اليوم تستضيف حكومة دولة الإمارات، التي خصصت بالفعل وزارة للمستقبل، كبار المستشرفين والعلماء وخبراء المستقبل العالميين.
يشعر المرء بالفخر والاعتزاز بأن تكون الإمارات جزءاً أساسياً في استشراف مستقبل العالم، فهي لم تعد متلقية تطبق ما يصلها من التقدم في العالم، بل مساهمة وصانعة للمتغيرات القادمة، تواكب جديده وتسهم في تطويره، لها رأي يؤخذ به، ونظرة تحترم وتقدر على أكثر من صعيد.
هذا ما يحدث الآن وسيتواصل في المستقبل عند قراءتها وتفاعلها مع الحاضر وما سيمضي به العالم لمرحلة مقبلة تشهد تغيرات سريعة يومية، ليس في العلم فقط ولكن في السياسة والجغرافيا وحتى الفضاء.
العرب جميعاً أمامهم فرصة حقيقية للانضمام إلى الإمارات في استشراف مستقبلهم ومستقبل العالم، العلم متاح والتقنية كذلك، وعقول أبنائهم زاخرة.. الأمر برمته لا يحتاج إلا لقرار، والقرار هنا لا يأتي إلا من القيادة فهي التي تملك في بلادنا زمام المبادرة
اليوم تستضيف حكومة دولة الإمارات، التي خصصت بالفعل وزارة للمستقبل، كبار المستشرفين والعلماء وخبراء المستقبل العالميين ومسؤولين حكوميين من أكثر من 70 دولة وممثلي منظمات دولية لبحث مستقبل العالم.
هؤلاء الكبار يلتقون بدبي لبحث المستقبل في جلسات متخصصة عبارة عن ورش عمل وعصف ذهني، فالمستقبل في عالم الكبار لم يعد قدراً بل يجب أن يصنع، لأن البشرية تستحق الكثير من التفكير والجهد والعطاء ليبقى الإنسان سعيداً قادراً على العيش باستقرار ورفاهية.
لقاء دبي، الذي يجمع 700 خبير ومفكر، سيبحث استشراف مستقبل القطاعات الحيوية الأكثر تأثيراً بحياة الإنسان، ويرسم خريطة موازين القوى العالمية في ظل التحولات الاقتصادية والسياسية.
نتحدث هنا عن مستقبل الواقع السياسي والاقتصادي لأوروبا في نظام عالمي متعدد الأقطاب، وعن روسيا وظهورها كقوة عالمية مؤثرة، وعن الصين وجنوب شرق آسيا كقوة اقتصادية فعالة وكتلة سكانية حيوية، عن الشرق الأوسط وكيف سيكون مستقبله؟ وأين تكمن فرص الاستقرار؟
النقاشات ستدور بين الخبراء والمسؤولين عن التغيرات الجذرية في المشهد الجغرافي الإقليمي والعالمي، والانعكاسات المتوقعة، وعن حكومات مستقبلية مرنة وتكنولوجيا تعيد تعريف نماذج الاستهلاك، وعن تأثير «الواقع الافتراضي» بالقيم والأخلاقيات في مجتمعات المستقبل، ودور التكنولوجيا في تطوير العلاجات المبتكرة وتعزيز جودة الحياة.
قضايا البيئة ستحتل حيزاً من النقاشات، وكذلك الأمر بالنسبة للعلوم الحيوية، والذكاء الاصطناعي، وثورة البيانات التي أصبحت وقود العصر، والأمر ينطبق على الثورة الصناعة الرابعة التي باتت تقود العالم واقتصاداته.
الإمارات باتت في وسط مشهد التطور العالمي، أما جهودها وإنجازاتها فتتيح لها لعب دور مستقبلي متميز على أكثر من مستوى، فنموذجها التنموي والحضاري متقدم إقليمياً ومنافس عالمياً، ورؤية قيادتها تجعلها في مصاف الكبار بالمعرفة والمنجز وقراءة المستقبل.
العرب جميعاً أمامهم فرصة حقيقية للانضمام إلى الإمارات في استشراف مستقبلهم ومستقبل العالم، العلم متاح والتقنية كذلك، وعقول أبنائهم زاخرة.. الأمر برمته لا يحتاج إلا لقرار، والقرار هنا لا يأتي إلا من القيادة فهي التي تملك في بلادنا زمام المبادرة، أما التاريخ والمستقبل فهما لا يرحمان.
نقلا عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة