إيران في الإعلام.. "كورونا" حصار يخنق الاقتصاد
فيروس كورونا تحول إلى حصار آخر لإيران التي تواجه منذ عام ونصف عقوبات اقتصادية أمريكية
تحول فيروس كورونا إلى حصار آخر لإيران التي تواجه منذ عام ونصف عقوبات اقتصادية أمريكية، أثرت على مختلف مناحي الحياة، لينتشر الفيروس ويودي بحياة المئات ويصيب آلاف المواطنين في البلاد.
وبعد شهور من تكثيف ضغوطها على طهران، تجد الولايات المتحدة نفسها الآن أمام متغير جديد لم يكن متوقعاً هو فيروس كورونا المستجد الذي خلف عدداً كبيراً من الوفيات في إيران حتى في صفوف المسؤولين.
ويتساءل مقررو السياسات في الولايات المتحدة إن كانت الوفيات في صفوف رجال النظام الإيراني واسعة النطاق لدرجة تكفي لإحداث تغييرات في صناعة القرارات، رغم أن هجوماً صاروخياً وقع في العراق، الأربعاء، وحمّلت واشنطن طهران مسؤوليته، أظهر على الأقل أن دائرة الصراع بين البلدين لم تنحسر.
وأصاب وباء "كوفيد-19" عشرات الآلاف في أنحاء العالم وانتشر بين الطبقة الحاكمة في إيران بشكل غير معتاد، إذ أصيب أو توفي عدد من كبار السياسيين والمسؤولين بالمرض بينهم نائبة للرئيس ومستشار لوزير الخارجية ورجل دين نافذ.
وكشف تقرير صادر عن وزارة الصناعة والتجارة الإيرانية عن خسائر تجارية كبيرة، بسبب تراجع الطلب على الشراء بنسبة تتراوح بين 35 و100%، لتفشي فيروس كورونا المستجد داخل البلاد.
ونشرت وزارة الصناعة الإيرانية التقرير عبر موقعها الرسمي، الأربعاء، حيث جاء فيه أن الكساد يخيم تماما على أنشطة مجالات مختلفة أبرزها الخدمات السياحية والصالات الرياضية.
وفقدت مطاعم المأكولات السريعة ومتاجر الألبان وكذلك قاعات الضيافة وصالونات التجميل النسائية والرجالية 90% من عملائها، بسبب تداعيات انتشار الفيروس القاتل، حسب التقرير.
وانخفضت نسبة المشتريات بشكل غير مسبوق لدى متاجر المكسرات نحو 80%، ومطاعم المشويات بنحو 75%، والملابس والحلوى ومستلزمات المنزل 70%، والأثاث والديكورات 60%.
في السياق، كشف مسؤول بمنظمة الصحة العالمية أن أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد في إيران من المحتمل أن تكون خمسة أضعاف الأرقام المعلن عنها رسميا.
وذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية في تقرير لها عبر نسختها الفارسية، الثلاثاء، أن ريك برينان المدير الإقليمي للطوارئ بالصحة العالمية زار إيران مؤخرا ورجح ارتفاع نسب الإصابات بالفيروس المعروف علميا باسم "كوفيد 19" هناك.
واعتبر بيرنان أن الإحصائيات الرسمية تعد الحلقة الأضعف في سلسلة فيروس كورونا المستجد المتفشي بأغلب المناطق داخل إيران.
وأرجع مسؤول الصحة العالمية السبب وراء التفاوت الكبير في أعداد إصابات كورونا في إيران إلى اقتصار الاختبارات الطبية على الحالات الحرجة للغاية، وفق قوله.
على صعيد ذي صلة، أرسلت دولة الإمارات طائرتي مساعدات تحملان إمدادات طبية ومعدات إغاثة إلى إيران لدعمها في مواجهة فيروس كورونا المستجد.
وقالت وكالة أنباء الإمارات: "إن الطائرتين اللتين أقلعتا من أبوظبي اليوم الإثنين حملتا أكثر من 32 طنا من الإمدادات بما في ذلك صناديق من القفازات والأقنعة الجراحية ومعدات الوقاية".
وهذه هي الرحلة الثانية التي تسيرها دولة الإمارات إلى إيران في الأيام الأخيرة.
ففي الثالث من مارس/آذار الجاري أرسلت الدولة طائرة حملت 7.5 طن من الإمدادات الطبية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، كما حملت معها خمسة خبراء من المنظمة لمساعدة 15 ألفا من العاملين في مجال الرعاية الصحية.
وجاءت هذه المبادرة في إطار تعاون دولة الإمارات مع الدول التي تشهد تفشي فيروس كورونا المستجد، ومن أجل تعزيز الجهود العالمية للحد من انتشاره.
في موضوع آخر، كررت إيران مجددا حجب أرقام وبيانات قطاع النفط عن المؤسسات الدولية، في الوقت الذي تواصل فيه هذه الصناعة الانهيار بفعل العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، وسط استجداء للنظام السياسي المحلي في طهران للولايات المتحدة برفع العقوبات.
وأظهرت معطيات تقرير رسمي صدر الأربعاء أن طهران أخفت بيانات صادراتها من الخام، خلال يناير/كانون الثاني الماضي، للشهر الـ18 على التوالي، وسط تدني صادراتها من الخام بفعل العقوبات المفروضة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
وجاء في أرقام صادرة اليوم عن المبادرة المشتركة للبيانات النفطية (جودي) أن طهران لم تقدم بيانات صادراتها النفطية للمنظمة منذ أغسطس/آب 2018 حتى يناير/كانون الثاني 2020، بالتزامن مع هبوط حاد في صادرات الخام.