أحمد جنتي رئيسا لـ"خبراء القيادة".. قرار إيران بقبضة المتشددين
عشية عيد ميلاده الـ97، أعيد انتخاب رجل الدين المتشدد أحمد جنتي رئيساً لمجلس خبراء القيادة، الهيئة الأساسية بالنظام الإيراني.
وبحسب مراسلة "العين الإخبارية"، أعيد انتخاب جنتي، اليوم الثلاثاء، بافتتاح الاجتماع الحادي عشر للمجلس في دورته الخامسة.
ووفق النظام الداخلي لمجلس خبراء القيادة، يتم إجراء انتخابات هيئة الرئاسة واللجان المنبثقة عن مجلس خبراء القيادة كل عامين.
ونظرا لكبر سنه، فإن مناصب أحمد جنتي الحكومية أصبحت مصدر دعابة وسخرية لكثير من الإيرانيين، بسبب مسؤولياته منذ ما يسمى ثورة عام 1979.
كما تم انتخاب الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي وهاشم حسيني بوشهري كنائبين أول وثان لرئيس مجلس خبراء القيادة.
فيما أعيد انتخاب أحمد خاتمي وعباس الكعبي، في انتخابات الدورة الخامسة لمجلس خبراء القيادة، أمينين لمجلس الإدارة.
ضد السن
وتظهر نتائج انتخابات مجلس القيادة في الفترة الخامسة أن الحكومة تستعد لمرحلة ما بعد وفاة المرشد علي خامنئي.
وحتى الآن، كان محمد علي مهدي كرماني النائب الأول لرئيس مجلس خبراء القيادة، ولكن الآن تولى إبراهيم رئيسي هذا المنصب، فيما يتولى أحمد جنتي منصب رئيس مجلس خبراء القيادة منذ يونيو/ حزيران 2016، وبقي في هذا المنصب منذ ذلك التاريخ.
وتأتي إعادة انتخاب أحمد جنتي رئيساً لمجلس الخبراء القياديين في وقت بلغ فيه من العمر السابعة والتسعين من عمره وعجز عن القيام بالعديد من الواجبات بسبب تقدمه في السن.
ومع ذلك، بالإضافة إلى كونه رئيس مجلس خبراء القيادة، فهو أيضًا أمين سر مجلس صيانة الدستور الذي يشرف على الانتخابات البرلمانية والرئاسية وتدقيق أهلية المرشحين.
وأحمد جنتي هو أول إمام مؤقت لصلاة الجمعة في طهران، عينه علي خامنئي، الذي تسلم مرسومه في أبريل/ نيسان 1991، لكن في السنوات الأخيرة، لم يتمكن بسبب تقدمه في السن، من أن يكون له حضور بارز في صلاة الجمعة.
واعترف جنتي الذي شغل سابقا منصب سكرتير مجلس صيانة الدستور، في مقابلة صحفية، أن "سر طول عمره في هذا المنصب هو اتباعه وإطاعته لأوامر (المرشد) علي خامنئي".
من جانبه، علق موقع "سحام نيوز" الإصلاحي على إعادة تعيين جنتي رئيساً لمجلس خبراء القيادة، معتبرا أن ذلك يؤكد رغبته في البقاء بالسلطة رغم تقدمه في السن، ما يشكل مصدر دعابة لكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وعامة الناس.
وأحمد جنتي هو من أشد المقربين من خامنئي، ومنذ مارس/آذار 2020، تم إدراجه في قائمة عقوبات الولايات المتحدة الأمريكية بسبب "عرقلة إجراء انتخابات حرة في إيران".
وأضاف الموقع أن "الإبقاء على أحمد جنتي في منصب أمين سر مجلس صيانة الدستور ورئيس مجلس الخبراء القياديين يكشف حقيقة أن المناصب المهمة في إيران، والتي تلعب أيضًا دورًا في تحديد قائد المستقبل، تظل حكرًا على الدائرة الأولى المقربة من خامنئي".
مجلس القيادة
وبحسب الدستور الإيراني، يكون اختيار المرشد ومراقبة أدائه من واجبات مجلس خبراء القيادة المكون من 88 شخصاً من رجال الدين ممن حصلوا على رتبة الاجتهاد الديني "آية الله".
وتجري انتخاباته كل 8 سنوات، بالاقتراع السري المباشر من بين المرشحين المعتمدين بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل المرشد الأعلى.
إلا أن أداء هذه المؤسسة خلال السنوات الماضية أظهر أن أعضاء هذا المجلس ليس لديهم وجهة نظر رقابية على أداء القائد (خامنئي)، لكنهم يعتبرون أنفسهم ملزمين بطاعته.
ويعد جنتي أكثر مسؤول في إيران عرضة للانتقادات من قبل الأحزاب والقوى السياسية المختلفة بسبب إقصاء التيار الإصلاحي والمعتدلين عن سباق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخير، وفسح المجال للتيار المتشدد للاستحواذ على المناصب المهمة في إيران.