تراشق بين روحاني ورئيس القضاء الإيراني بسبب الفساد
دعوات للقضاء الإيراني إلى الكشف عن أسباب إهدار 947 مليون دولار سحبت من عوائد تصدير النفط الخام والأموال العامة خلال حكم نجاد.
اهتمت وسائل إعلام إيرانية بتفاصيل تراشق لفظي متبادل بين رئيس البلاد حسن روحاني ورئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، بعد أن انتقد الأول عدم شفافية القضاء الإيراني إزاء مكافحة الفساد داخليا.
وطالب روحاني خلال كلمة له أمام حشد من سكان مدينة يزد (وسط)، أمس الأحد، القضاء في بلاده بالتعامل مع ملفات المتورطين بوقائع فساد ضخمة خلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد (2005 - 2013).
- شقيق روحاني يكشف عن "تنصت" داخل مكتب الرئيس الإيراني
- رجل خامنئي رئيسا لقضاء إيران.. قبضة قمعية في وجه المحتجين
وأفردت صحيفة إيران (حكومية مؤيدة لروحاني) تقريرا، الإثنين، دعت فيه القضاء الإيراني إلى الكشف عن أسباب إهدار 947 مليون دولار سحبت من عوائد تصدير النفط الخام والأموال العامة خلال حكم نجاد.
واعتبر روحاني ضمنيا في كلمته، أن حملة مكافحة الفساد التي بدأها رئيسي منذ جلوسه على كرسي السلطة القضائية مارس/ آذار الماضي، استعراض أمام الرأي العام المحلي.
وأكد الرئيس الإيراني باعتباره أعلى مسؤول في السلطة التنفيذية داخل بلاده، أن الناس لن ينخدعوا بجلب بعض الأشخاص إلى ساحات المحاكم وإحداث الضجيج، وفق قوله.
واتهمت صحف إيرانية "أصولية" روحاني بإثارة الجدل على خلفية هذه التصريحات، في حين دعا نواب برلمانيون إلى مساءلته قضائيا بعد انتقاداته للقضاء بدافع الغضب، بعد أن أدانت محكمة إيرانية شقيقه حسين فريدون بالسجن 5 سنوات لاتهامه بالفساد المالي.
وفي حين وصف الناطق باسم القضاء الإيراني غلام حسين إسماعيلي تصريحات روحاني بـ"الغريبة" تجاهل إبراهيم رئيسي، المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي، الرد صراحة عليه، مكتفيا باتهامه بـ"صناعة أمور هامشية تبث انقساما لصالح الأعداء"، على حد قوله.
واتهم الناطق إسماعيلي الرئيس الإيراني بعدم تنفيذ وعوده الانتخابية التي قطعها قبل 6 سنوات، في الوقت الذي يعيد الحديث حاليا عن ملفات قضائية قديمة، على حد تعبيره.
يشار إلى أن ظاهرة الفساد في إيران بلغت مرحلة أن المؤسسات الرسمية المعنية بمكافحته مثل القضاء طالت أعضاءها اتهامات بالتورط في شبهات تلقي رشاوى.
إضافة إلى وجود فساد داخل كيانات غير خاضعة للمساءلة سواء برلمانياً أو حكومياً بسبب تبعيتها لسيطرة مباشرة من جانب المرشد الإيراني علي خامنئي، وفق مراقبين.
يذكر أن حسن روحاني شن ضد رئيسي هجوما ضمنيا على هامش المنافسة بينهما خلال انتخابات الرئاسة عام 2017، مؤكدا أن الشعب سيرفض التصويت للمعروفين بالسجن والإعدامات فقط طوال عقود.
ويرتبط إبراهيم رئيسي بعلاقات وثيقة مع جنرالات مليشيا الحرس الثوري الإيراني، وكذلك مصاهرة مع رجل الدين المتشدد أحمد علم الهدى الذي يتولى منصب ممثل خامنئي في مدينة مشهد (شمال).
aXA6IDE4LjIyMi4xMTMuMTM1IA== جزيرة ام اند امز