بدأت الحرب من دول التحالف «كرد فعل» على استيلاء مليشيا الحوثيين المذهبية المدعومة من إيران على الشرعية في اليمن.
لماذا تحارب دول التحالف العربي تلك الحرب المكلفة في اليمن؟ سؤال مباشر يحتاج إلى إجابة صريحة ومباشرة يمكن أن توضح لبعض القطاعات من الرأي العام الذين قد تنقصهم المعلومات أو خلفيات التاريخ أو -للأسف- تنقصهم شجاعة مواجهة الأخطار واختيار «الحل الأسهل» وهو اللامبالاة!
نقول لمن لا يفهم مخاطر سقوط اليمن -لا قدر الله- في يد قوى صاحبة مشروع غير عربي؛ إن ثروة نفط العرب وتجارته وقبل ذلك كله سيادته الوطنية ستكون تحت حذاء مشروع عنصري تدميري
بدأت الحرب من دول التحالف «كرد فعل» على استيلاء مليشيا الحوثيين المذهبية المدعومة من إيران على الشرعية في اليمن، بهدف إقامة إمارة شيعية تابعة لطهران تجعل من حدود اليمن مع جيرانها خط انقضاض أول على الرياض وأبوظبي ليعيد مشروع نشر نظام ولاية الفقيه في المنطقة.
إذن التحالف العربي حارب كرد فعل وليس بهدف العدوان أو السيطرة، وبهدف حماية الأرض والحدود والشعب والثروات من حرب الوكلاء الإيرانيين ضد قوى الاعتدال العربي.
إذن نحن أمام حرب طرفها الأول نظام عنصري قبلي مذهبي عميل يدعو إلى التطرف والهيمنة، في مقابل تحالف عربي معتدل يسعى إلى الاستقلال والتنمية والرفاهية داخل حدود الدولة الوطنية، إذن المعادلة على النحو التالي:
أ- تطرف مذهبي مقابل تسامح ديني.
ب- مشروع احتلال وانقضاض على الحدود المستقرة للدول، مقابل مشروع يحترم حدود وسيادة الدول.
جـ- مشروع خلافة الولي الفقيه، مقابل مشروع علاقات الدول القائمة على احترام كل طرف لاختيارات ومعتقدات واجتهادات الآخر، ما دامت ملتزمة بالقوانين والمواثيق الدولية.
د- مشروع لتفجير المنطقة بإثارة نعرات طائفية ومذهبية وقبلية وعنصرية، مقابل من يسعى للنقاش والتعاون والتنمية وفق مبادئ الحفاظ على مصالح الدولة الوطنية وعدم التدخل في شؤون الغير.
والآن يبدو أن إيران مصابة بحالة من الثأر السياسي، لذلك هي تثأر من واشنطن التي فرضت عقوبات صارمة عليها منذ الرابع من هذا الشهر، لتحويل حياة الناس في اليمن والعراق ولبنان إلى جحيم، من تصعيد عسكري في اليمن وعرقلة الحكومة في لبنان، وإثارة المعارك السياسية داخل الحكومة في العراق.
إيران تريد أن ترسل رسالة واضحة للأمريكان؛ إذا كنتم قادرين على معاقبتنا مباشرة فنحن لن نعاقبكم مباشرة، ولكن بطريق غير مباشر عبر أصدقائكم في المنطقة.
إيران تريد أن تخلق حالة من «الصداع الاستراتيجي» القائم على تصعيد الصراع في ملفات المنطقة الحساسة.
والآن تدور «أم المعارك» في مدينة الحديدة الاستراتيجية التي تمثل آخر الموانئ التي تستطيع إيران من خلالها إرسال شحنات السلاح والخبراء إلى الحوثيين.
ويسعى الحوثيون للاستمرار في الاحتفاظ بهذه المدينة بهدف عرقلة وصول المساعدات الإنسانية للسكان، واستخدام سكانها كورقة ضغط على الجنوب اليمني.
نقول لمن لا يفهم مخاطر سقوط اليمن -لا قدر الله- في يد قوى صاحبة مشروع غير عربي؛ إن ثروة نفط العرب وتجارته وقبل ذلك كله سيادته الوطنية ستكون تحت حذاء مشروع عنصري تدميري.
نقلا عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة