سلاح الاغتيالات.. أبرز ضحايا النظام الإيراني في 4 عقود
جرائم الاغتيال والتصفية الجسدية من الأساليب الشائعة التي تستخدمها إيران للتخلص من معارضيها خلال الأربعين عاما الماضية
تعد جرائم الاغتيال والتصفية الجسدية من الأساليب الشائعة التي تستخدمها إيران للتخلص من معارضيها والمنشقين عنها خارج حدودها على مدى الأربعين عاما الماضية.
وحظرت وزارة الخارجية الأمريكية في 11 أغسطس/آب الجاري تزامنا مع اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب، دخول 14 إيرانيا إلى البلاد لاتهامهم بالضلوع في اغتيال وانتهاكات لحقوق الإنسان.
- "اغتيالات وخطف".. تاريخ جرائم إيران بحق المعارضين
- "العارفون بالأسرار".. اغتيالات غامضة لإيرانيين والفاعل معلوم
وتورط ثلاثة عشر منهم في هجوم إرهابي بتصفية المعارض الإيراني البارز كاظم رجوي في جنيف بسويسرا عام 1990.
وكشف تقرير أمريكي بعنوان "اغتيالات وأعمال إرهابية لإيران في الخارج" صادر في 23 مايو/أيار 2020، أن إيران نفذت 360 عملية اغتيال في 40 دولة منذ 1979.
لم يتم تنفيذ هذه الاغتيالات من قبل فيلق القدس التابع للحرس الثوري ووزارة الاستخبارات الإيرانية، فحسب، بل نفذتها أيضا أطراف ثالثة وعملاء وجماعات تعمل بالوكالة مثل حزب الله اللبناني.
وكان اغتيال معارضي إيران في خارج البلاد ومسؤولي نظام الشاه محمد رضا بهلوي أو أقاربهم داخل الدول الأوروبية، من الممارسات الشائعة بعد سيطرة المرشد الراحل الخميني على السلطة قبل 41 عاما.
علي أكبر طبطبائي، المستشار في السفارة الإيرانية الملكية في واشنطن كان أول هدف لعمليات الاغتيال التي نفذتها طهران خلال العقود الماضية.
وبعد اغتيال طبطبائي وهروب قاتله إلى إيران، حيث كان أمريكيا من أصول أفريقية، لم يتم نشر أي تقارير أخرى حول محاولات اغتيال قامت بها إيران في الولايات المتحدة.
لكن هذا الوضع كان مختلفا تماما في أوروبا واستمر حتى السنوات الأخيرة، حيث يعد اغتيال محمد رضا كلاهي صمدي، المتهم الرئيسي في نظر إيران بتفجير مكتب رئيس الوزراء بطهران في 28 أغسطس/ آب 1981، أحد أحدث الاغتيالات الخارجية لطهران عام 2015 وتحديدا في هولندا.
ويمكن تقسيم الاغتيالات التي ارتكبها النظام الإيراني في الخارج إلى 5 مجموعات، طالت أولها القادة السياسيين وكبار القادة العسكريين والمقربين منهم خلال عهد الشاه الذين تمكنوا من مغادرة إيران أثناء أحداث ثورة 1979.
وأشهر ضحايا اغتيالات تلك الفترة هم شابور بختيار، آخر رئيس وزراء للشاه، والجنرال غلام علي أويسي الحاكم العسكري لطهران في عام 1978، وشهريار شفيق، نجل شقيقة الشاه محمد رضا بهلوي والضابط بسلاح البحرية الإيرانية سابقا.
المجموعة الثانية من الاغتيالات خارج الحدود ارتبطت بموظفي طهران ومديريها والمنتسبين إليها والذين إما رفضوا الاستمرار في العمل مع النظام أو اتهمهم النظام بالعداء له.
ويبدو أن القتل الغامض لغلام رضا منصوري في رومانيا، القاضي الإيراني المتهم بالفساد والذي غادر البلاد قبل المحاكمة، أحد أحدث الأمثلة على هذه المجموعة.
وكان اغتيال علي أكبر محمدي، أحد قائدي طائرة الرئيس الإيراني الأسبق على أكبر هاشمي رفسنجاني عام 1986، أحد اغتيالات هذه المجموعة كذلك بعد لجوءه في ألمانيا.
المجموعة الثالثة هم من النشطاء المعارضين، الذين لم يكن لهم بالضرورة أي منصب في عهد الشاه أو نظام الخميني، وأبرزهم الفنان الإيراني المقيم في ألمانيا فريدون فرخزاد الذي تم تقطيع جثته على يد قاتليه عام 1992، والناشط سعيد كريميان الذي اغتيل في هجوم مسلح بإسطنبول عام 2017.
وتعتبر المجموعة الرابعة المستهدفة بالاغتيالات في الخارج هي أكبر مجموعة من الضحايا، وهم قادة الجماعات السياسية والعسكرية المعارضة للنظام.
ويأتي على رأسهم كاظم رجوي، شقيق مسعود رجوي، زعيم منظمة مجاهدي خلق المناهضة للنظام، صادق شرفكندي الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي قتل بالرصاص في مطعم "ميكونوس" بالعاصمة الألمانية برلين عام 1992، وعبد الرحمن قاسملو أحد قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي اغتيل في النمسا عام 1989.
المجموعة الخامسة من الاغتيالات الإيرانية خارج حدود البلاد ضمت شخصيات دينية مثل بعض علماء الدين السنة، والمسيحيين، وعدد من الشخصيات بالطائفة البهائية.
ولطالما كانت عمليات اغتيال الأفراد وتصفيتهم جسديا جزءا ثابتا من طريقة عمل النظام الإيراني سواء داخل أو خارج البلاد.
وتشير الأدلة إلى أن إيران نفذت اغتيالات في الولايات المتحدة، وطاجيكستان، والدنمارك، وأذربيجان، وقبرص، وتركيا، وباكستان، والعراق، والهند، والفلبين، والنمسا، وألمانيا، وإيطاليا، وبريطانيا، وفرنسا، والسويد، وسويسرا، وهولندا، ورومانيا.
وتبرز تركيا على رأس الدول المجاورة لإيران التي استهدفت فيها الأخيرة معارضين لها خلال السنوات الماضية، بينما تعد فرنسا والنمسا وألمانيا بين الأعلى في سجلات الاغتيالات الإيرانية داخل أوروبا.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjIuNzMg جزيرة ام اند امز