يكفي أن يرى عاقل أو مواطن عادي "إماما" إيرانيا يلوح ويهدد بأن بإمكان إيران تدمير كل دول المنطقة بعدد قليل من الصواريخ.
نحتاج إلى محكمة دولية ضد كل متطرف يحرض على الإرهاب بالمال أو السلاح أو عبر التوجيه الفكري عبر مختلف الوسائل.
المضحك المبكي أن ممثل مرشد النظام الإيراني في محافظة خراسان الرضوية نسي في غمرة حماسه أن قطر هي من أقرب الحلفاء لحكومة بلاده في الوقت الراهن، وأدخلها في قائمة الدول التي يريد أن تستهدفها بلاده و"تدمرها في أقل من ساعة"
حاجة الإنسان للدين ومنذ الأزل جاءت في نطاق حاجته إلى السلام والأمن والحب والخير له ولكوكب الأرض بكل كائناته، لكن ما نراه اليوم في العالم انتشار الكره والحقد بين الديانات، خاصة انتشار الإسلاموفوبيا التي لم توجد من فراغ.
يكفي أن يرى عاقل أو مواطن عادي "إماما" إيرانيا يلوح ويهدد بأن بإمكان إيران تدمير كل دول المنطقة بعدد قليل من الصواريخ إذا تم فرض العقوبات الاقتصادية عليها، وأن بلاده ستغلق مضيق الهرمز، وتحتجز ناقلات النفط السعودية الني تمر عبره يوميا، والأدهى والأمر أن "فضيلة الإمام" عزز رأيه بمقال كتبه عالم إيراني ومختص عسكري.
والمضحك المبكي أن ممثل مرشد النظام الإيراني في محافظة خراسان الرضوية نسي في غمرة حماسه أن قطر هي من أقرب الحلفاء لحكومة بلاده في الوقت الراهن، وأدخلها في قائمة الدول التي يريد أن تستهدفها بلاده و"تدمرها في أقل من ساعة"، فبالنسبة لأصحاب العمائم في إيران التفرقة طائفية عميقة وستبقى ولن تغيرها التحالفات ولا المصالح السياسية.
والمؤلم في الأمر أن النظام القطري وضع يده في يد "الشيطان" الذي يهدد بتدمير دولته وشعبه ببضع صواريخ من على المنابر، بسبب التعنت والكبر ، على الرغم من أن مثل هذه الرسالة من المفترض أن تحفز نظام الحمدين على الصحوة والانتباه إلى أن مصلحته مع أشقائه وجيرانه، وأن الإيرانيين فقط يمتصون أمواله كما يفعل الأتراك وسيرمونه قريبا إذا وجدوا ثمنا أفضل، أو في حال استنفاد الخزينة القطرية التي لن يطول بها المدى إذا واصلت بعثرة أموال شعبها على الإرهابيين ودعمهم بالسلاح في مناطق الحرب مثل ليبيا وسوريا، والنهب التركي الذي جعل من قطر محمية تركية وستنتهي إلى مستعمرة قريبا قد يتحارب الفرس والعجم عليها.
وما يثير الانتباه والتساؤل في مثل هذه الحالات أن المسألة والأزمة التي تمر بها إيران منذ عشرات السنين هي بسبب تعنتها السياسي، وأخطارها العسكرية على المنطقة، فلماذا تستعمل المنابر لتمرير رسائلها؟
الأكيد أن الحكومة الإيرانية المتمردة على القوانين الدولية، التي تخترقها في كل يوم عبر دعم المتمردين والمعارضين، ولنا أمثلة كثيرة على ذلك بين العراق وسوريا والبحرين واليمن، لكن استراتيجية إيران ومنذ نهاية السبعينيات و"ثورة الخميني" على الشاه -الذي كان نظامه واعدا بنقل بلاده نحو الحضارة والمدنية- هي اعتمادها على سياسات استعمال الدين بين التنويم والتحريض.
وأعود إلى حالة خطبة "الإمام" الإيراني علم الهدى، وليس في اسمه شيء من العلم ولا الهداية، بل ما قام به هو الشحن الشعبي، وإيهام المصلين بأن بلاده تتمتع بقوة حربية مستدلا على ذلك بعلماء، وأنه بإمكانهم محاربة أمريكا "الشيطان الأكبر" عبر تدمير السعودية والإمارات والبحرين وقطر!! وفي مرحلة مقبلة إسرائيل.
وإذا ما نظرنا من زاوية أعمق إلى محتوى الخطبة فسنرى أنها تعكس جبنا سياسيا وتناقضات إيديولوجية أيضا، حيث وصل الحقد الفارسي على دول المنطقة والغيرة من إنجازات دول الجوار التي كانت وما زالت محل أطماع الفرس، إلى تهديدها بدلا من التوجه علنا وبتهديدات مباشرة لمن فرض عليها العقوبات.. عدوها المزعوم الشيطان الأكبر وإسرائيل.
وفي الوقت الذي بنيت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة على استراتيجيات وضعها الأب المؤسس الشيخ زايد، وهي التي كانت وما زالت سر النجاح والسلام واستقطاب هذا البلد الآمن المتطور الجاذب لكل أنظار العالم، وعمل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على وضع استراتيجية إصلاحية للانتقال ببلاده وشعبه نحو المستقبل الأفضل في زمن قياسي عبر رؤية ٢٠٣٠، لا يزال الإيرانيون يستعملون الأساليب القديمة نفسها التي تعود لزمن السبعينيات وتعتمد على توظيف العواطف وتخدير الشعب دينيا، على الرغم من أن الشعب بدأ يصحو من زمن الرجعية والكره لما يعيشه من اضطهاد وقمع للحريات الشخصية باسم الدين.
والمشكلة أن خطبة الإمام الإيراني التي كانت يوم الجمعة قبل الماضية لا تعتبر ظاهرة خاصة ولا حادثة متفردة إلا أنها تدخل في إطار استراتيجيات المتطرفين، للحث على الإرهاب واستهداف كل من خالفهم العقيدة، وهو أسلوب يستعمله الإيرانيون والإخونجية، هو أخطبوط شر ينقض على العقول بوحشية يصعب الخلاص منها.
وهذه الحالات من الشحن والتحريض تعتبر إجراما وقد حان الوقت للتفكير في تأسيس محكمة دولية على غرار محكمة جرائم الحرب في لاهاي، لمتابعة ومحاسبة كل الواقفين على المنابر بأغراض التحريض والإدماج في الإرهاب، ومشجعي الإرهاب في كل دول العالم بمختلف الوسائل، بداية بالكلمة والتواصل وصولا إلى التمويل والتسليح.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة