النظام الإيراني الذي لم يراعِ يوما مصالح شعبه لن يقدم أي تنازلات لأنه يعلم أنها تعني حتمية نهايته
يشهد العالم اليوم الفصل الأخير والمنعطف الحاسم من الصراع بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني، والذي استمر أربعة عقود تخللتها مواجهات سياسية ودبلوماسية واقتصادية دون الانزلاق إلى مواجهة عسكرية مباشرة، حيث تشير الدلائل والمؤشرات إلى حتمية هذه المواجهة، وأن نتائجها ستحدد موقع إيران على الخريطة الإقليمية، وحجم دورها.
النظام الإيراني الذي لم يراعِ يوما مصالح شعبه لن يقدم أي تنازلات؛ لأنه يعلم أنها تعني حتمية نهايته في حال فعل ذلك، وسيختار المواجهة والهروب إلى الأمام مهما كانت العواقب والمآسي، لذلك فإن المواجهة العسكرية بين أمريكا وإيران قد تبدأ في أي لحظة في ظل تمسك طهران بالفكر المتشدد
إيران التي تعيش عزلة دولية واقتصادية وتعاني من وطأة عقوبات اقتصادية أمريكية غير مسبوقة، أصبحت الآن أمام خيارين فقط. الأول: أن تستجيب طهران للمطالب الأمريكية بتقديم تنازلات حقيقية في ملفها النووي وبرنامجها الصاروخي، وتغيير سلوكها التوسعي في المنطقة. وهذا الخيار هو الأصعب على النظام الإيراني.
أما الخيار الثاني فهو المناورة على حافة الهاوية بإثارة القلاقل الأمنية ومحاولة إلحاق شيء من الأذى بدول الجوار، أو المنشآت الأمريكية في الخليج والشرق الأوسط، وهو بالفعل السيناريو الذي اختارته طهران، فشنت أعمالا تخريبية استهدفت 4 سفن تجارية للسعودية والإمارات قرب ميناء الفجيرة، وأوعزت لمليشيا الحوثي باستهداف خطي أنابيب للنفط وسط السعودية، وذلك يعني أنها تجاوزت الخطوط الحمراء الأمريكية غير المسموح بتجاوزها.
الزيارات الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لأوروبا وروسيا، والحشد العسكري الأمريكي في مياه الخليج بإرسال حاملة الطائرات أبراهام لينكولن، وتعزيز قدرات سلاح الجو الأمريكي بقاذفات بي-52، كلها مؤشرات قوية تؤكد أن واشنطن قد توجه ضربة عسكرية لطهران في أي لحظة، قد يبدأ السيناريو العسكري الأمريكي باستهداف الاقتصاد الإيراني أولا، من خلال الهجوم على معامل تكرير النفط، ثم محطات الكهرباء، ومراكز الطاقة، والجسور، ومحطات المياه، ونقاط التوزيع، ما يعني شل حركة الحياة في الداخل الإيراني دفعة واحدة، لاحقا قد تعلن إيران الاستسلام والرضوخ، أو أنها سترد بما تملكه من أسلحتها القديمة التي لا يمكن أن توازي قوة السلاح الأمريكي، وستطلق صواريخها الباليستية التي لن تجد أنظمة الباتريوت صعوبة في إسقاطها، وسترسل مليشياتها والفرق الانتحارية لاستهداف المصالح الأمريكية في الخليج أو العراق أو سوريا، وحينها سترد واشنطن بقوة وتستهدف بقاذفاتها الهائلة المفاعلات النووية الإيرانية.
النظام الايراني الذي لم يراعِ يوما مصالح شعبه لن يقدم أي تنازلات؛ لأنه يعلم أنها تعني حتمية نهايته في حال فعل ذلك، وسيختار المواجهة والهروب إلى الأمام مهما كانت العواقب والمآسي، لذلك فإن المواجهة العسكرية بين أمريكا وإيران قد تبدأ في أي لحظة، في ظل تمسك طهران بالفكر المتشدد وهوسها النووي ومواصلة أعمالها التخريبية في المنطقة لتقابل الحشد العسكري الهائل الذي أرسلته إدارة ترامب للخليج العربي، والذي ينتظر فقط إشارة البدء من ترامب، الرئيس الأمريكي الذي لا يمكن لأحد توقع الخطوة القادمة له.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة