماجيستير التغذية الصحية من جامعة القاهرة، شاركت العام الماضي في معرض القاهرة للكتاب بأحدث أعمالها وهو كتاب "دكتور كيتو". وقد كررت هذا العام المشاركة بكتاب جديد باسم "أكلات لو كارب".
ويناقش الكتاب أنظمة إنقاص الوزن، وحقيقة عدم وجود تنوع في وجبات الراغبين في خسارة وزن صحي، كما يقدم قائمة متنوعة من أنواع تلك الوجبات التي تحقق الشبع وتؤدي في النهاية إلى خسارة الدهون ونحت الجسم.
"العين الإخبارية" حاولت الدكتورة جيرمين حافظ لتتعرف منها على تفاصيل الكتاب، ورؤيتها العلمية بشأن أنجح أنظمة الدايت والرجيم.. فإلى نص الحوار؟
* بداية.. حديثنا عن كتبك في معرض القاهرة للكتاب هذا العام؟
أشارك هذا العام بكتاب متخصص في مجال التغذية العلاجية يحمل عنوان "أكلات لو كارب .. كيف تنحت جسمك في ثلاثة شهور"، وهو يغطي جانبا هاما من جوانب التغذية لأنظمة إنقاص الوزن، ويهدم ما يردده البعض بجهل عن عدم وجود تنوع في وجبات الراغبين في خسارة وزن صحي، وأقدم فيه قائمة كبيرة ومتنوعة من تلك الوجبات التي تحقق الشبع وتؤدي في النهاية إلى خسارة الدهون ونحت الجسم.
* ماذا يضيف كتاب عن التغذية بعدما كثرت فيه فيديوهات ونصائح على السوشيال ميديا حول أنظمة الرجيم؟
يعاني العالم كله من انتشار مفاهيم خاطئة وممارسات غير صحية في مجال إنقاص الوزن الصحي، ومع الأسف هناك نصائح تصدر عن غير المتخصصين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مستغلين آليات السوشيال ميديا للانتشار، وهو ما أدى إلى انتشار ممارسات خطيرة تؤثر على صحة المتابعين.
وهذه النصائح تؤدي في أغلبها لنتائج عكسية ووخيمة، لذا أحاول في مؤلفاتي العلمية أن أصحح ذلك، وأضع القراء على الطريق الصحيح من خلال الممارسات المجربة المتفقة مع صحيح العلم ومعرفة طريقة عمل أجسامنا مع الطعام وكيفية استخراج الطاقة.
- ما هي الأخطاء الشائعة في نصائح الرجيم المنتشرة عبر السوشيال ميديا؟
يقع غير المتخصصين في خطأ شائع ومتكرر يخدعون به المتابعين، وهو عدم قدرتهم على التفريق بين خسارة الوزن وخسارة الدهون، ففي أي نظام غذائي ناجح يجب التركيز على خسارة الدهون الضارة وعدم تركزها في أماكن غير مستحبة في الجسم مما يؤثر على الحالة الصحية وكذلك النفسية للفرد.
ولأن غير المتخصصين يفسرون مسعاهم بخسارة الوزن فقط بأي طريقة، فهم يلجأون إلى الإفراط في استخدام أدوية التخسيس والحقن، والاعتماد على أنظمة التجويع وعجز السعرات، وينصحون بممارسة الرياضة بدون نظام غذائي صحيح ومتكامل، وكلها أمور تؤدي في النهاية إلى مضاعفات خطيرة وانتكاسات صحية.
* هل حرمان الجسم من بعض العناصر بشكل تام مثل الأرز أو الخبز مفيد لإنقاص الوزن؟
أجسادنا تعودت على استخلاص الطاقة التي تحتاجها من المكونات الكربوهيدراتية التي نعطيها لها وعلى رأسها الأرز والخبز وبهذه الطريقة سيظل الجسم يخزن الدهون ويزيد الوزن.
والطريقة الصحيحة هي وصول الجسم إلى الحالة الكيتونية التي نستبدل فيها تناول الكربوهيدرات بالدهون الصحية ليتحول الجسم إلى حرق الدهون وعدم تخزينها واستبدال الكيتونات بالجلوكوز كمصدر للطاقة، ولذلك فإننا ننصح بالتوقف عن تناول الأرز والخبز لفترة معينة وتبعا لبرنامج غذائي مدروس للوصول إلى نزول صحي وأمن للوزن.
* ما نصائحك لمن يحاول أن يقوم بعمل رجيم؟
يجب في البداية أن يفهم الإنسان كيف يعمل جسده وكيف يتعامل مع الطعام بصفة عامة، فأجسامنا كيفت آلية واضحة لتوفير الطاقة التي نحتاجها للقيام بأنشطتنا اليومية.
وعبر مكونات الطعام التي تعودنا عليها يقوم الجسم بإنتاج الجلوكوز من الكربوهيدرات التي المتواجدة في الطعام، ويخزن الجسم الدهون بشكل كبير في أماكن مختلفة وهو ما يسبب السمنة.
وما أنصح به قرائي ومتابعيني هو إعادة تعويد الجسم على استخدام نوع آخر من الطاقة المنتجة من الدهون نفسها والتي تحول الجسم إلى أداة حرق طبيعية تدخله في الحالة الأيضية بحرق الدهون بدلاً من الكربوهيدرات، مما يؤدي إلى إنقاص وزن صحي.
* كيف يحافظ الإنسان على وزنه؟ وهل هناك وصفة تصلح طوال العمر؟
الأكل الصحي المتوازن والمعرفة بحجم سعراته الحرارية هو أول خطوات محافظة الإنسان على صحته، كما تعد ممارسة الرياضة المناسبة لكل عمر والمتوافقة مع نوعية الطعام عاملا أساسيا ومكملا لضمان قدرة الجسد على أداء وظائفه بكفاءة عالية.
* لماذا زادت معدلات السمنة في الفترة الأخيرة؟
نوعية وأسلوب الحياة التي نتبعها هي المسؤولة في الأساس عن كل العادات الصحية الخاطئة التي تؤدي إلى زيادة السمنة بين جميع الأعمار والمستويات، حتى أصبحت السمنة هي أخطر مرض يهدد البشرية كلها، كما ذكرت منظمة الصحة الدولية.
وليس صحيحا أن السمنة دليل على الغنى، فمعظم حالات السمنة يصاحبها سوء شديد في التغذية وهي ناتجة عن عادات غذائية سلبية مثل انتشار تناول وجبات "الفاست فود" وعدم ممارسة الرياضة وسلسلة من الممارسات والعادات غير الصحية التي يمارسها الأفراد في مجتمعاتنا.
* ما خططك المقبلة في مجال تأليف الكتب؟
خلال دراستي العملية ركزت على حالات السمنة والتخسيس، وقد لاحظت ازديادا مقلقا في حالات السمنة لدى الأطفال وكذلك ازدياد مضطرد في حالات الإصابة بمقاومة الأنسولين الذي اعتبره خطرا كبيرا على صحة الأطفال والإنسان بصفة عامة.
لذلك أعمل الآن على كتاب يركز على تغذية الطفل ومرض مقاومة الأنسولين وكيفية مواجهته عبر أنظمة غذائية معتمدة، وأتمنى أن أقدمه خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب في العام القادم بإذن الله.
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xNjAg جزيرة ام اند امز