إيران تجمد أصول 150 صحفيا في "بي بي سي فارسي"
هيئة الإذاعة البريطانية انتقدت السلطات الإيرانية بعد إصدارها أمرا قضائيا بتجميد أصول العشرات من موظفيها في قسم الخدمة الفارسية
انتقدت "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، الثلاثاء، السلطات الإيرانية بعد إصدارها أمرا قضائيا بتجميد أصول العشرات من موظفيها في قسم الخدمة الفارسية، التي تبث من لندن.
ووصفت الإجراء بأنه أحدث حملة قمعية ضد موظفي المؤسسة الإعلامية الإيرانيين، لا سيما بعد إعادة انتخاب حسن روحاني رئيسًا، حسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وأشارت إلى أن السلطات القضائية في طهران أصدرت أمراً قضائياً يشمل أكثر من 150 صحفياً إيرانياً ومساهمين سابقين، يمنعهم من إجراء معاملات مالية أو بيع ممتلكات في وطنهم بسبب انتمائهم إلى المؤسسة الإعلامية البريطانية.
وعلى الرغم من أن "بي بي سي فارسي"، التي تبث برامجها على التلفزيون والراديو إلى جانب موقعها الإلكتروني محظورة قانونيًا في إيران، فإنها لا تزال تحظى بشعبية لدى الجمهور الإيراني المتعطش لأخبار لا تبثها القنوات التي تديرها الدولة.
ويشاهد القناة ملايين الإيرانيين عبر أطباق استقبال غير قانونية على أسطح المنازل السكنية، وتقول قناة "بي بي سي نيوز" إن جمهورها 13 مليونا في إيران، ما يجعلها سابع أكبر سوق للقناة جميع أنحاء العالم.
ولفتت القناة إلى أن موظفيها الإيرانيين الذين وقعوا ضحية حملة ترهيب وتشويه في السنوات الأخيرة، لا يستطيعون العودة إلى إيران خشية الانتقام، ومعظم -إن لم يكن كل- الموظفين الإيرانيين في "بي بي سي" لا يستطيعون زيارة أسرهم في موطنهم.
من جانبها، أعربت فرانسيسكا أنسوورث، مديرة الخدمة العالمية لـ"بي بي سي"، عن استيائها من "الهجوم الذي يبدو أنه هجوم موجه ضد الموظفين الإيرانيين في هيئة الإذاعة البريطانية والموظفين السابقين وبعض المساهمين".
وأضافت أنه "من المروع أن يعاني أي شخص من عواقب قانونية أو مالية بسبب ارتباطه مع بي بي سي"، مشيرة إلى أن الأمر القضائي الصادر يمنع موظفيها من بيع أو شراء عقارات وسيارات وسلع أخرى.
وتابعت: "ندعو السلطات الإيرانية إلى إلغاء هذا الأمر بشكل عاجل، والسماح لموظفي هيئة الإذاعة البريطانية والموظفين السابقين بالتمتع بالحقوق المالية نفسها لمواطنيهم".
واعتبرت الحملة الأخيرة مؤشراً على أن السلطات تجدد الضغوط على المؤسسة، وتزيد حملة القمع على الصحفيين بعد إعادة انتخاب حسن روحانى رئيسًا.
وكانت منظمة "مراسلون بلا حدود" أعلنت أن إيران "من أكبر 5 سجون في العالم للصحفيين"، حيث تسجن ما لا يقل عن 10 صحفيين و 17 مواطنا صحفيا.
ويعمل نحو 140 موظفاً في هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) من خارج إيران، لكن السلطات دأبت خلال السنوات الأخيرة على مضايقة فريق العمل من خلال استدعاء أفراد أسرهم الذين يعيشون في البلاد وترويعهم.
كما وقع عدد من الموظفين ضحايا ادعاءات كاذبة تتعلق بسوء السلوك الجنسي، وحسابات "فيسبوك" مزيفة، ومدونات مزورة، وسرقة هوية على الإنترنت تهدف إلى تشويه سمعتهم.
وحصلت "بي بي سي فارسي" على أمر المحكمة الذي يدرج قائمة بأسماء 152 شخصًا من فريق العمل وموظفين سابقين ومساهمين جمّد القضاء الإيراني أصولهم المالية، ولم تخطرها المحكمة بالأمر، ولم يقدم القضاء الإيراني تفسيرا لأمر المحكمة، لكنها علمت بتجميد الأصول عندما سعى قريب أحد الموظفين في "بي بي سي فارسي" إلى بيع عقار نيابة عنهم.