إيران ضمن أقل الدول احتراما لحرية الإعلام خلال 2018
بشهادة منظمة "مراسلون بلا حدود"، إيران تحل ضمن أسوأ دول العالم في حرية الإعلام وسجن الصحفيين وقمع حرية التعبير.
حلت إيران في قائمة أدنى الدول التي تحترم حرية الإعلام خلال العام 2018، وجاءت في المرتبة 146 من أصل 180 دولة في أحدث تقرير لمنظمة "مراسلون بلا حدود" بشأن حرية وسائل الإعلام في العالم.
وحذرت المنظمة من تزايد نبرة العداء والكراهية ضد الصحفيين من قبل الأنظمة المتسلطة، إضافة إلى فرض معلومات بعينها عليهم، والتشجيع على مواجهتهم لإعاقة عملهم.
وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أن طهران لم تحرز تقدما في مجال حرية الإعلام خلال عام 2018، مقارنة بالعام الماضي ولذا حلت في أسفل ترتيب القائمة التي تصدرتها دول النرويج، والسويد، وهولندا، في حين تذيلتها كل من إريتريا وتركمانستان.
ولا تزال إيران، بحسب المنظمة المراقبة للصحف ووسائل الإعلام، قابعة منذ عام 2011 بين الدول الخمس في أسفل القائمة في مجال سجن أكبر عدد من الصحفيين، وقبل عام واحد من ذلك كانت أقل من تلك المرتبة.
وكشفت المنظمة أن أكثر من 25 صحفيا اعتقلتهم السلطات الإيرانية منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية الحاشدة ضد نظام الملالي، مطلع يناير/ كانون الثاني، إلى جانب تعقب وملاحقة مئات من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تستدعيهم الأجهزة الأمنية وتسجن الكثير منهم، مشددة على أن هناك ضغوطا متزايدة تمارسها طهران على الصحفيين لتحويلهم إلى مجرد موظفين حكوميين ينفذون الأوامر، بحسب قولها.
ولفت التقرير إلى أن هناك محاكمات غير قانونية يواجهها الصحفيون الإيرانيون داخل البلاد، بدعوى عدم حصولهم على ترخيص صحفي بالنشر، في ظل وجود محاكم ثورية يترأسها رجال دين متشددين، إلى جانب خضوع جميع الصحف ووسائل الإعلام المحلية لسيطرة كاملة من نظام الملالي، الذي يسعى لفرض رقابة حتى على وسائل الإعلام الأجنبية الناطقة بالفارسية، من خلال التهديد، والرقابة، وقمع مراسليها داخل إيران.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد كشفت في تقريرها العالمي 2018 أن سجل الحكومة الإيرانية الحقوقي في العام 2017 كان سيئا وتخلله القمع والانتهاكات المتعلقة بحرية التعبير، حيث استدعت أجهزة الأمن والاستخبارات عشرات الصحفيين والناشطين البارزين على مواقع التواصل الاجتماعي، وضايقتهم واعتقلت بعضا منهم.
ووجهت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في مارس/ آذار الماضي نداء غير مسبوق للأمم المتحدة، تطالبها بمنع إيران من مضايقة موظفيها العاملين في الخدمة الفارسية لبي بي سي في لندن وعائلاتهم في إيران.
وأكدت أن طهران صعّدت من حملة التخويف، بما في ذلك تهديد الصحفيين واعتقال أقاربهم ومنعهم من السفر.
وبدأت إيران استهداف الخدمة الفارسية للمحطة البريطانية، بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية المثيرة للجدل في عام 2009، عندما اتهمت طهران القوى الأجنبية بالتدخل في شؤونها.
وتعد "مراسلون بلا حدود"، منظمة غير حكومية تنشد حرية الصحافة، تتخذ من باريس مقراً لها. وتدعو بشكل أساسي لحرية الصحافة وتداول المعلومات. ولديها صفة مستشار بالأمم المتحدة. حيث أسسها الصحفي الفرنسي روبرت مينارد في العام 1985، في حين تضطلع بنشر تقارير سنوية منذ العام 2002 حول حرية الإعلام دوليا، تكشف من خلالها أنماط عدة في هذا الصدد مثل الرقابة الذاتية، والتضييق، وقمع حرية الحصول المعلومات، إضافة إلى تعددية واستقلالية وسائل الإعلام.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDguMjIwIA== جزيرة ام اند امز