عامل بناء.. مفتاح ترامب للسيطرة على غرينلاند
أصبح تجنيد شخصيات غير متوقعة واحدا من العلامات التجارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومن بين جميع رجال ترامب فقد يكون الأكثر جنونًا هو سفيره الجديد غير الرسمي في القطب الشمالي يورغن بواسن الملاكم السابق وعامل البناء الذي يعتبره كثيرون مفتاح الرئيس الأمريكي لتحقيق طموحه بالسيطرة على غرينلاند، لجعلها جزءا من "أمريكا الجديدة العظيمة".
وحتى يناير/كانون الثاني الجاري، لم يكن بواسن (50 عاما) معروفا خارج نوك، عاصمة غرينلاند حيث يعيش في مقصورة تشبه حاوية الشحن مليئة بصور ترامب والتذكارات التي جمعها في رحلاته إلى الولايات المتحدة التي أحبها منذ صباه بسبب أفلام هوليوود.
لكن قبل أسبوع، تحولت حياة بواسن الذي سافر هو وزوجته أنيت على متن طائرة أنيقة إلى ولاية فلوريدا الأمريكية ثم إلى واشنطن العاصمة على نفقة "أمريكا أولا" وهي منظمة محافظة جديدة يديرها مفوض القطب الشمالي السابق لترامب، توم دانس وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وفي الولايات المتحدة، تم تكريم بوآسن في حفلات تنصيب رفيعة المستوى، واختلط بأعضاء الكونغرس الجمهوريين، كما أنه شاهد حفل تنصيب ترامب يوم الإثنين الماضي من مقعد كبار الشخصيات في حين يتوقع أن تتوح رحلته بزيارة إلى البيت الأبيض.
ويحظى بواسن حاليا بمكانة بين الشخصيات المؤثرة في الإدارة الأمريكية الجديدة، بما في ذلك علاقته بنجل الرئيس دونالد ترامب جونيور الذي زار مؤخرا غرينلاند والتقى معه.
وفي تصريحات لـ"ديلي ميل"، قال بواسن وهو يشعر بالفخر وعدم التصديق: "الجميع هنا يعرفونني ويريدون التقاط صورهم معي". وأضاف أن "معسكر ترامب" يطلقون عليه لقب "بطل الشعب" ويقولون إنه "الرجل الذي سيغير مستقبل غرينلاند".
ومن بين المعجبين الجدد ببواسن، هناك نايجل فاراج زعيم حزب الإصلاح البريطاني الذي التقى به عندما دعاه فريق ترامب للتحدث معهم خلال الحملة الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ولاحقا قال فاراج إن بواسن "شخصية عظيمة".
وبرز بواسن في الوقت الذي أطلق فيه ترامب مناورته الجريئة في غرينلاند، حتى إنه رفض استبعاد استخدام القوة للاستيلاء على أكبر جزيرة في العالم نظرا لأهميتها الاستراتيجية وثروة المعادن النادرة التي تكمن تحت الغطاء الجليدي الضخم الذي يغطي 80% من مساحة اليابسة، لذا فإن الرئيس الأمريكي عازم على الاستيلاء على غرينلاند قبل الصين أو روسيا.
وفي حين يريد معظم سكان غرينلاند التخلص من حكامهم الدنماركيين المكروهين، فإن الاستقلال الكامل هو هدفهم. وعلى الرغم من أن بواسن يقول إنه قد يترشح لبرلمان غرينلاند في الانتخابات العامة المقررة هذا الربيع على بطاقة مؤيدة لترامب، إلا أنه يشاركهم رغبتهم في الحرية.
وكشخص براغماتي، يعتقد بواسن أن بلاده، التي يبلغ حجمها 10 أضعاف حجم بريطانيا، لكن يبلغ عدد سكانها 57 ألف نسمة فقط، ستكافح من أجل البقاء بدون مساعدات خارجية حيث تدعمها الدنمارك بمنحة سنوية تبلغ 450 مليون جنيه إسترليني.
ويعتقد بواسن أن غرينلاند ستكون أكثر أمانًا إذا دافع عنها البنتاغون بدلاً من الدنماركيين، بفرقاطاتهم ودوريات الزلاجات التي تجرها الكلاب.
ومنذ 2020، استخدم بواسن وسائل التواصل الاجتماعي، للدعوة إلى علاقات أوثق مع الولايات المتحدة بدلاً من الدنمارك، بالتزامن مع إعلان ترامب لأول مرة عن طموحاته بشأن غرينلاند.
وسخر مواطنو غرينلاند من بواسن حتى إن البعض وصفه بـ«الخائن»، لكنّ معسكر ترامب لم ينس أبدًا هذا المواطن الجريء فلجأ إليه الآن ليصبح سفيرهم الفعلي على الأرض، على أمل كسب القلوب والعقول في الجزيرة.
ويعتقد توم دانز، الخبير في شؤون القطب الشمالي، أن بواسن وهو بالضبط نوع المنبوذين الكاريزماتيين الذين يعجب بهم ترامب قد يكون الرجل المناسب لبدء الحريق.
وقال: "يورغن زعيم في مجتمع صغير، لكنه كان مؤيدا صريحا لترامب لسنوات، لذا فهو يتمتع بشهرة كبيرة ويحمل قدرا كبيرا من النفوذ في غرينلاند" مضيفا أن "مستقبل غرينلاند يعتمد على سكان غرينلاند.. وترامب على دراية تامة به وبالعمل الذي يقوم به".
وفي نوك، لا يتحدث الجميع عن بواسن بمثل هذه العبارات المتوهجة، فقال أحد الأساتذة إنه "لا يتمتع بالشرعية ويسخر منه العديد من سكان غرينلاند".
وفي وقت سابق من الشهر، عندما زار نجل ترامب دونالد جونيور في نوك بحملة دعائية استمرت 4 ساعات، كان بواسن هو الرجل الرئيسي الذي أرشدهم إلى أفضل مواقع التقاط الصور وساعد في جمع حوالي 50 من السكان المحليين، تم منحهم قبعات بيسبول حمراء مزينة بشعار "اجعل أمريكا عظيمة مجددا" مع دعوة لتناول الغداء في فندق فاخر.
وزعمت هيئة الإذاعة العامة الدنماركية، أن المؤيدين المفترضين حصلوا على رشاوى نقدية وهو ما ينفيه فريق ترامب، لكن بعد بضعة أيام، ظهرت مجموعة من المؤثرين الأمريكيين المؤيدين للرئيس في شوارع غرينلاند لتوزيع أوراق نقدية من فئة 100 دولار على المارة الشباب مقابل ارتداء قبعات "ماغا" والتحديق في الكاميرا، وتكرار "رسالة" مكتوبة إلى ترامب مفادها "اشترِ غرينلاند! لا مزيد من الدنمارك! نحن نكره الشعب الدنماركي!"
ولا أحد يعتقد أن ترامب سيغزو الجزيرة فعلا، لكنّ البعض يعتقدون أنه من المعقول أن يحاول صانع الصفقات العظيم المساومة مع الدنماركيين، وأنهم قد يستسلمون للإغراء.
aXA6IDE4LjIyMi4xMDIuNzEg جزيرة ام اند امز