بضغط أصوليين.. إيران تغلق جمعية خيرية وتعتقل مؤسسها
في السنوات الأخيرة انتقدت بعض وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني أنشطة هذه الجمعية الخيرية، ودعت إلى التعامل معها أمنيا
أعلنت جمعية "الإمام علي"، إحدى أكبر المؤسسات الخيرية غير الحكومية في إيران، اعتقال مؤسسها وعضوين آخرين بها لأسباب مجهولة.
وذكرت الجمعية الخيرية التي تدعم أعداد كبيرة من الأطفال العاملين والفقراء، الإثنين، في حساباتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن السلطات اعتقلت المؤسس ورئيسها شارمين ميمندي نجاد من منزله.
واعتقلت قوات الأمن الإيرانية عضوين آخرين هما المسؤول الإعلامي بالجمعية مرتضي كيمنش، والمفتشة غير الدائمة كتايون أفرازة.
ولم يعلق المسؤولون القضائيون الإيرانيون حتى الآن على إعلان اعتقال مؤسس جمعية "الإمام علي" الخيرية وعضوين آخرين بها.
ومن غير المعروف طبيعة الاتهامات الموجهة إلى هؤلاء الأشخاص المعتقلين، في حين أغلقت السلطات المكتب المركزي للجمعية بالعاصمة طهران.
يذكر أن الجمعية الخيرية المعروفة باسم "جمعية الإمام علي الإغاثية الطلابية" حاصلة على تصريح رسمي من وزارة الداخلية الإيرانية وبدأت نشاطها كمنظمة غير حكومية منذ عام 1999.
ودشنت الجمعية الخيرية أول مكتب رسمي لها في جامعة شريف التكنولوجية بالعاصمة الإيرانية بعد عام واحد من بدء أنشطتها الإغاثية.
وتعرف جمعية "الإمام علي" الخيرية نفسها كمنظمة مستقلة، غير سياسية، وغير حكومية تنشط في مجال تقديم المساعدات العينية والمالية للفقراء والمحتاجين والدعم خلال الكوارث الطبيعية عبر شبكة من المتطوعين في أنحاء إيران.
وانضمت الجمعية الخيرية الإيرانية غير الحكومية إلى عضوية المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة منذ عام 2010.
وزعم موقع" بويا" التابع لوكالة أنباء تسنيم (مقربة من مليشيا الحرس الثوري الإيراني)، نقلا عن مصدر مطلع، أن الشخص المعتقل، مشيرا إليه بالأحرف الأولى من اسمه "ش.م"، يواجه اتهامات بتشكيل مؤسسة خيرية في السنوات الأخيرة بهدف التأثير على مستويات مختلفة من الرأي العام تحت غطاء أنشطة المنفعة العامة.
وأورد الموقع الإخباري اتهامات أخرى تتعلق بالمسؤولين المحتجزين، هي "تنفيذ برامج شبه ثقافية اجتماعية لتعزيز الثقافة الانتقائية، ومرافقة المراكز المناهضة لإيران لتقديم مطالبات مثل مكافحة التمييز، بالإضافة إلى قضايا حقوق الإنسان ومحاربة الفقر والمشكلات الاجتماعية بهدف الضغط على إيران وشعبها".
وتضمنت الاتهامات "إهانة المقدسات وترويج الأفكار المعادية للدين، والتعاون مع وسائل الإعلام الأجنبية المناهضة للنظام، والتشجيع على الابتذال".
وفي الوقت نفسه، كتب الموقع الإخباري في جملة غامضة أن "أنشطة هؤلاء الأشخاص المعتقلين لا علاقة لها بالبرامج الحالية والخيرية للمؤسسة المذكورة".
وفي السنوات الأخيرة، انتقدت بعض وسائل الإعلام والمنظمات التابعة للنظام الإيراني مرارا وتكرارا أنشطة هذه الجمعية الخيرية ودعت إلى التعامل معها أمنيا.
وأطلق عدد من الأصوليين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الموالين للنظام الديني في إيران، العام الماضي، حملة دعائية شرسة ضد الجمعية الخيرية متهمين إياها باتهامات مختلفة.
وتحدثت الرئيس التنفيذي لجمعية "الإمام علي" الخيرية، زهرا رحيمي في 2019، عن ضغوط من بعض المؤسسات الخاصة بهدف وقف تعاون الشركات والمجموعات معها، فضلا عن فبركة اتهامات ضد أنشطتها.
وتعرضت الجمعية الخيرية لتهديدات مجهولة مؤخرا بثت عبر رسائل نصية إلى هواتف بعض أعضائها وكذلك محاولة اختراق حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي إشارة إلى موجة الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت ضد غلاء أسعار البنزين فجأة، في نوفمبر / تشرين الثاني الماضي، قالت الجمعية الخيرية في بيان لها إن "وصف المتظاهرين الجوعى بالمشاغبين لن يعالج الجرح المتأصل في المجتمع".
وقادت صحيفة كيهان المحلية المقربة من مكتب المرشد علي خامنئي حملات الهجوم ضد جمعية "الإمام علي" الخيرية خلال السنوات الأخيرة بدعوى ممارستها أنشطة مريبة تحرض على التشاؤم وعدم الثقة بالحكومة، بالإضافة إلى جذب فقراء عبر تلقي دعم خاص من جانب منظمات دولية.
ووصفت الجمعية الخيرية الاتهامات الإعلامية التي كان من بينها التواصل مع تيارات خارج البلاد مؤخرا بالمزاعم الجبانة والمنظمة، حيث ستتولي متابعتها عبر السلطة القضائية.
aXA6IDMuMTM1LjIxNi4xOTYg
جزيرة ام اند امز