إيران تعتقل ناشطة بعد ساعات من توقيف محامية
في الوقت الذي ألغت فيه السلطات ورشة توعوية كان من المقرر إقامتها الثلاثاء المقبل.
اعتقلت السلطات الإيرانية ناشطة بارزة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، مساء أمس السبت، من منزلها قبل أن تقتادها إلى جهة غير معلومة، وسط تصاعد وتيرة اعتقال النشطاء الحقوقيين في طهران مؤخرا.
وأفاد الموقع الحقوقي الإيراني "برابرى" أن عناصر أمنية اعتقلت الناشطة "نجمة وحيدي" بعد ساعات من اعتقال المحامية الحقوقية "هدي عميد"، في الوقت الذي ألغت السلطات الإيرانية ورشة توعوية لهما كان من المقرر إقامتها الثلاثاء المقبل.
ولفت "راديو فردا" الناطق بالفارسية أن أسباب اعتقال "وحيدي وعميد" لم تتضح حتى الآن، لافتا أنهما تطالبان منذ سنوات بمنح المرأة الإيرانية حيزا أوسع ضمن تركيبة البرلمان بالبلاد، وإنهاء السيطرة الذكورية على مقاعد النواب.
ورجحت مصادر حقوقية، أن اعتقال الناشطتين جاء على خلفية دورهما التوعوي للنساء الإيرانيات حقوقيا، خاصة وأن "عميد" أطلقت حملة واسعة تحت عنوان "تغيير وجه البرلمان"، قبيل الانتخابات البرلمانية التي جرت مايو/ آيار عام 2017، للمطالبة بزيادة نسبة المقاعد النيابية للنساء.
وزادت وتيرة اعتقال طهران لنشطاء ومحامين وحقوقيين في الآونة الأخيرة، أبرزهم صديقة نمازي، ونسرين ستودة، وقاسم شعلة سعدي وغيرهم، حيث وجهت لهم اتهامات أمنية بسبب فضحهم انتهاكات حقوق الإنسان، والمطالبة بحريات سياسية، وثقافية، ونقابية.
واعتقلت السلطات الأمنية في إيران، مطلع أغسطس/ آب المنصرم 3 محامين بارزين، هم: قاسم شعلة سعدي، وآرش كيخسروي، ومسعود جوادية، إضافة إلى منتج أفلام سينمائية يدعى محمد نوري زاد، بسبب وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان في طهران.
وعلى صعيد متصل، طالب "حامد بهداد" الممثل السينمائي الإيراني البارز بالإفراج عن نشطاء البيئة المعتقلين منذ عدة أشهر، بزعم تورطهم في التجسس لصالح جهات غربية.
وأضاف "بهداد"، الحائز على جائزة أفضل ممثل في إيران عن فيلم إجتماعي بعنوان "سد معبر" أو "إشغال طريق"، خلال كلمة له عقب تكريمه بمهرجان فني بالبيت السينمائي الإيراني، أن هؤلاء النشطاء لم يرتكبوا جريمة سوى أنهم حاولوا الحفاظ على الحياة البرية، متسائلا عن الأسباب وراء سجنهم وتخوينهم دون أدلة.
وأعرب المئات من نشطاء البيئة وعدد من الشخصيات الاجتماعية والثقافية البارزة في إيران، في أبريل/ نيسان الماضي عن غضبهم من الحملة القمعية التي تشنها سلطات النظام الإيراني ضد علماء البيئة ونشطاء حماية الحياة البرية في البلاد.
كما طالبوا الرئيس الإيراني حسن روحاني، في رسالة مفتوحة، بسرعة الإفراج عن المعتقلين الذين تزعم السلطات تجسسهم لصالح جهات غربية، خاصة وأن الاستخبارات التابعة لمليشيات الحرس الثوري هي التي تحتجزهم منذ فبراير/ شباط الماضي، على خلفية كشفهم انتهاكات بيئية ناجمة عن مشروعات لمليشيات الحرس الثوري.