إيران تحتمي بالأوروبيين عشية قرار ترامب "النووي"
ترامب سيتخذ قراره النهائي بشأن تجديد العقوبات على إيران قبل غد الجمعة
عشية إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن كان سيعيد فرض عقوبات على طهران، رُفعت بموجب الاتفاق النووي، أم لا، جاءت زيارة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلى بروكسل.
وتظهر الزيارة كيف أن الملالي لا حيلة لهم سوى الاحتماء بالأوروبيين، رغم أن النظام الإيراني لا يتوقف عن "شيطنتهم" في خطبه الرسمية.
ووسط انتقادات ترامب للاتفاق النووي، الذي أبرمه سلفه باراك أوباما، تفيد تسريبات أنه عازم على إعادة فرض العقوبات، وإن كان قراره النهائي لم يُتخذ بعد، في انتظار سلسلة من نصائح مساعديه.
عند بدء ولاية ترامب مطلع العام الماضي، كانت إيران تشكك في تهديده بإلغاء الاتفاق ما لم يُطرح للتعديل، بوصفه لا يعطي ضمانات كافية لكف طهران عن طموحها النووي.
وما عزز ذلك أن الرئيس الأمريكي صادق مرتين، خلال العام الماضي، على "التزام" طهران ببنود الاتفاق، إذ ينبغي عليه إبلاغ الكونجرس كل ثلاثة أشهر إن كانت إيران ملتزمة بتنفيذ بنود الاتفاق.
لكن في المرة الثانية، قال ترامب بعد مصادقته ""لو عاد الأمر لي، لكنت قد اعتبرت أن إيران لا تتقيد بالشروط منذ 180 يوما".
وبالفعل، رفض ترامب، في أكتوبر/ تشرين الأول، المصادقة على إلتزام إيران، ضمن إعلان استراتيجية جديدة "أشد حزما" ضد نظام ولاية الفقيه.
وبقراراه، منح الرئيس الكونجرس مهلة من 60 يوما، ليُقرر إن كان سيعيد فرض العقوبات التي رُفعت بموجب الاتفاق أم لا، لكن المشرعين آثروا عدم اتخاذ قرار، معيدين بذلك الأمر إلى ترامب.
وفيما نصت الإستراتيجية الجديدة على عقوبات ضد الحرس الثوري، حذر المرشد الأعلى، علي خامنئي، من أن بلاده "ستتوقف عن تنفيذ الاتفاق، إذا أعيد فرض أي عقوبات".
لكن تعويل طهران الرئيس كان على معارضة الأوربيين لمساعي ترامب، لا سيما بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الذين يمثلون بجانب واشنطن وموسكو وبكين مجموعة (5+1)، الطرف الثاني في الاتفاق.
ويتجلى ذلك في مغازلة الرئيس الإيراني حسن روحاني للأوروبيين، عندما رفض ترامب تجديد مصادقته، بقوله "لا يمكن لرئيس إلغاء اتفاق دولي. إيران ستواصل احترام التزاماتها بموجب الاتفاق".
وتزامن تصريح روحاني مع دعوة زعماء بريطانيا وألمانيا وفرنسا لواشنطن "الأخذ في الاعتبار العواقب التي ستمس أمن الولايات المتحدة وحلفائها، قبل اتخاذ أي خطوات قد تقوّض الاتفاق النووي، مثل إعادة فرض العقوبات التي رفعت بموجبه".
لكن القادة الثلاثة، أعلنوا في بيان مشترك، تفهمهم للمخاطر التي قال الرئيس الأمريكي إنها دفعته لقراره، وهي أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، مثل برنامجها الصاروخي، بوصفه "تحايلا" على الاتفاق.
وجاء في البيان المشترك "نحن مستعدون لاتخاذ إجراءات أخرى مناسبة، لمعالجة تلك القضايا، بتعاون وثيق مع الولايات المتحدة وكل الشركاء المعنيين".
ولاحقا تجسّد هذا الاستعداد في تصريحات القادة الأوروبيين المنددة بسلوك طهران العدائي في المنطقة، وكان آخرها دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إيران لأن تكون "أقل عدوانية في الشرق الاوسط".
ومع أن الكتلة الأوروبية لا تزال متحمسة للاتفاق النووي، إلا أن تنديدهم بأنشطة طهران التخريبية ستخيم على لقاء ظريف نظراءه من فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بروكسل، اليوم الخميس.
ويرجح مراقبون أن الاجتماع الذي ستحضره أيضا، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغريني، أفضل فرصة للأوروبيين لجعل تأييدهم للاتفاق، مقابلا لتحجيم طهران لخططها التوسعية.
وما يعزز ذلك، أن طهران تدرك أن دعم بكين، وموسكو التي زارها ظريف قبيل وصوله بروكسل، لا يكفي، وأنها في حاجة ملحة للدعم الأوروبي، للحيلولة دون فرض عقوبات أمريكية تحظر صادراتها النفطية التي تمثل عصب اقتصادها.
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4yOCA=
جزيرة ام اند امز