"المؤلف الغامض" فكرى فيصل لـ"العين الإخبارية": روايتي الجديدة تركز على "الجوانية" (حوار)
الكاتب الروائي فكرى فيصل يهوى الغموض والابتعاد عن الأنظار بقدر مؤلفاته التي تتسم بالغموض ولا يعشق التقاط الصور، بعكس نظرائه من مؤلفي الكتب الذين يلبون رغبة معجبيهم بالتصوير معهم والتوقيع على النسخ التي اشتروها.
فكري فيصل الذي بدأ الكتابة منذ كان في الصف الثالث الابتدائي، يعد حالة إبداعية مختلفة، ويشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام برواية "قصة غرناطة".
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع الكاتب فكري فيصل، الذي يرفض التقاط صور شخصية له، مبررا ذلك بأنه يريد أن يرتبط قراءه بكتاباته لا بشخصه، وأن كتبه هي صورته التي يفضل تقديمها للقراء.
وإلى نص الحوار:
في البداية.. من هو فكرى فيصل من وجهة نظر فكري فيصل؟
أنا إنسان باحث عن الحرية، يرى نفسه طائرا يطير نحو السماء.. يعبر.. يضرب بجناحيه بين السماء والأرض.. أنا إنسان آخر على هذه الأرض.
ما نوع روايتك الجديدة المقرر طرحها في معرض القاهرة للكتاب؟
أطرح رواية "قصة غرناطة" خلال المعرض، وهي تعد قصتنا جميعا، فلكل منا غرناطته.. البطل فى قصة غرناطة هو الإنسان، هو الباحث عن شىءٍ لا يدركه، أو هو المتعب الذى غلبه التعب وأنهكه المسير، ويمكنك أن تكون موضع أي شخص من شخصيات قصة غرناطة.. هى ثرية بشخصياتها، والبطل هو الإنسان.
وفي "قصة غرناطة" أكرس لنوع جديد من الرواية هو "الرواية التجريدية"، وهي قائمة على تجريد البطل ممن حوله والتركيز على "الجوانية"،حيث في نفوس البشر إجابة كل سؤال.
ما قصتك مع التاريخ؟
التاريخ معلم، ورفيق طريق، فطوال حياتي كنت أقرأ فيه وأستلهم منه العِبَر.. والتاريخ قصة، رواية ممتعة، كلما اغترفت منه أردت المزيد.. هو وجبة شهية، وفيه تجد كل إجابة.
فى روايتى الأخيرة مثلا "قصة غرناطة"، البطل فقيه وكاتب وفيلسوف غرناطى بعد 100 عام من سقوطها، رحل مع قرار طرد المورسكيين (المسلمون الذين بقوا في الأندلس تحت الحكم المسيحي بعد سقوط الحكم الإسلامي للأندلس وأجبروا على اعتناق المسيحية) فى 1609،ويتذكر أيامه الماضية.
ما رؤيتك للكتابة التاريخية؟
الكتابة التاريخية منهكة.. لدي رواية قرأت لها 7000 آلاف صفحة لأتمها. واليوم قصة غرناطة.. لدي مكتبة موريسكية ضخمة تحتوي على عشرات الكتب عن سقوط غرناطة وثورات الأندلس ونمط عيشه وحياته.
ما رأيك فى ارتفاع تكاليف الطباعة وتأثيراتها المحتملة؟
الكتاب حقيقة مجردة وواقعة، لا يمكن للكتاب أن يغادر حياة الإنسان، فلطالما كان رفيقه طوال حياته.
أعظم اكتشافات البشر واختراعاتهم كانت العجلة والنار واللغة، وربما يصعد نجم الكتاب الإلكترونى؛ لكن الكتاب الورقي سيظل الحصان الأسود.
بماذا تنصح شباب الأدباء؟
أنصحهم بالتروي وعدم التعجل، المهم أن تكتب وليس المهم أن تنشر، والأهم أن تجيد ما تكتب وليس أن تكتب وفقط.
أخبرت صديقا يوما "إذا لم تشعر بكل حرف تكتبه فلا تكتب".. المشكلة أن هناك "هوجة" روائية ظهرت من عباءة الزميل الراحل أحمد خالد توفيق، تتحدث عن الأشباح والأرواح والبيوت المسكونة.
أين أنت من الجوائز الأدبية؟
نسيت الجوائز منذ زمن ولم أعد أتقدم لها.. وشعاري: دعها تأتي إليك.
كيف تقيم الأدب العالمى في هذا العقد؟
الأدب هو الحكاية والأديب هو الراوى. وننتظر كل يوم راوياً مبدعاً، وباستثناء المشاهير مثل الحكّاءة إيزابيل أيندى وامتاع باولو كويلو فإننا نفتقد زمن العظماء، ولكن يطفو أدب جديد أسميه أدب "البهرجة" حيث الغرائب والفانتازيا.
هناك كاتبة إسبانية جديدة كتبت ثلاثية "بازتان"، وهى ثلاثية بوليسية مشوقة على خلفية تاريخية وحولت لثلاثة أفلام ممتعة؛ لكني أظنها لن تكتب مرة أخرى. أو لن تكتب مثلها.
من الأديب العربي الذي ترى أنه لم يأخذ حقه؟
السوداني "حمور زيادة"، فأنا أعتبر روايته شوق الدرويش إحدى أفضل 20 عملاً روائياً معاصراً وهى جذابة جداً ومشوقة.
aXA6IDE4LjExOS4xMjQuNTIg جزيرة ام اند امز