إيرانيون عن اعتقال مرتضوي: "كوميديا سوداء" لامتصاص الغضب
إيرانيون يشككون في عدالة نظام الملالي بقضية مدعي عام طهران السابق المتورط بالتعذيب والفساد سعيد مرتضوي.
شكك إيرانيون في عدالة نظام الملالي مع قضية سعيد مرتضوي مدعى عام طهران السابق، المتورط في تعذيب محتجين حتى الموت خلال تظاهرات عام 2009 ضد تزوير الانتخابات الرئاسية آئنذاك، إلى جانب تورطه بقضايا فساد مالي، بعد أيام من اعتقاله.
وذكر موقع "راديو زمانه" المعارض أن مرتضوي شارك في عمليات قمع ممنهج لصحفيين، ونشطاء، ومفكرين، وكتاب بارزين.
كما أعرب أحمد زيد آبادي كاتب صحفي إيراني، وأحد ضحايا مدعي عام طهران الأسبق خلال العام 2009، عن عدم سعادته بعد اعتقاله.
وقال آبادي إن مرتضوي تسبب في حبسي نحو 6 سنوات بالمعتقل، و5 إضافية سنوات في المنفي بإحدي المناطق النائية وسط إيران، بعيدا عن مسقط رأسي بالإضافة إلى حرماني من مباشرة حقوقي السياسية والاجتماعية.
وانتقد آبادي عبر قناته على موقع تليجرام، حكم سلطات نظام الملالي بحبس مرتضوي عامين فقط، على الرغم من تورطه في مثل هذا القضايا، غير أن عددا من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي يعتبرون أن اعتقال مدعي عام طهران الأسبق وإيداعه سجن إيفين سيئ الصيت شمال طهران، أمرا مشكوكا فيه، لا سيما في ظل عدم نشر صور له أو مقاطع فيديو تظهر عملية القبض عليه، بحسب قولهم.
وفي السياق ذاته، ألمح شادي أمين، أحد مديري منظمة "العدالة لأجل إيران"، أن الحكم الصادر بحق "مرتضوي" ولائحة الاتهامات الموجهة له تعد مزحة، معتبرا أن السلطات القضائية في البلاد باتخاذها هذا المنحى في الإجراءات ضده، تقدم "كوميديا سوداء" لامتصاص غضب الرأي العام، بحسب تعبيره.
وأشار "أمين " في مقابلة مع "راديو زمانه"، إلى وقائع قتل صحفيين ومعارضين لنظام الملالي قبل 15 عاما، التي تورط بها مدعى عام طهران الأسبق والمقرب من أحمدي نجاد، لافتا إلى ضلوعه في مقتل زهرا كاظمى، الصحفية الكندية من أصل إيراني، وعلى الرغم من ذلك لم يقدم إلى محاكمة طوال تلك المدة الطويلة.
ورجح الناشط السياسي إخفاء السلطات الإيرانية أدلة إدانة مرتضوي خاصة في معتقل كهريزك، الذي كان ساحة لتعذيب محتجين قبل نحو 10 سنوات؛ لعدم فضح باقي أركان نظام الملالي المتورطين.
وكشفت وسائل إعلام إيرانية مصير سعيد مرتضوي مدعي عام طهران السابق، المتهم في قضايا فساد وقتل وتعذيب معتقلين، بعد أسابيع من اختفائه الغامض وتداول أنباء حول هروبه للخارج.
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، نقلا عن مصادر خاصة لم تفصح عن هويتها، أن السلطات الإيرانية اعتقلت مرتضوي داخل فيلا بمحافظة مازندران شمال البلاد، قبل أن يتم إيداعه سجن إيفين سئ الصيت شمال العاصمة طهران، وذلك لتنفيذ حكم سجنه عامين.
ويحتل مدعي عام طهران السابق سعيد مرتضوي قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي ضمن 32 مسؤولاً إيرانياً رفيعاً منذ عام 2011، بسبب دوره الواسع في انتهاكات حقوق الإنسان داخل إيران، حيث تقضي تلك القائمة بمصادرة أصوله في دول الاتحاد الأوروبي، ومنعه من دخول دول الاتحاد.
وعلقت منظمة هيومان رايتس ووتش مؤخرا على اختفائه واصفة إياه بـ"سيئ الصيت"؛ بسبب التواطؤ في وفاة 3 معتقلين بسجن كهريزك خلال الاحتجاجات التي اندلعت عام 2009.