"العين" في حوار خاص مع أحمد العامري عشية انطلاق "الشارقة للكتاب"
أكد أن "المعرض منارة المعرفة والعلم ولا رقابة فيه"
مدير معرض الشارقة للكتاب أكد في حديث خاص لـ"العين" أن المعرض الذي ينطلق الثلاثاء أصبح واحدا من المعارض الفارقة في تاريخ الثقافة العربية.
معرض الشارقة الدولي واحداً من أهم ثلاثة معارض للكتب في العالم أجمع، وأحد أهم المشروعات الفكرية لحاكم الشارقة التي أراد منها زرع حب القراءة والمعرفة لدى أبناء الإمارات، من أجل توجيه خطاب ثقافي إماراتي عروبي من الشارقة للعالم.
بتلك العبارات بدأ أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، ومدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، حديثه "للعين" مؤكداً أن معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي ينطلق الثلاثاء أصبح واحداً من المعارض الفارقة في تاريخ الثقافة العربية، ونجح في تحقيق المقاربة والمقارنة مع ما يقابله من معارض دولية لها تاريخ يصل إلى مئات السنين، فالواقف عند الأثر الذي حققه معرض الشارقة الدولي للكتاب، يجد أنه استطاع تقديم صورة مغايرة عن النشر في العالم العربي، واستطاع أن يحقق التواصل المتفاعل بين الكاتب والناشر، والمؤسسات المعنية بالكتاب على نطاق دولي يتجاوز الجغرافيا العربية، وحتى الآسيوية، والشمال الإفريقية، ليصل إلى القارة الأوروبية والأمريكيتين.
- قاطعته بالسؤال حول طبيعة الفوارق بين معرض الشارقة ومثيله في مختلف الدول؟
أجابني دون تردد: قبل أن أجيب على هذا السؤال علينا أن نتأمل اتفاقيات النشر والترجمة التي جرت بين مؤسسات النشر العربي والغربي، ومن هنا أستطيع القول بثقة أن الشارقة قد وفرت البيئة لهذه المؤسسات من أجل التواصل وعقد الصفقات، فالمعرض يستقطب كبار الناشرين في العالم، ويقدم لهم واحدة من الصور الضرورية عن المثقف، والكاتب العربي، من خلال مستويات التنظيم، وحجم العناية، والتنوع في عرض واقع الثقافة العربية، وهو ما جعل من هؤلاء الناشرين أكثر إدراكاً لأهمية ترجمة أعمالهم وتقديمها لهذا المثقف، ما زاد من حركة الترجمة في دولة الإمارات والعالم العربي.
من جانب آخر، حقق معرض الشارقة الدولي للكتاب لحركة النشر والتأليف على صعيد دولة الإمارات، الكثير من الإنجازات، فالمتابع لعدد دور النشر الإماراتية يجد أنها حققت طفرة نوعية، وكمية، خلال الخمسة أعوام الأخيرة، وحقق احتكاكها مع كبار دور النشر العربية والعالمية فرصةً لاكتساب خبرات في الطباعة، والتسويق، والتوزيع.
ليس ذلك فحسب ما يمكن قراءته في تتبع مسارات معارض الكتاب في حضورها الفاعل، إذ تُفعّل المعارض حركة السوق التجارية والاقتصادية، وتحيي النشاط السياحي بكل مستوياته، فمثلما هناك سياحة استجمامية، وسياحة علاجية، أنتجت معارض الكتب الكبرى ما يمكن وصفه بـ"السياحة الثقافية"، إذ يتوافد القراء إلى الدولة المنظمة للمعارض، ويقيمون فيها خلال فترة المعرض، لتحقق أعلى مستويات الاستفادة الثقافية مما تقدمه المعارض سواءً من الندوات، أو عروض الكتب، أو الأمسيات، أو غيرها من الفعاليات.
العامري أضاف "في النهاية أقول إنه لا يمكن الاكتفاء بالنظر إلى الإنجازات الراهنة لمعرض الشارقة الدولي الكتاب فحسب، ولكن المؤكد أن العقود المقبلة والسنين، ستكرسه كواحد من الشواهد الحضارية التي تقدّم صورة الشارقة، والإمارات لسائر ثقافات العالم".
- لديكم حرصاً شديداً على المشاركة في المعارض الخارجية الدولية، لماذا؟
العامري: بالفعل مشاركاتنا في المعارض العالمية يجعلنا أكثر استفادة وخبرة، بل يسهم في تكوين علاقات جيدة، نحن نشارك في أكثر من 37 معرضاً خارجياً، ومنذ عام 2009 وصل نمو المشاركات الأجنبية من 15% إلى 45% اليوم.
ونحن ننتهج سياسة التواصل والحوار مع مختلف دور النشر والمثقفين والأدباء، ليس على المستوى المحلي والعربي فحسب، بل على المستوى العالمي، ولدينا علاقات متينة تستند إلى مكانة إمارة الشارقة، ومكانة معرض الشارقة الدولي للكتاب وسمعته التي تحققت طوال السنوات الماضية، وما أريد أن أؤكد عليه أننا لا نسعى من خلال مشاركاتنا الخارجية في معارض الكتب والملتقيات الدولية إلى الترويج للمعرض وللشارقة كونها عاصمة للثقافة والنشر في الشرق الأوسط فحسب، بل إننا نحمل رسالة صاحب السمو حاكم الشارقة من الإمارة الباسمة إلى العالم، والمتمثلة في نشر الثقافة العربية وثقافة الدين الإسلامي السمح، دين الرحمة والحوار والتعارف.
- إلى أي مدى حققت زيارتكم لمعرض فرانكفورت الأهداف المرجوة منها؟
العامري: لا شك أن حضورنا كان جيداً ومثمراً وقوياً، حيث تقدمت الكثير من دور النشر بطلبات للمشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب للسنوات المقبلة، بجانب تعزيز الصورة الإيجابية التي قدمتها الشارقة لمجمل الثقافات المشاركة في المعرض، فاليوم يعد معرض الشارقة الدولي للكتاب سفيراً ثقافياً لمجمل الثقافة العربية.
- الرقابة على الكتب المشاركة هل لها موقعاً من الإعراب في المعرض؟
العامري: لا توجد رقابة على معرض الشارقة الدولي للكتاب، ولا توجد أيضاً رقابة جمركية على شحنات الكتب القادمة من مختلف بلدان العالم، حيث تفك الأختام عن الصناديق على أرض المعرض بيد الناشرين، مشيراً إلى أن ذلك يأتي بتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، الذي أطلق مقولته الشهيرة: "نحن نواجه الفكر الظلامي بالفكر المستنير".
- د.غسان سلامة شخصية العام الثقافية لهذا العام، هل لي أن أقترب من تفاصيل هذا الاختيار؟
العامري: وزير الثقافة اللبناني السابق والأكاديمي المتميز شخصية تستحق التكريم، لذا قامت الدورة 35 من المعرض باختياره تقديراً لما تحفل به سيرته المهنية من تجارب وخبرات أثرت الحياة الأكاديمية، وشكلت إضافة مهمة للمشهد الثقافي العربي من خلال مؤلفاته الفكرية ونشاطاته المرتبطة بالشأن الثقافي واهتمامه بالقضايا العربية.
والحقيقة أن سيرة غسان سلامة تشهد الكثير من المنجزات الكبيرة في تاريخ المنطقة خلال العقود الخمسة الأخيرة، إذ رسمت منحنىً لافتاً، فمن لبنان وزيراً للثقافة إلى العراق مبعوثاً دولياً وصولاً إلى أروقة الأمم المتحدة مستشاراً رفيعاً ثم إلى الجامعة الفرنسية أستاذاً للعلوم السياسية.
- وماذا عن اختيار منظمة اليونيسكو لتكون ضيف الشرف؟
العامري: استضافتها تكريساً للدور الذي استطاعت تحقيقه منذ تأسيسها حتى اليوم، وستتضمن مشاركة اليونيسكو العديد من المفاجآت، حيث ستطلق المنظمة للمرة الأولى ومن الشارقة كتاباً مهماً بدأ العمل عليه منذ 10 سنوات، ويأتي في عدد من المجلدات، ويتناول قضايا تتعلق بالشأن العربي.
- من الواضح أن جمهور المعرض سيشهد العديد من الفعاليات خاصة تلك التي ستعقد في المقهى الثقافي.
العامري: بالفعل لدينا أكثر من 1417 فعالية بحضور 235 ضيفاً مشاركاً، مقسمة على المحاور الثابتة التي تسير عليها رؤية المعرض، حيث يشتمل برنامج الفعاليات الثقافية على 167 فعالية بحضور 121 ضيفاً، وبمشاركة 29 دولة، وتجمع فعاليات المقهى الثقافي أكثر من 33 فعالية بحضور 39 ضيفاً وبمشاركة 11 دولة.
أما برنامج فعاليات الطفل فيتضمن 1076 فعالية بحضور 54 ضيفاً وبمشاركة 19 دولة، أبرزها "سيرك بكين"، والعرض الموسيقي التعليمي "سمسم"، والعرض المسرحي "عائلة آدم"، والفقرات الترفيهية مع "الساحر الرقمي"، إضافة إلى سلسلة المغنين المستضافين والموزعين على برنامج فعاليات الأطفال، أبرزهم "راما رباط"، وفرقة بريان هول العالمية.
إلى جانب ذلك يخصص المعرض ضمن برنامجه فعاليات ركن الطهي، التي تنظم 76 فعالية بحضور 14 ضيفاً وبمشاركة 10 دول.
وأبرز المشاركين في ركن الطهي هذا العام هنريتا إنمان من المملكة المتحدة، وسارة الحمد من دولة الكويت، وبراديب من الهند، وموريتا ليت من البرازيل.
وهذا ما يدفعني أن أختم حديثي بالقول: "إن معرض الشارقة الدولي للكتاب، أصبح منارة معرفة وعلم، يفتح أمامنا آفاقاً واسعة للفكر".